براتب 9200 جنيه.. 200 وظيفة للشباب في مجال الأمن و الحراسات    د. هاني أبو العلا يكتب : استثمار الطاقات.. شعار ترفعه جامعة الفيوم    مسئول إيرانى: مفاعل ديمونا قد يكون هدفا مشروعًا حال تطور الحرب    انطلاقة جديدة لمطار الأقصر الدولي نحو العالمية    "سي إن إن": ترامب لا يخطط حاليا لعمل عسكري إضافي داخل إيران    وكالة إيرنا الايرانية: إطمئنوا..لم يحدث تسرب اشعاعي بعد ضرب منشآتنا النووية    إعلام إلاحتلال: أمريكا قصفت مفاعل فوردو الإيراني ب30 طن متفجرات    سي إن إن: ترامب لا يخطط حاليا لعمل عسكري إضافي داخل إيران    ريمونتادا على أنغام السامبا| فلومينينسي يحقق فوزًا صعبًا على أولسان في كأس العالم للأندية    التعليم تعلن عن رغبتها في التعاقد مع 9354 معلم لغة إنجليزية    30 يونيو.. تأكيد وحدة مصر    «مدبولي»: ملتزمون بتأمين إمدادات الغاز الطبيعي محليًا    أخبار 24 ساعة.. نقل بعض رؤساء لجان الثانوية العامة لإحكام السيطرة على سير اللجان    مان سيتي ضد العين.. جوارديولا: مباريات مونديال الأندية صعبة ومتكافئة    ترامب: موقع فوردو النووى انتهى تماما    إيران وإسرائيل تتبادلان الضربات    هل سيتم رفع سعر رغيف الخبز؟.. وزير التموين يجيب    يونس: يجب توفير المناخ المناسب لنجاح "جون إدوارد"..والموسم المقبل فارق في مستقبل الزمالك    محسن صالح يطالب بعدم إشراك زيزو في مباراة بورتو بكأس العالم للأندية    حقيقة تداول نتيجة الشهادة الاعدادية بالشرقية قبل اعتمادها رسمياً    انتهاء عمليات البحث أسفل ركام عقار حدائق القبة النهار بعد استخراج كافة الجثث    شديد الحرارة والعظمى في القاهرة 35.. حالة الطقس اليوم    زيزى مصطفى والدة منة شلبى تتعرض لوعكة صحية وتنقل للمستشفى.. زينة تصور مشاهدها فى الشيطان شاطر.. نجوم أحمد وأحمد يتصدرون البوسترات الدعائية قبل طرحه.. كريم الشناوى يصرح بدعم الكاتب عبد الرحيم كمال للام شمسية    وزير الشباب والرياضة يتفقد نادى نقابة المهن التمثيلية فى حضور أشرف زكى    الصحف المصرية.. تحركات متسارعة وبرامج انتخابية طموحة    هل يجوز الوضوء والاغتسال بماء البحر؟    الخطيب يوجه رسالة طارئة للاعبي الأهلي.. سيف زاهر يكشف    بعد ارتفاعه.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 22 يونيو 2025 (تحديث الآن)    استهداف مجمع نووي في أصفهان للمرة الثانية منذ بدء الهجمات على إيران    سعر البصل والليمون والخضروات بالأسواق اليوم الأحد 22 يونيو 2025    استمرت لأكثر من 12 عامًا.. «مصالحات الأزهر» تنهي خصومة ثأرية بأسيوط بين «آل الشهاينة» و«آل العقل»    يقتلان شقيقهما بعد إدعاء زوجته تعديه جنسيًا على ابنته في بنى سويف    ب 1450 جنيهًا من البيت.. خطوات استخراج جواز سفر مستعجل إلكترونيًا (رابط مباشر)    «المحامين» تدعو ل«وقفة احتجاجية» غدًا وتواصل استطلاع الآراء حول «رسوم التقاضي»    فلامنجو والبايرن أول المتأهلين لدور ال 16    التعجل في المواجهة يؤدي إلى نتائج عكسية.. حظ برج الدلو اليوم 22 يونيو    «موازين» يطلق فعاليات دورته ال 20 تحت شعار «إيقاعات العالم»    «المشروع X» يواصل الصدارة.. و«في عز الضهر» إيرادات ضعيفة    «هو عارف الحقيقة».. محمد بركات يرد على تصريحات ميدو بعد هجومه على الأهلي    وجهات نظر    من غير مكملات.. أهم الأطعمة الغنية بفيتامين د    ابعد عنها بعد الساعة 10مساءً.. 