محافظ البحيرة تتفقد اللجان الانتخابية بكوم حمادة لمتابعة سير عملية التصويت    لجان حصر «الإيجار القديم» تعلن الأماكن المؤجرة لغرض السكنى بمحافظة الإسكندرية    البورصة المصرية تربح 1.2 مليار جنيه بختام تعاملات الخميس 11 ديسمبر 2025    ضبط محطة وقود جمعت أكثر من 8 أطنان سولار دون وجه حق بمنفلوط في أسيوط    عدالة التقييم    أكسيوس: ترامب يعتزم تعيين جنرال أمريكي لقيادة قوة الاستقرار في قطاع غزة    مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية: غزة تواجه كارثة شتوية بسبب نقص المعدات والخيام    لكحل: مواجهة الجزائر والإمارات مختلفة عن دور المجموعات في كأس العرب    ضبط شخص بالأقصر بحوزته كروت دعائية انتخابية    مواصلة الجهود الأمنية لتحقيق الأمن ومواجهة كافة أشكال الخروج على القانون    الوطنية للانتخابات تعلن فوز العجوز وإعادة بين وليد المليجى ونشوى الديب فى إمبابة    وزيرة التنمية المحلية والبيئة تعلن الإمساك بتمساح مصرف قرية الزوامل بالشرقية    أكسيوس: ترامب يخطط لتعيين جنرال أمريكي لقيادة قوة الاستقرار الدولية في غزة    محافظ المنوفية يسلم 45 كرسي متحرك ومساعدات مالية وعينية لذوي الهمم    منتخب مصر يخوض تدريبا صباحيا استعدادا لأمم أفريقيا    صحيفة.. 24 ساعة تحسم مستقبل صلاح مع ليفربول    الهيئة الوطنية للانتخابات تجدد تحذيرها من أي خروقات خلال الانتخابات    مصر تتابع مع البنك الدولي إعداد الاستراتيجية الوطنية للاستثمار الأجنبي المباشر    الخارجية السورية: إلغاء قانون قيصر يمثل انتصارا    ضربات أمنية لضبط الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي    النيابة تبدأ التحقيق فى واقعة تعدى فرد أمن على أطفال KG2 بمدرسة بالقاهرة الجديدة    سقوط طفل من الطابق الخامس ببورسعيد.. وجهود طبية مكثفة لإنقاذ حياته    أحمد مراد يعتذر: استخدمت كلمة رسول بصيغة عامة.. ولم يكن في نيتي المقارنة أو توجيه إساءة تتعلق بالمقدسات الدينية    مباحثات مصرية - يونانية لتنفيذ برامج سياحية مشتركة    الصحة: للعام الثالث على التوالي مصر تحافظ على خلوها الكامل من الحصبة والحصبة الألمانية    ضبط سائق بالغربية ظهر بسلاح نارى فى فيديو متداول على السوشيال ميديا    وزير الخارجية يؤكد الرفض القاطع لأي دعوات تستهدف تهجير الفلسطينيين أو تغيير الوضعية الجغرافية لغزة    القوات الروسية تسيطر على بلدة بخاركيف    53 مترشحًا يتنافسون على 3 مقاعد فردية فى دوائر أسوان المعاد الاقتراع بها    سباليتي: أداء يوفنتوس أمام بافوس كان محرجا في الشوط الأول    «الصحة» تعلن نجاح مصر في القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية للعام الثالث على التوالي    الجامعة البريطانية توقع بروتوكول تعاون مع ولفرهامبتون البريطانية    التراث العربي: إدراج الكشري في قائمة اليونسكو خطوة مبهجة تعزز الهوية الثقافية المصرية    اليوم.. الكنيسة القبطية تحتفي بيوم الصحافة والإعلام في المقر البابوي بالعباسية    شوبير: الأهلي ينجز صفقة يزن النعيمات ويقترب من