تنشر «الوفد» شهادة المقدم محمد محمود أبوسريع في قضية اقتحام السجون والتي دفع بسببها حياته، قال الشهيد أمام محكمة مستأنف الإسماعيلية إن عملية اقتحام السجون كانت، منظمة ونفذها أشخاص مدربون ويتحدثون لهجة بدوية. المقدم محمد محمود أبوسريع الذي استشهد في كمين أبوالعلا موقع انفجار العبوة الناسفة التي زرعها الإرهابيون، كان يشغل منصب رئيس مباحث «ليمان 430» والذي يبعد حوالي 10 كيلو مترات عن سجن وادي النطرون وهو أحد الشهود الرئيسيين في قضية الهروب من سجن وادي النطرون والصور التي قدمها المحفوظة في اسطوانة كمبيوتر كانت الدليل الرئيسي في القضية والتي قدمها مرفقة مع شهادته في 13 ابريل 2013 والتي كشفت المعدات التي تم استخدامها في اقتحام أسوار السجون وطلقات الرصاص داخل العنابر. وأوراق قضية وادي النطرون التي نظرتها محكمة مستأنف الإسماعيلية برئاسة المستشار خالد محجوب ضمت أقوال الشهيد محمد محمود أبوسريع كشاهد رئيسي بالقضية بصفته حينها رئيساً للمباحث الجنائية لليمان 430 وادي النطرون إبان ثورة 25 يناير 2011 والذي أكد من ضمن شهادته أن ليمان 430 وسجن الملحق وليمان 440 تتبع منطقة سجون وادي النطرون التي تقع بالكيلو 82 طريق «القاهرة- الإسكندرية» الصحراوي وكذلك سجن 2 الصحراوي بالكيلو 97 بذات الاتجاه. وأن ليمان 430 يبلغ عدد نزلائه ما يزيد علي ستة آلاف سجين وتتراوح عقوبتهم ما بين السجن المشدد والإعدام موضحاً ان ليماني 430 و440 خاصان بالسجناء الجنائيين وسجني الملحق و2 صحراوي خاصان بالسجناء الجنائيين والمعتقلين السياسيين. وتابع انه في يوم السبت الموافق 29 يناير 2011 تم اقتحام منطقة سجون أبوزعبل والمرج من قبل جماعات مسلحة ما أدي إلي هروب سجناء السجنين الأمر الذي دفعه لاتخاذ التدابير اللازمة تحسباً لوقوع أية محاولة لاقتحام ليمان 430 فألغي علي أثر ذلك زيارة أهالي السجناء في ذلك اليوم وتوزيع الوجبات الغذائية علي السجناء بالزنازين وأغلق كافة أبواب وعنابر وزنازين السجن مع طلب تعزيزات أمنية من الإدارة المركزية لسجون بحري وقطاع الأمن المركزي ومديرية أمن المنوفية إلا انه لم تحضر أي تعزيزات نظراً لحالة الانفلات الأمني التي شهدتها البلاد خلال تلك الفترة علي حد أقواله والذي أكد بأقواله ان عملية الاقتحام كانت منظمة تنظيماً دقيقاً وأن الذين نفذوها متدربون عليها ويتحدثون لهجة بدوية عربية. وأضاف انه مع بداية أحداث 25 يناير وحتي 28 من الشهر ذاته كانت منطقة سجون وادي النطرون قد أصدرت تعليمات بإلغاء الزيارة ليوم السبت بالاتفاق مع المأمور الذي أصدر أوامر بعدم فتح العنابر بعد ورود معلومات عن نية مجهولين لاقتحام السجون، كما قال انه في حوالي الساعة 3 فجراً تم الهجوم علي السجن من الخارج باللوادر (كاسحات). وقدم الشهيد «أبوسريع» اسطوانة كمبيوتر حوت عليها 125 صورة كشفت نوعية الكاسحات واللودرات التي استخدمت في اقتحام أسوار السجون وأنواع الأسلحة وطلقات الرصاص التي استخدمت داخل عنابر السجن لتهريب المساجين. ولعل مشاهد أسرة الشهيد ونجليه عمر الطالب بالصف الثاني الثانوي «وندي» الطالبة بالصف الخامس الابتدائي وهم يرتدون الزي المدرسي وذاهبون لمشرحة زينهم بالسيدة زينب لاستلام جثمان والدهم تضعنا جميعاً أمام المسئولية وتدفع وزارة الداخلية لمراجعة المنظومة الأمنية التي تتبعها فضلاً عن ضرورة استصدار قانون لحماية الشهود يحمي أمثال «أبوسريع» وغيره ممن أدلوا بشهادة في قضايا هامة من عمليات انتقامية مدبرة من قبل عناصر إرهابية مختلة.