6 أطعمة تسبب الأرق    بسبب حكم غيابي.. احتجاز زوجة مدرب منتخب مصر في الإسكندرية    تصل للمؤبد.. احذر عقوبات صارمة لبيع المنتجات المغشوشة    الزمالك ينهي اتفاقه مع شركة ملابس جديدة    صبحي موسى ومأزق التنوير العربي    د.حماد عبدالله يكتب: السينما المصرية!!    وزارة التضامن الاجتماعي بكفر الشيخ يشهد فاعليات ختام البرنامج التدريبي    إنطلاق امتحانات المواد الأساسية لطلاب الثانوية العامة بأداء اللغة العربية اليوم    رئيس مدينة دمنهور يقود حملة مكبرة لإزالة الإشغالات من شوارع عاصمة البحيرة.. صور    كأس العالم للأندية| التشكيل الرسمي ل فلومينينسي وأولسان في الجولة الثانية    نقابة الأطباء تنعى الدكتورة نشوى بدوي شهيدة الواجب: رحلت وبقيت رسالتها تحيا بيننا    كيف تحافظ على برودة منزلك أثناء الصيف    ننشر حيثيات وقف القضاء الإداري لعمومية نقابة المحامين اليوم    آداب وأخلاق إسلامية تحكم العمل الصحفي والإعلامى (4)    بداية جديدة وأمل جديد.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة    رئيس جامعة الأزهر: العقل الحقيقي هو ما قاد صاحبه إلى تقوى الله    حكم صيام رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صالات الجيم‏..‏ نفخ العضلات‏..‏ وجيوب النصابين
نشر في الأهرام المسائي يوم 05 - 10 - 2010

النصب باسم اللياقة‏..‏موضة انتشرت بين الشباب في المناطق الشعبية واستغلها أصحاب صالات جيم بير السلم بجميع الطرق‏..‏ وللتدليل علي مدي انتشار تلك الصالات
يكفي أن نقول ان العدد المسجل منها يبلغ حاليا عشرة الاف صالة‏.‏ ويزداد هذا الرقم الي ثلاثة أضعافه بغير المسجل من هذه الصالات التي تدر أرباحا فلكية علي أصحابها‏.‏ ويلجأ أصحاب رءوس الأموال مثل أصحاب شركات البورصة وسماسرة العقارات الي الدخول في هذه التجارة الرائجة التي تنفخ جيوبهم كما تنفخ عضلات الشباب‏.‏ منذ أيام قليلة طالعتنا الصحف بحادث سقوط عصابة لنفخ العضلات بمنطقة النهضة بمدينة السلام‏,‏ وتم ضبط‏5.2‏طن من المواد الغذائية والحقن‏.‏ حيث استغل شاب وصديقاه إقبال الشباب علي تكبير عضلاتهم لجذب أنظار الفتيات اليهم‏,‏ واحترفوا تصنيع المنشطات والمكملات لبناء العضلات المفتولة من أدوية منتهية الصلاحية تتسبب في الموت لمستخدميها‏,‏ وتوزيعها علي الصيدليات ومراكز الجيم بأسعار تبدأ من‏600‏ جنيه وتصل إلي‏11‏ ألف جنيه‏.‏ والمتهم عمره‏21‏ سنة فقط وحاصل علي بكالوريوس سياحة وفنادق‏,‏ واستعان بصديقين الأول صاحب شركة مواد غذائية والآخر عاطل ومتخصص في تصنيع تلك المنشطات التي تتنوع مابين أقراص وحقن‏.