تجديد عقد حسين الشحات    الليلة.. حفل ختام مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2025    «أسامة ربيع»: نستهدف تحقيق طفرة في جهود توطين الصناعة البحرية    إغلاق مطار بغداد موقتًا أمام الرحلات الجوية بسبب كثافة الضباب    مؤسسة هولندية تتبرع بأجهزة ومعدات قيمتها 200 مليون جنيه لدعم مستشفى شفاء الأطفال بسوهاج    يوسف القعيد: نجيب محفوظ كان منظمًا بشكل صارم وصاحب رسالة وتفانٍ في إيصالها    قرارات النيابة في واقعة اتهام فرد أمن بالتحرش بأطفال بمدرسة شهيرة بالتجمع    تايلاند تعلن عن أول قتلى مدنيين عقب تجدد الصراع الحدودي مع كمبوديا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 11-12-2025 في محافظة الأقصر    «الوطنية للانتخابات» تعلن تخصيص الخط الساخن 19826 لتلقي الشكاوى    تقييم مرموش أمام ريال مدريد من الصحف الإنجليزية    ثلاث مباريات في افتتاح الجولة ال15 لمسابقة دوري المحترفين    بتكلفة 68 مليون جنيه، رئيس جامعة القاهرة يفتتح مشروعات تطوير قصر العيني    حالة الطقس في السعودية اليوم الخميس 11 ديسمبر 2025    أسعار العملات في محافظة أسوان اليوم الخميس 11 ديسمبر 2025:    DC تطرح أول بوستر رسمي لفيلم Supergirl    دعاء الفجر| (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين)    وزارة الصحة تطمئن المواطنين: لا وجود لفيروس «ماربورج» في مصر    توقيت أذان الفجر اليوم الخميس 11ديسمبر 2025.. ودعاء مأثور يُقال بعد الانتهاء من الصلاة    التحضير لجزء ثانٍ من مسلسل «ورد وشوكولاتة»    بانا مشتاق: إبراهيم عبد المجيد كاتب مثقف ومشتبك مع قضايا الناس    التعادل السلبي يحسم موقعة باريس سان جيرمان وأتلتيك بلباو    الأوقاف تختتم فعاليات المسابقة العالمية الثانية والثلاثين للقرآن من مسجد مصر الكبير بالعاصمة    حاسوب القرآن.. طالب بكلية الطب يذهل لجنة التحكيم في مسابقة بورسعيد الدولية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قائد مدرسة الصاعقة الأسبق: أمل مصر كبير في "السيسي"
نشر في الوفد يوم 11 - 10 - 2014

أثبتت حرب أكتوبر أن الجندى المصرى ظلم كثيراً في يونية 1967، ولكن بإرادته وعزيمته حول الهزيمة إلى نصر فى حرب أكتوبر 1972
وقبلها وقعت حرب الاستنزاف التي كانت وقوداً لمعركة النصر باكتساب الخبرات والجرأة علي القتال، فأصبحت حرب أكتوبر من كبري الحروب في العالم ووضعت الجيش المصرى إلي جوار الجيوش العالمية، مما أصبح فخراً للأمة العربية بأكملها ووساماً علي صدرها.
وأكد اللواء عبده عرفة، قائد مدرسة الصاعقة الأسبق وصائد أول إسرائيلى، أن حرب أكتوبر رفعت الروح المعنوية للقوات المسلحة وللشعب المصري، بعدما كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية تؤكد أن الجندي الإسرائيلى لا يقهر؟! وأوضح في حوار ل«الوفد» أن حرب أكتوبر خدعت العالم شرقاً وغرباً بخطة خداع استراتيجية يتم تدريسها الآن في جميع الأكاديميات العسكرية العالمية، واصفاً الرئيس «السادات» بالبطل الجسور الذي يندر أن يتكرر في منطقة الشرق الأوسط.
