عزز زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون (35عاما) المتواري عن الأنظار الشائعات حول صحته ومستقبله السياسي، وذلك بغيابه عن الاحتفال بذكرى تأسيسي الحزب الحاكم قبل أيام، لكن مصدرا مطلعا أبلغ رويترز أنه لا يزال ممسكا بزمام السلطة. في هذا السياق، لم يرد اسم الزعيم الكوري الشمالي في لائحة نشرتها الوكالة الرسمية لمن زاروا ضريح والده كيم جونغ-اي وجده كيم ايل-سونغ في بيونغ يانع. كما لم يظهر الزعيم الكوري الشمالي على شاشة التلفزيون الرسمي منذ الثالث من سبتمبر الماضي. وأدى هذا الغياب الطويل إلى تعزيز الشائعات في آسيا حول واحدة من أكثر البلدان انغلاقا في العالم. ومن جانب، يتحدث البعض عن مشاكل صحية يعاني منها كيم الذي يدمن التدخين والذي ازداد وزنه كثيرا منذ وصوله إلى الحكم، كما يعاني من الإرهاق وداء المفاصل وكسر في الكاحل والسكري، ويتحدث فريق آخر عن انقلاب في السلطة. أما موقف كوريا الجنوبية التي تسارع إلى تأجيج التكهنات بعدوتها كوريا الشمالية، فتقول هذه المرة أن لا شيء يدل على أن كيم جونج- أون لم يعد ممسكا بزمام الأمور. وقال المتحدث باسم وزارة التوحيد ليم بيونج - شول في تصريح صحافي "ثمة معلومات متزايدة تتعلق باستمرار كيم جونج - اون في ممارسة الحكم... بناء على هذه المعلومات، يبدو أنه يحكم بصورة طبيعية". لكن ورغم ذلك، فإن عدم حضوره هذا الاحتفال المهم عزز الشائعات، إذ لم يتغيب كيم جونج - أون عن هذه الذكرى منذ توليه السلطة 2011 بعد وفاة والده، والفرضية الأكثر تداولا هي أن مشكلة صحية تمنعه موقتا من القيام بأعباء منصبه. وألمحت صحيفة رودونغ سينمون، وهي من كبرى الصحف التي تديرها الدولة، إلى أنه مريض وقالت إن زعماء دوليين أرسلوا له باقات من الزهور خلال المناسبة الأخيرة. وقالت إن الباقات أرفقت ببطاقات تهنئة يتمنون فيها "صحة جيدة" للزعيم الكوري الشمالي. وفي تعليقه على هذا الأمر، رأى المحلل الكوري الجنوبي شونغ سونغ شانغ أنه من غير المعتاد أن تتطرق بطاقات التهنئة في هذه المناسبة في هذه المناسبة إلى صحة الزعيم. وقال إن كيم جونغ-أون ربما تعمد التلميح بذلك من أجل استعطاف شعبه. ورجح وزير الدفاع في كوريا الجنوبية أن يكون الزعيم الكوري الشمالي متواجدا في إحدى منازله القريبة من مستشفى مخصص لكبار الشخصيات في الحزب الحاكم. وقال شونغ يونغ- شول أستاذ الدراسات الكورية الشمالية في جامعة سوغانغ في سيول "شعوري الشخصي هو أن ثمة مشكلة صحية لكنها ليست خطرة". ورأى شيونغ سيونغ-شانغ، المحلل في معهد سيجونغ، أن تغيب الزعيم الكوري الشمالي مرده على الأرجح متاعب صحية لا تؤثر على إدارة شؤون الحكم على المدى القصير على الأقل. وأضاف "لكنه إذا اضطر إلى التغيب فترة طويلة، يمكن أن تعرب النخبة السياسية عن انزعاجها وتتراخى سيطرته على شؤون الحكم". ونقلت وكالة رويترز نقلا عن مصدر مقرب من السلطة الحاكمة إن الزعيم الكوري الشمالي لا يزال ممسكا بزمام السلطة لكنه يعاني من إصابة في ساقه حدثت له خلال تدريبات عسكرية. وقال المصدر إنه تعرض للإصابة في كاحله وركبته في نهاية أو بداية سبتمبر جراء زيادة وزنه، مشيرا إلى أنه كان يتكأ على عصا في البداية لكن الإصابة ازدادت سوءا فيما بعد. ورجح المصدر، الذي أكدت الوكالة أنها لا تستطيع التحقق من معلوماته عن طريق مصدر مستقل، أن يحتاج الزعيم الكوري الشمالي إلى حوالي ثلاثة شهور لاستعادة لياقته.