‏ وتم القبض عليهم أثناء توزيعهم‏16‏ ألف عبوة مكملات غذائية ومنشطات جينية تصل الي‏3‏ أطنان‏,‏فضلا عن كميات من البودرة والمواد الغذائية الخاصة بكمال الأجسام وأمبولات حقن لنفخ العضلات‏,‏ وبفحص الأقراص والمنشطات المضبوطة من مفتشي الصحي أكدوا أنها تتسبب في السرطان والوفاة في الحال‏.‏وهذا الحادث ليس الأول ولن يكون الأخير في ظل غياب الرقابة علي هذه المراكز‏.‏ ولاشك في أنها صناعة رهيبة في جني الأرباح لأنها تحتاج إلي إمكانات كبيرة‏,‏ فقد وصلت تكلفة إنشاء إحدي هذه الصالات الي خمسة وعشرين مليون جنيه أما صالات الغلابة فتصل الي عشرة آلاف جنيه فقط‏.‏ وكلما قلت التكلفة زاد الربح وهو مايغري الكثيرين‏.‏
أما صالات الأغنياء التي يرتادها صفوة المجتمع وتقدم خدمة‏5‏ ستارز‏,‏ فبعضها في الفنادق الكبري وتتراوح أسعار الاشتراك بالأندية الصحية بين‏3‏ و‏6‏ آلاف جنيه سنويا‏,‏ وتقدم جميع الخدمات من أجهزة وطاقم تدريبي متخصص‏,‏ بالإضافة إلي الساونا والجاكوزي والتدليك‏.‏
أما في المناطق الشعبية بالقاهرة مثل إمبابة وبولاق فالأسعار تتراوح شهريا بين‏20‏ و‏75‏ جنيها‏.‏
وفي حي مثل السيدة زينب تتراوح الأسعار بين‏100‏ و‏250‏ جنيها شهريا‏.‏
وتنتشر الصالات أيضا في محافظات مصر وأغلبها مراكز‏(‏ تحت بير السلم‏)‏ لا تخضع لأي إشراف من أي نوع‏.‏ ويمارس فيها كل أنواع الابتزاز المادي والصحي للشباب‏,‏ وتستخدم بها المكملات الغذائية والهرمونات لبناء وتضخيم العضلات‏,‏ وتستخدم كستار لترويج الهرمونات والأدوية غير المصرح بها‏,‏ وأحيانا المخدرات‏.‏
وللتعرف علي إجراءات تنفيذ مشروع بناء صالة جيم يقول صلاح إسماعيل صاحب إحدي الصالات إنه حصل علي ترخيص من اتحاد كمال الأجسام قبل افتتاحه للصالة وكانت الرسوم‏500‏ جنيه ثم تجدد سنويا ب‏100‏ جنيه‏,‏أما الخطوات فتشمل التقدم ببعض الأوراق مثل عقد الإيجار أو الملكية وصورة البطاقة‏,‏ ودفع المبلغ ثم يستخرج الترخيص في أقل من نصف ساعة مشيدا بتعاون الاتحاد وتسهيل الإجراءات‏.‏
مأساة
الكثير من الشباب كشفوا عن تجارب تعرضوا لها أثناء الذهاب إلي هذه الصالات فيقول أحمد حامد‏(24‏ سنة‏)‏ طالب بكلية سياحة وفنادق أنه بدأ التدريب في إحدي الصالات وعمره‏14‏ عاما تقليدا لأصدقائه بعد أن لفت نظره شكل أصحابه الذين تحولوا الي وحوش مفتولة العضلات يلفتون نظر الفتيات‏,‏فقرر الذهاب الي جيم بالقرب من منزله‏,‏ وبعد فترة تمرين استمرت شهرين أخبره المدرب بضرورة تناولت بعض المنشطات لمساعدة العضلة علي النمو‏.‏
وأثناء الكشف الطبي للتقدم الي الجيش أخبره الطبيب بأنه يعاني من تشوهات في القوام لاتباع أسلوب تدريب خاطئ‏.‏
ومن تجربة أحمد إلي مأساة حسن البالغ من العمر‏35‏ عاما‏,‏ فكان يتدرب في جيم وعمره‏27‏ عاما دون أن تظهر عليه أي نتيجة الي أن نصحه المدرب بتناول هرمونات تسمي‏(‏ الديكادرويلين‏,‏ والتستون‏)‏ وبالفعل كانت النتيجة رائعة الي أن قرر الزواج منذ‏6‏ أعوام‏,‏ واكتشف المأساة أنه مصاب بالعقم بسبب تلك الهرمونات اللعينة وانتهي زواجه بالطلاق‏.‏