كيف تنظر إلي انتصار أكتوبر 1973 في الذكرى ال(41) للحرب؟
- حرب أكتوبر كان لابد من حدوثها حتي تأخذ بثأرنا بعدما حدث في يونية 1967 واستشهاد زملائنا والضربات الجوية التي كان يقوم بها العدو علي مدن القناة ومناطق البترول في السويس، ودخوله في عمق المحافظات المصرية في الصعيد ووسط الدلتا، فجاءت حرب أكتوبر للانتقام وأخذاً بالثأر وإعادة وضع القوات المسلحة ورد الاعتبار لها ولقادتها العسكريين وللشعب المصرى خاصة والشعب العربى بالكامل، وقد جاءت من خلال منظومة عربية ووحدة الصف العربي الذي كان في أقوي صوره، فأعادت حرب أكتوبر الكرامة العربية ورد الاعتبار للمواطن العربي وحررت الأرض وصانت العرض فهي فخر للأمة العربية بأكملها ووسام علي صدرها.
كيف كان التعاون العربي العسكري قبل أكتوبر 1973؟
- عام 1967 كنت في الكتيبة (33) صاعقة وأخذنا مهمة للتحرك في الضفة الشرقية في الأردن، وتمركزنا في «جنين» في الضفة، ومعنا الكتيبة (53) في القدس الشرقية، وكان معنا أدلة فلسطينية، والمجموعتان كان يطلق عليهما مجموعة «جنرال» و«حلمي»، وكان المطلوب منهما عمل إغارات علي قواعد الصواريخ والمطارات الجوية داخل إسرائيل، خصوصاً قاعدة «كعكيكة» الجوية ولكن للأسف ما إن وصلنا إلي الأردن وتقابلنا مع الملك «حسين» وبدأنا نجهز أنفسنا للتدريب والاستطلاع لنعرف طبيعة المكان قبل بدء المهام حتي وقعت حرب يونية، وبدأ الهجوم الإسرائيلى بالطائرات ودخلنا علي الأهداف المكلفين بتدميرها نهاراً، وحدثت لنا خسائر، ثم عادت القوات إلي منطقة «الزرقة» وانهزم الجيشان المصرى والأردنى.
نقطة تحول
كيف استفادت القوات المسلحة من هزيمة يونية 1967؟
- رغم أن حرب يونية 1967 كانت نكسة، إلا أنها كانت نقطة تحول في تاريخ الجيش المصرى، لأننا عرفنا عيوبنا وصوبناها ودرسنا أخطاءنا وصححناها وأخذنا الدرس وقمنا بتطوير نقاط الضعف التي لدينا، وعرفنا نقاط القوة واستغلناها جيداً، وبدأنا نعيد تنظيمنا مجدداً حتي نواجه الهزيمة، وأعدنا التدريب مرة أخرى ليتناسب مع الوضع الذي أصبحنا عليه، بعد أن وصل العدو إلي خط قناة السويس، وأقام تجهيزات هندسية في خط «بارليف» وتحركت الكتائب علي الجبهة وأعيد تمركز كتيبتي في منطقة «كبريت». وفي شهر مارس 1968 بدأت القيادة العامة تصدر لنا الأوامر بعمليات الكمائن والإغارة علي الإسرائيليين.
هل تذكر أول عملية كسرت الحاجز النفسي لجنودك؟
- نعم.. زارتنا القيادات وبدأت تعطينا شحناً معنوياً وفي النهاية كلفتنا ببعض المهام، وكانت العملية الأولي في شهر مارس باستطلاع منطقة جنوب البحيرات «التبة المسحورة» وحصلنا علي بعض المعلومات عن التجهيزات الهندسية الموجودة في الجانب الآخر، كما حصلنا علي بعض الأسلحة والألغام الموجودة هناك وكوفئنا معنوياً.
ماذا كان الهدف من عمليات الكمين والإغارة؟
- كنا نتدرب ليلاً ونهاراً، ومع هذا كانت تنقصنا المعلومات عن العدو وعن الضفة الشرقية وما هي النقاط القوية وما هو السمك الخاص بها والمواد المستخدمة في بنائها، وما تأثير ضرب المدفعية عليهم، وهذا كان يحتاج إلى معدات ومستندات أو أسرى.
