كشفت إحدي الدراسات أن سن الثامنة قد يكون هو السن المثالي لحماية الفتيات من مشاكل العقم في المستقبل، وذلك بعد أن تم علاج بعض الفتيات في هذا السن ممن تتزايد لديهن مخاطر الإصابة بإحدي الحالات التي تؤدي إلي العقم، وذلك بتناول عقار (ميتفورمين)، وهو أحد العقاقير الشائعة لعلاج مرض السكر، وكانت النتيجة أنهم كانوا أقل عرضة للإصابة بتلك الحالة فيما بعد. وذكر موقع فوكس نيوز الأمريكي أنه علي الرغم من عدم وجود أية أعراض ظاهرية للإصابة بتلك الحالة والمعروفة بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات، على الفتيات اللاتي تبلغ أعمارهن 8 سنوات، إلا أن هناك بعض الدلائل الفسيولوجية التي تشير إلى وجودها، ويتم استخدام عقار ميتفورمين بالفعل لعلاج المتقدمات في العمر ممن يعانين من تلك الحالة، إلا أنه لم يتم اختباره من قبل كوسيلة للوقاية من تلك المتلازمة في مثل هذة السن الصغيرة، وذلك حسب تصريحات الباحثين. ونقلت الصحيفة عن دكتور لورديس ايبانييس، أحد الباحثين وأخصائي الغدد الصماء بجامعة برشلونة الإسبانية، قوله: "لقد اخترنا مجموعة من الفتيات المعرضات لخطر الإصابة بتلك المتلازمة وقمنا بعلاجهن قبل ظهور أعراضها الطبية عليهن، فلقد استخدمنا هذا العقار للوقاية بدلاً من العلاج". وتجدر الإشارة إلي أن الفتيات اللاتي يكون وزنهن منخفض عند الولادة، ويبدأ ظهور الشعر لديهن في سن مبكرة أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بتلك المتلازمة، ومن ثم قام إيبانييس وزملاؤه بجمع 38 فتاة ممن تنطبق عليهن تلك المواصفات، وقاموا بتقسيمهن لمجموعتين، حيث كان يتناول نصف هؤلاء الفتيات عقار ميتوفورمين يومياً على مدار أربع سنوات من سن الثامنة إلى سن الثانية عشرة، بينما تناوله النصف الآخر من الفتيات لمدة عام واحد فقط بداية من سن الثانية عشرة، وبمقارنة تأثير العقار على المجموعتين تبين أن الفتيات اللاتي داومن على تناول العقار لفترة أطول أقل عرضة للإصابة بتلك المتلازمة ببلوغ سن الخامسة عشرة بمعدل 8 مرات. ومن بين أعراض الإصابة بتلك المتلازمة: زيادة الوزن، وعدم انتظام الدورة الشهرية، وظهور حب الشباب، فضلاً عن نمو الشعر بكثافة. ويحاول الباحثون حالياً متابعة هؤلاء الفتيات حتى بلوغهن سن الثامنة عشرة للتثبت من صحة نتائج تلك الدراسة التي نشرتها مجلة (علم الغدد الصماء الأكلينيكي والآيض). وتبدأ تلك المتلازمة بإفراز كمية كبيرة من الأنسولين داخل الجسم (مثل مرض السكر من النوع الثاني)، وعندما تتعرض المبايض لتلك الكمية من الأنسولين، تطرأ بعض التغيرات على عملية إفراز الهرمونات، وبتراكم الكميات القليلة من هرمونات الذكورة التي تفرزها الإناث، فإنها تؤثر علي بقية جسد الفتاة، ومن ثم تبدأ الأعراض الظاهرية للمتلازمة في الظهور، ويعمل الميتفورمين على علاج عدم التوازن في إفراز الأنسولين بالجسم، والذي يعد أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بتلك الحالة، وبعودة معدلات الأنسولين إلي طبيعتها تتمكن المبايض من إفراز الهرمونات بمعدلات صحية. وعلى الرغم من وجود بعض الآثار الجانبية الطفيفة لهذا العقار، إلا أنه لا يوجد مانع من استخدامة للفتيات المعرضات للإصابة بتلك الحالة، ويكمن التحدي الأكبر في تحديد الفتيات اللاتي يمكن علاجهن بهذا العقار، حيث كانت تلك الدراسة مقتصرة على شريحة معينة من الفتيات، وأعرب الباحثون عن أملهم في توسيع نطاق البحث لتحديد الفتيات المعرضات لتلك الإصابة حتى يتسنى علاجهن في مرحلة مبكرة.