ماذا عن أسعار الأدوات الرياضية لإنشاء صالة لياقة بدنية؟توجهنا بالسؤال إلي دسوقي سيد دسوقي رئيس شعبة الأدوات الرياضية فقال إن أغلب الأجهزة المتوافرة مستوردة من الخارج‏,‏ وتأتي بمواصفات عالية‏,‏خاصة اذا كان المركز ذا حجم ضخم وترداده أعداد كبيرة وتتراوح تكلفة المركز بين‏20‏ ألفا ومليوني جنيه‏,‏ وهي بالطبع تجارة رابحة خاصة للسيدات وصغار السن‏.‏
أدوية بيطرية
وللتعرف أكثر علي خطورة مثل تلك الصالات كشف تقرير أعده أساتذة وأطباء من جامعة المنصورة بأقسام طب الشرعي والسموم والأمراض الجلدية والذكورة‏,‏ عن انتشار صالات اللياقة البدنية بأنحاء الجمهورية‏,‏ والتي يذهب اليها الشباب من عمر‏15‏ إلي‏20‏ عاما من أجل زيادة النمو العضلي أو لإنقاص الوزن للأشخاص ذوي الأجسام البدينة وحذر التقرير من خطورة العقاقير والمنشطات التي تعطي للشباب وتباع في الصيدليات بتصريح من وزارة الصحة بناء علي تعليمات من المسئولين عن إدارة هذه الصالات‏,‏ ومن بينها هرمون النمو إتش الذي يؤدي تناوله دون وجود ضرورة وبدون إشراف طبي متخصص إلي أضرار بالغة‏.‏
وأكد التقرير أنه يتم إعطاء الشباب في هذه الأماكن عقاقير ميثوتركسات بهدف إنقاص الوزن للأشخاص البدناء‏,‏ وهي عقاقير تستخدم في علاج الأمراض السرطانية وذات أضرار جانبية شديدة الخطورة كما يتم إعطاؤهم مواد طبية بيطرية ثبت بعد تحليلها في قسم الطب الشرعي والسموم بكلية طب المنصورة أنهم يحقنون بمادة بولدينون اي ديكليلنيات‏,‏ وهي نوع من الأندروجينات التي تعطي للاستخدام البيطري فقط وتحقن بها الحيوانات التي لا تؤكل مثل الحصان‏,‏ ولا يجوز حقنها في الانسان‏.‏
وأضاف التقرير أن هذه الأندروجينات يتم إعطاؤها للرياضيين بجرعات كبيرة توازي‏10‏ أضعاف الجرعة الطبية بهدف البناء السريع للعضلات رغم ان هذه العقاقير محرمة دوليا وتؤدي إلي حدوث ضرر كالعقم ولا يتم الشفاء منها‏,‏ بالاضافة إلي أنها تؤدي إلي خلل في وظائف الكبد‏,‏ وسرطانات داخل الكبد‏,‏ وتغيير نسبة الدهون بالدم‏,‏ وزيادة الإصابة بتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم‏.‏
كما يؤدي تناول هذه المواد إلي زيادة عدد كرات الدم الحمراء مع حدوث جلطات متكررة في الأماكن الحيوية بالجسم‏,‏ وتنتهي بالوفاة الفجائية كما أن تداول السرنجات بين الرياضيين يؤدي إلي نقل فيروسي الكبد سي وبي‏.‏
ويحذر التقرير من هرمون سوستانون الذي يؤدي إلي العقم‏,‏ كما يسبب الفشل الكلوي وتليف الكبد وحذر التقرير من هرمون برجانيل الذي هو بالأساس هرمون يعطي للسيدات أيام الحمل لتنظيم عمل الغدد‏.‏