إذن هذه العمليات هي البروفة الحقيقية والفعلية لحرب أكتوبر؟
- نعم، وأفضل استعداد وتدريب للمعركة وكان يدربنا علي الإغارة والكمين اللواء «مدحت عثمان» وهو من القادة الذين كان لهم تأثير جيد في عمليات الاستنزاف، وكانت أنشأ مدرسة أطلق عليها مدرسة المعركة وكان يدرب فيها الأفراد بالذخيرة الحية ليلاً ونهاراً، وفي جميع المناطق الجبلية وغير الجبلية.. وكنا نراقب العدو يومياً بالعين المجردة، وبنظارة الميدان ونستفيد من تقارير المخابرات وندرس كل شيء عن العدو قبل القيام بأي عملية وكنا نصمم «ماكيت» يشبه النقطة التي سنهاجمها ونتدرب عليه حتي نتقن عملية اقتحام الموقع.
أول أسير إسرائيلى
وكيف حصلت علي أول أسير إسرائيلى وعدت به إلي مصر؟
- جاء إلينا اللواء «فؤاد صليب» وقال نريد خطف أسير وصدرت التعليمات بقيام فصيلة صاعقة لتدمير نقطة «التبة المسحورة» وخطف أسير، وكنا درسنا هذه النقطة جيداً وتم استطلاعها من قبل، وكنت قائد مجموعة لاقتحام وقائد الدورية هو زميلي «محمد مصطفى» وعرفنا قبل موعد الإغارة ب(4) ساعات وجهزنا أنفسنا وتحركنا إلي مكان العبور الساعة (11) مساء في ليلة بدون قمر وكنا دارسين اتجاه الريح وقوة تيار القناة حتي يسهل علينا عملية العبور ثم صلينا ركعتين لله قبل الخروج وتجمعنا قرب الموقع المقصود بحوالى (5) كم2 وتحركت أول مجموعة بقيادتي ومعي فردان بقارب صغير وثبتنا حبل العبور في الجانب الآخر وغطيناه تحت الماء وأعطينا إشارة العبور دون صوت واتبعنا كل سبل التكتيكات، والاتصال تم بنبضات لاسلكية وأعطينا تمام» لقيادتنا بأننا عبرنا بالكامل إلي شرق القناة.
كيف تعاملتم مع العدو؟
- أولاً تحركنا شرق القناة بعيداً عن النقطة القوية التي سنهاجمها حتي نعمل «مناورة وخداع» ومررنا جانبها بنصف كيلو متر ثم لففنا في اتجاه 2 أو 3 كم2 وجئنا للعدو من الخلف، حتي يعتقد أن قواته هي القادمة عليه واقتربنا ووزعنا مجموعاتنا علي الموقع حيث توجد مجموعة تتعامل مع الاحتياطى القريب من الدبابات والمجنزرات، ومجموعة تتعامل مع الاحتياطى المتواجد علي مسافة 7 و8 كم2 ومجموعة عزل للموقع نفسه حتي لا يخرج منه أحد أثناء الاقتحام، ومجموعة الاقتحام التي ستدخل النقطة القوية.
هل واجهتم موقفاً مفاجئاً لم يكن في الحسبان؟
- اكتشفنا وجود كمين شمال النقطة بجوار موقع القوات الدولية، ودرسنا الكمين وأبلغت قائد الدورية بوجود (7) أفراد في كمين وفيهم فرد تحرك في اتجاه نقطة القوات الدولية ولم يشعر بنا أحد، المهم وضعنا الكمين في الخطة وكان معه رشاش ويمكنه القضاء علينا جميعاً لأنه كان في مكان مرتفع، وقائد الدورية طلب إبلاغ القيادة، فقلت: لو فعلنا سيكتشفوننا من خلال اللاسلكى وعلينا اتخاذ القرار واعتبر الأسير معي، فقال: متأكد؟ فقلت: نعم وسيكون حياً لأن فيه مجموعات أخري أحضرت أسرى ولكنهم قتلوا منهم وهم عائدون، وقال «محمد» توكل علي الله.
وماذا فعلت؟
- معى (12) فرداً، وهم (7) وقلت لثلاثة معي أن يصعدوا إليهم من شمال الكمين وعند الاقتراب يحدثون صوتاً حتي يلتفتوا إليهم، وآتي أنا والباقى في اتجاه اليمين، وبالفعل أثناء وصولهم نظر إليهم «الكمين» وكنت علي مسافة (10) أمتار، ومعي (9) رجال يعادلون (90) رجلاً وقذفنا (9) قنابل علي سفح ميل الكمين وأطلقنا الرصاص فوق رؤوسهم وقفزنا فوقهم فهرب الضابط إلي نقطة القوات الدولية وآخر قفز لأسفل وتبقي (5) أحدهم وجدته يمسك بقدمي ونظرت إليه ووجدته عريف اسمه «أدمون مراد أهارون» وقيدناه وحملناه ووجدنا الباقي قتلى من قوة النيران، وقمنا بالانسحاب وهنا قفز الأسير من الساتر الترابي (11) متراً إلي المياه وقفزنا خلفه وأحضرناه وحملناه في قارب، فحاول الدخول في حقول الألغام المصرية للانتحار فأمسكنا به جيداً وانسحبنا وسلمنا الأسير إلي إدارة المخابرات الحربية الساعة (5) صباحاً ولم أره إلا في التليفزيون ثم تم استبداله بالطيار المصرى «محمد عبدالباقى».
ما أثر هذه العملية علي القوات المسلحة؟
- رفعت المعنويات عالياً جداً لأنه كان أول أسير يظهر في التليفزيون وكان يتحدث العربية لأنه كان من يهود المشرق.
وماذا عن خسائركم؟
- أصيب عريف «فتحي يونس» بطلقتين وأخليناه من الموقع قبل إخلاء الأسير وكان من الشرقية وذهب إلي مستشفي السويس واستشهد هناك رحمه الله.
كيف استشهد النقيب محمد عرفة؟
- «محمد» كان في الكتيبة (59) صاعقة في المجموعة واشترك في عملية اقتحام في منطقة بالوظة يوم (9) أكتوبر 1973 أثناء تدمير منطقة إدارية كان يتم فيها إعادة ملء دبابات العدو بالوقود، وللأسف استشهد جميع من اشترك في هذه المجموعة المقتحمة عدا فردين أو ثلاثة، لأن الإسرائيليين حاصروهم في منطقة البلاحات وقتلوهم جميعاً، ولكننا أحضرنا جثتهم ووجدنا اليهود داسوا عليهم بالدبابات وتم دفنهم في مقابر الجيش رحم الله شهداء مصر.
إلى أي مدي ظُلم الجندي المصرى في حرب يونية 1967؟
- الجندي المصري ظلم في حرب يونية لأنه لم يحصل علي فرصته في القتال، بعد أن تدخلت القيادة السياسية في عمل القيادة العسكرية والجندي المصري، لم يكن تدرب بالشكل الذي يمكنه من النصر كما حدث في أكتوبر 1973 ولم يدرس الأرض التي أمامه ولم يتدرب علي السلاح الجديد الذي دخل في الخدمة وبهذا ظلم في 67 ظلماً شديداً، والمفترض عدم خلط السياسة بالعسكرية إلا بتوفير الإمكانيات لدخول الحرب، وأن تعطي القيادة العسكرية فرصة للتدريب وتوفير السلاح ثم الاستعداد للقتال، وجيشنا ظلم لأنه كان في اليمن والقوات كانت منهكة ولدينا خسائر كبيرة في المعدات، والطيران كانت تنقصه الكفاءة، والكل استهلك في اليمن ولابد من فترات استعداد وإعداد بدءاً من الفرد إلي مستوي اللواء والتشكيل الذي سيحارب.