ويؤكد الدكتور مصطفي بسطامي عميد كلية الطب البيطري جامعة القاهرة إن تناول الإنسان لعقاقير يتناولها الحيوان له تأثير سلبي كبير علي عضلة القلب‏,‏ وبالفعل تستخدمه بعض الصالات اللياقة البدنية لما له من تأثير علي منح متعاطيه حيوية ونشاطا وطاقة‏,‏ وعلي أمل الوصول إلي أفضل جسم ولياقة والتزود بالطاقة والنشاط‏,‏ وبهدف اصحابه إلي التكالب علي تحقيق أعلي ارباح دون النظر إلي مصلحة الشباب‏,‏ وبيع الوهم باسم الصحة والشباب ولابد أن تتوافر المواصفات الصحية للمكان والأدوات والأجهزة المطابقة للمواصفات‏,‏ وأن يكون هناك طاقم تدريبي مؤهل وعضو في النقابة حتي يسمح له بالعمل‏,‏ وأن يكون هناك تعاون بين النقابة والمحافظات لتفعيل ذلك‏,‏ كما تقوم النقابة بعمل دورات تدريبية للارتقاء بمستوي العاملين بهذه الصالات والمراكز الصحية‏.‏
ويقول الدكتور جمال شيحة أستاذ الكبد بكلية جامعة المنصورة إن اغلب المترددين علي صالات الجيم من سن‏15‏ إلي‏20‏ سنة‏,‏ لذلك يكون تأثير هذه العقاقيرمضاعفا لأن هذه السن في مرحلة النمو‏.‏
وتحتوي هذه العقاقير علي مواد غذائية منتهية الصلاحية‏,‏ كما حدث في منطقة النهضة‏,‏ ويكون تأثيرها سلبيا ويجب أن يتم تناولها تحت إشراف طبيب‏.‏
رقابة الدولة
فيما أكد الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء أن عقاقير بناء ونمو العضلات لها آثار جانبية وتتسبب في مشاكل قلبية نتيجة الإسراف في تعاطيها ويجب تعاطيها بحذر شديد‏,‏ مضيفا أن هناك تحذيرات صارمة من وزارة الشباب بعدم استخدام أي منشطات أو مكونات العضلات خاصة للرياضيين‏,‏ فضلا عن ضرورة ان تحصل المراكز الصحية علي ترخيص من قسم العلاج الحر بوزارة الصحة قبل افتتاحها‏,‏ مع ضمان التفتيش الدوري عليها‏,‏ بجانب ضرورة تعاون نقابة الرياضيين أو اتحاد كمال الأجسام لتوفير طبيب في كل مركز أو ناد صحي أو جيم رياضي‏.‏
ويؤكد الدكتور محمد عبدالجواد وكيل نقابة الصيدلة أن الأخطر من الرقابة علي هذه المراكز هو دخول هذه الأدوية لمصر وتداولها عبر الصيدليات الكبيرة وكأنها ساندوتشات تونة مثلا‏.‏
وقال إن أغلب هذه الأدوية غير مسجل عالميا لذلك لم تسجلها مصر‏,‏ لكن اغلبها مهرب وتدخل بدون أوراق أو أي معلومات ويجب أن تشدد وزارة الصحة علي تقديم الأوراق الخاصة بها لمنع بيعها بالصيدليات‏.‏
عجز جنسي
وعن أخطار تعاطي الهرمومانات أو المكملات الغذائية دون إشراف طبي أو صيدلي يقول الدكتور عبدالجواد إنها تحدث اختلالا في توازن الجسم‏,‏ وخللا بالهرمونات فعلي سبيل المثال هرمون التستستيرون هرمون ذكري يعمل علي بناء الجسم‏,‏ وعند تعاطيه باستمرار يؤدي إلي فقدان الغدة فاعليتها‏,‏ وتتوقف عن إفراز الهرمون مما يصيب متعاطيه بالعجز الجنسي‏.‏
وأضاف أن خلط الأنسولين بأي هرمون آخر جريمة متعمدة‏,‏ وتؤدي إلي الإصابة إما بمرض السكر أو إصابة خلايا الكبد إصابة بالغة الأمر الذي ينذر بفشل كبدي‏,‏ مطالبا وزارة الصحة بمنع وجود تلك الأنواع في الصيدليات وألا يتم صرفها إلا بروشتة طبية ومن صيدليات وزارة الصحة‏.‏
كما يؤكد الدكتور محمود عمرو الأستاذ بمركز السموم أن العقاقير التي يتم تناولها لنفخ العضلات تحتوي علي هرمونات الإيمنولين والأحماض‏,‏ وهي تؤدي إلي تنشيط الهرمونات‏,‏ وفي الوقت ذاته تقلل من أداء وظائف الغدد الطبيعية والمطلوب توظيفها بشكل طبيعي في المخ‏.‏ كما تقلل من أداء الغدة الثانية وتؤثر علي وظيفة الكلي وتصيب متعاطيها بالفشل الكلوي‏.‏