هل تم توفير هذا خلال حرب الاستنزاف وقبل حرب أكتوبر؟
- بالطبع حرب الاستنزاف كانت وقوداً لمعركة النصر في أكتوبر وبروفة حقيقية لها، لأنها كانت تشتبك وتقدم تقاريرها للاستفادة من نقاط القوة والضعف في كل عملية، لقد قمنا بحوالى (20) عملية في فترة بسيطة، هذا بخلاف العمليات الأخرى للشهيد «إبراهيم الرفاعى» وغيره وهذا ما أفاد القوات المسلحة من ناحية المعلومات واكتساب الخبرات بالشجاعة والجرأة والقدرة علي القتال في الليل والنهار، وفي جميع الأراضى المختلفة، وارتفعت الروح المعنوية للجنود مع ضربات الطيران وعمليات البحرية بدءاً من تدمير المدمرة إيلات والمجموعات الأخري للضفادع البشرية وهؤلاء قاموا بعمليات تفوق قدرات البشر ونفخر بهم لأنهم رفعوا الروح المعنوية للشعب المصري ولقواته المسلحة وأصبحت لدينا العزيمة والعقيدة بأننا سننجح في الحرب ونحرر أرضنا، وتم هذا بالتخطيط السليم والخداع الاستراتيجي الذي أصبح يدرس في الكليات العسكرية على مستوي العالم، وأصبحت حرب أكتوبر آخر الحروب الكبرى في العالم وأصبح الجيش المصري العاشر بين الجيوش العالمية.
ما جدوى الاحتفال بالذكرى ال41 لنصر أكتوبر؟
- هذه الذكريات مهمة حتي نكشف للأجيال قدرات جيش مصر وقيمته لأن الكثيرين لم يقرأوا عن المعارك ولم يشاهدوا الأفلام الوثائقية أو يزوروا بانوراما القوات المسلحة أو أماكن الحرب، والأكاديميات العسكرية ولو فعلوا هذا فسيعرفون ماذا فعل جيشهم تجاه الوطن مما يعزز روح الانتماء وحب مصر لدي الشباب حتي لا نرى مرة أخرى مشاهد الخزي والعار عندما حرق الخونة المتظاهرون علم مصر، وحرقوا سيارات الشرطة واغتالوا بعض رجال الجيش والشرطة، ولهذا نتمني أن يتعلم الشباب كيف يستفيدون من الماضي لبناء مستقبلهم.
ماذا عن خطة الخداع وعامل السرية والفرق بينهما في 67 و73؟
- النجاح العسكرى في أي عملية يتطلب السرية التامة في التحضير والتنفيذ، وقد كان يتم عزل القادة والجنود لمدة شهر كامل دون الاتصال بذويهم بعد هزيمة يونية 67، وقد حصلنا علي خبرة في الكتمان والسرية من الممارسة لأني أتذكر أن الكتيبتين اللتين أعيد تعجميعهما في 3 يونية 1967 في الأراضى الأردنية، فوجئنا لدي وصولنا بالإذاعة الإسرائيلية تقول: وصلت كتيبتان صاعقة مصريتان إلي الأراضى الأردنية، وبعد الحرب سمعنا أيضاً نداءات ارجع يا «هريدى» ارجع يا «حلمي» وأذاعوا الكود الذي كنا نعمل عليه وصدقنا هذه النداءات حينها، فالأجهزة لم تكن علي المستوي المطلوب من الحفاظ علي المعلومات وكنا نهتم بالمظهر وليس الجوهر كما حدث بعد النكسة، حيث اهتممنا بالسرية في خطط الخداع إلي الدرجة التي خدعنا فيها العالم شرقاً وغرباً وفوجئ بحرب أكتوبر.