وقال د‏.‏ عمرو إن أغلب مرتادي صالات الجيم يبحثون عن القوة والشكل دون الانتباه إلي الأضرار وتأثيرها علي الجهاز الهرموني‏,‏ مشددا علي ضرورة التوعية التليفزيونية للتعرف علي أضرار الأدوية المتداولة عبر المراكز الرياضية‏.‏
ويقول الدكتور عمرو لطفي أستاذ المسالك البولية إن أغلب الشباب يتناولون العقاقير ولا يمارسون الرياضة للوصول إلي نتيجة سريعة‏,‏ فيؤدي ذلك إلي تأثير سلبي مضاعف‏.‏
وأضاف أن أكثر المواد الخطرة بها هي الأحماض الأمينية‏,‏ وتتسبب في الإصابة بالعقم‏,‏ ويصعب علاجه بعد فترة معينة‏,‏ وهذا يرجعنا إلي الطرق الخاطئة في صرف الأدوية‏,‏ مؤكدا أنه يقابل من‏4‏ إلي‏5‏ حالات سنويا لمصابين بالعقم نتيجة تناول العقاقير التي يملك القائمون علي هذه المراكز الأساليب الإقناعية للشباب بتناولها‏,‏ وقد تمنحهم صفات أنثوية وتقضي علي رجولتهم‏.‏
الفشل الكلوي
ويقول الدكتور سعيد شلبي أستاذ الكبد بجامعة عين شمس إن العقاقير التي يتم إعطاؤها من خلال صالات اللياقة البدنية تحتوي علي جرعات كبيرة من السيرتيان والبروتينات للتغذية الكاملة لنمو العضلات بشكل سريع‏,‏ وتتسبب في الإصابة بالفشل الكلوي‏,‏ وأغلب من يقبلون علي هذه الصالات بدون الكشف الصحي‏.‏ فقد يكون الشاب مصابا بمرض يمنع تناوله لأي عقارات من أي نوع‏,‏ فلابد إذن من إجراء كشوف طبية للتأكد من وظائف الكلي والكبد‏,‏ وتحليلات للتأكد من سلامته‏,‏ وأن يتعاون التفتيش الصيدلي مع وزارة الصحة للإشراف علي هذه المراكز ومنع تناول أي عقارات لها آثار جانبية‏.‏
أما الدكتور جمال لزيني رئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب فيري أنه علي الرغم من تشجيع الرياضة خاصة للشباب‏,‏ فإن هذه المراكز لا يجب تشجيعها لأن أغلبها يستخدم منشطات محرمة دوليا‏.‏ وفي ظل غيبة الرقابة تحدث كوارث داخل هذه المراكز لما لها من أعراض جانبية‏,‏ ويجب أن تخضع إلي رقابة وتفتيش حتي لا يساء استغلال الشباب‏,‏ خاصة لما لها من ضرر كبير لأنها أصبحت وكرا لتجمع الشباب لتناول المخدرات وممارسات أفعال غير أخلاقية باسم الجيم وممارسة الرياضة‏,‏ ويلجأ إليها الشباب نتيجة التفكك الأسري وتكون شماعة للتصرفات غير الأخلاقية‏,‏ خاصة أن هذه العقاقير يتم إعطاؤها بدون أي دراسة وبجرعات مخيفة‏.‏
وقال الزيني إن هذا يأخذنا إلي غياب الرقابة علي المراكز الرياضية‏,‏ بالإضافة إلي غياب الرقابة عن الأدوية التي تباع في بير السلم وغير المرخصة والمنتهية الصلاحية‏.‏ وأصبحت الأدوية تباع في الأماكن غير المخصصة لها مثل السوبر ماركت بهدف الثراء الفاحش والكسب السريع علي حساب صحة المواطن‏.‏ وهذا يحتاج إلي تكاتف وزارة الصحة مع وزارة الداخلية للرقابة علي الصيدليات بالإضافة الاهتمام بتوعية الشباب والحرص علي عدم الذهاب إلي مراكز تحت بير السلم‏,‏ وعدم الاعلان عن الأدوية التي تؤدي إلي نمو العضلات لأن هذه الإعلانات تعد شريكا أساسيا لأصحاب هذه الصالات‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.