لك صدام مع الخائن «فاروق المفتى» كيف كان؟
- «فاروق المفتى» ربنا يجازيه كان «رائد مهندس» وتولي رئاسة الفرع الهندسي للصاعقة وأنا كنت في الأردن بعد أن ضربنا الطيران الإسرائيلى في صباح 5 يونية، وجرينا للبحث عن مهماتنا حتي نبتعد عن المنطقة التي ضربت وعرفها اليهود، ولابد من إخلائها.. فقال «فاروق الفقى» خدوا معكم هذه الألغام وكانت نوعاً جديداً لا نعرف كيفية استخدامه!! ولم نكن تدربنا عليها من قبل، فقلت له يا أفندم هذه الألغام أول مرة نراها ونريد أن نتعلم كيفية استخدامها حتي لا تنفجر معنا، فثار في وجهى قائلاً: امشي يا ضابط انت.. فقلت له ممكن أن تنفجر فينا، فصرخ قائلاً: بقول لك امشي من أمام وجهى!! فشكوته بعد ذلك إلي القيادة وللأسف لم يفعل له أحد شيئاً لأنه كان قريباً من القادة، ولم يكن يصدق أحد أن يكون «فاروق الفقي» خائناً، وكانت القيادة تخطط لنا وتطلب منا القيام بعمليات الكمين والإغارة وهو يبلغ المعلومات إلى «هبة سليم» التي كانت تبلغها لإسرائيل.
وكيف تم اكتشاف خيانته؟
- بعد استشهاد «السيد حماد» الذي كان يسبقني بدفعة، كنت موجوداً في «بورتوفيق» التي كانت ملكية خاصة لنا وجاء الفريق «محمد فوزى» وزير الحربية وقال لي «إياك أن تدخل نملة إلي بورتوفيق وإلا سأعدمك يا عبده» والفريق «فوزى» في حقيقة الأمر كان أحد الأسباب الرئيسية لإعادة القوات المسلحة وإعادة الضبط والربط والنظام العسكرى، وعمليات حرب الاستنزاف كانت في عهده.. المهم صدرت لي الأوامر بالعلم أن هناك دورية ستعبر إلي الجانب الآخر في مهمة إغارة بقيادة «السيد حماد» حتي لا نفتح عليهم النيران وقالوا لنا الساعة المحددة للعبور، وخرجت في الوقت المحدد وراقبت سير الدورية وكانوا (11) فرداً حتي مرت الدورية من منطقة «حوض الضرس» وتابعتها حتي مرت بالكامل، وفجأة فتحت نار جهنم عليهم من كل جانب وبكثافة عالية ومركزة! فقلت في نفسي إن الدورية تم اكتشافها ولم أكن أعرف أنه مبلغ عنها من الخائن «فاروق الفقى» ثم جاءت المعلومات أن الدورية تمت إبادتها بالكامل، ولم يعد منها إلا فردان، ثم عدنا إلي «أنشاص» وكان قائد القوات الخاصة التي تجمع سلاحى الصاعقة والمظلات الفريق «سعد الشاذلى»، وتم تحليل كيفية إبادة الدورية، وتوصلنا إلي وجود معلومات تم تسريبها إلي إسرائيل وبالبحث الشديد وجدنا أن «الفقى» اشترك معنا في هذه العملية بالتجهيز الهندسى، فوضع تحت المراقبة الشديدة إلي أن جاءه خطاب من الخارج وفتحته المخابرات الحربية، وعلمت أنه مكتوب بالحبر السرى، فتم القبض عليه واعترف اعترافاً كاملاً بتفاصيل خيانته، وتم إعدامه.
القوات المسلحة مصنع الوطنية المصرية ولم يظهر بها طوال تاريخها إلا هذا الخائن؟
- فعلاً والقوات المسلحة بخير وسأخصكم بسرد عملية تذكر أول مرة في الإعلام وكانت عملية استطلاع قمت بها في عام 1989 بعد اتفاقية السلام في منطقة «خورشاه» وهو موقع حديث للإنذار المبكر الإسرائيلى وكان عبارة عن مبني مثل الهرم، والقوات المسلحة أصدرت تعليمات لنا مع قائد الصاعقة حينها اللواء «مصطفى كامل» الذي أخبرني بالموضوع وسألني هل تستطيع يا عبده؟ فقلت نعم، فقال: هذه العملية سيقوم بها ضباط فقط فقلت تمام يا أفندم.. وكنا (3) ضباط أنا قائد المجموعة ومعي العقيدان «محمد عبدربه» و«مصطفي الضليفى» رحمهما الله، وكانا من المقاتلين الأبطال، الذين نفخر بهما.. وقررت أن يكون الاستطلاع لمبني الإنذار المبكر من (3) اتجاهات، اليمين والأمام واليسار.. وأنا استطلعت الاتجاه اليمين في اليوم الأول ودخلت مع أول ضوء واستطلعت المبني والمنطقة بالكامل ورجعت مع آخر ضوء والمنطقة جبلية صعبة جداً، وكان معي أجهزة حديثة من المخابرات الحربية ودربنا علي التصوير بالزوم والفيديو وكل ضابط صور شريط فيديو كامل من كل اتجاه.. واليوم الثاني دخل العقيد «محمد عبدربه» وصور الجانب الأمامى، وثالث يوم دخل العقيد «مصطفى الضليفى» وصور الجانب الأيسر، ولكنه تأخر بعض الشيء وجاء في الليل بعد أن أدى عمله بإتقان، وبعد عودته إسرائيل شعرت بدخولنا كما أحضروا قصاصى الأثر من الأعراب وعرفوا بدخول أفراد وخروجهم، وحلقت ال(F15) وبحثوا وصوروا ولكننا كنا اختفينا، واتصلت بنا القيادة وقالوا جاء إليها (22) بلاغاً بأنكم اخترقتم فقلنا الحمد لله نحن رجعنا والعملية نجحت وسلمنا كل المعلومات والبيانات إلي القيادة العامة التي شكرتنا وأكدت أن العملية تمت بفكر عال وجيد جداً، ولو كانوا قبضوا علينا كنا سنتعامل بقضايا التجسس.
كيف تري الرئيس السادات صاحب قرار العبور؟
- «السادات» بطل شجاع وصبور وقرار الحرب كان من أصعب القرارات التي قد يتخذها أي قائد في العالم، ولهذا لم تأت منطقة الشرق الأوسط بقائد سياسي لديه هذا الدهاء غير الطبيعى مثل «السادات» وفي ذات الوقت نجده يتفاهم وينصهر مع العسكريين، وكان يفهم جيداً ما يدور حوله، ولديه ثقافة مدنية وعسكرية عالية جداً، ويملك من الرؤية المستقبلية لمصر الكثير وأثبت أنه قائد يجب وطنه وأنا أفتخر به لأنه كان قائداً لمصر يوماً من الأيام.
البعض يشبه الرئيس السيسي بعبدالناصر وآخرون يشبهونه بالسادات في دهائه؟
- «السيسي» يجمع بين دهاء «السادات» وشعبية «عبدالناصر» وأمل مصر فيه كبير جداً وحب الشعب له لا يوصف والدليل علي هذا عند انقطاع الكهرباء لا يتذمر أحد، وعندما طلب «السيسى» تعديل مسار الدعم وهذا القرار كان يرعب أي رئيس، ولكن الشعب تقبله وتحمل لأنه يعرف أن «السيسي» لا يناور ولا يكذب علي الشعب، ولهذا يفخر به جداً عندما ظهر بهذا الشكل المشرف في الأمم المتحدة.
لواء عبده عرفة فى سطور:
تخرج في الكلية الحربية عام 1966
حاصل على:
- وسام النجمة العسكرية.
- نوط الشجاعة من الدرجة الأولى.
- 2 نوط الواجب العسكرى من الدرجة الأولى.
- نوط التدريب العسكري من الدرجة الأولى.
الفرق التعليمية:
- حاصل علي جميع الفرق المؤهلة للقيادة في القوات المسلحة.
- حاصل علي جميع الفرق الخاصة عدا الفرقة التخصصية.
- حاصل علي جميع فرق الصاعقة بالكامل.
- حاصل علي جميع فرق المظلات بالكامل.
- حاصل على فرقة مقاومة الإرهاب الدولى من فرنسا.
- حاصل علي فرقة ضفدع بشرى من فرنسا.
الوحدات التي تولى قيادتها:
- قائد الوحدة 777
- قائد الوحدة 999
- قائد مدرسة الصاعقة.
- صائد أول أسير إسرائيلى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.