لعل الكثير من مشاهدى التليفزيون قد أذهلتهم أعداد المحلات المغلقة التى اغتصب أصحابها مساحات الأرض تحت الكوبرى الدائرى وجعلوا من هذه المحلات مخازن ومقاهى دون أى سند قانونى لما جعلوه ملكية خاصة لأنفسهم، وهو الأمر الذى ظل مسكوتًا عنه لفترة طويلة!، حتى قررت هيئة الطرق والكبارى إزالة هذه المحلات التى أغلقها أصحابها بأقفال يظن أنهم يمكنهم بهذه الطريقة قطع الطريق على أية جهة إدارية تتحرك لإزالة ما اغتصبوه!، حتى إن حملة إزالة هذه المساحات المغتصبة بما بنى عليها قد تمت فى الصباح الباكر قبل وجود أى من المغتصبين ليشرف عليها بنفسه اللواء «الجيوشى» رئيس الهيئة!، فشاهد المشاهدون اللوادر وهى تقتلع الإنشاءات التى احتل بها اللصوص هذه المساحات والأماكن!، وقد وعد رئيس الهيئة بأن هناك خطة لإنهاء الفوضى التى يشهدها الطريق الدائرى والتى جعلت منه مجرد سوق لبعض الذين قصدوا الارتزاق من وجوده على الأجناب بإقامة محال الكاوتشوك و«الغرز» لتعاطى المخدرات وغير ذلك مما لايتصل بأى صلة مع هيئة الطرق والكبارى!، فضلاً عن مجافاتها لأى قانون أو لائحة!. ولعل هذه مناسبة لإثارة موضوع محير يبدو حتى الآن لغزا وتشهده الطريق الدائرى أمام الجميع!، فمن مطلع أغسطس الماضى صدر القرار الخاص بوقف سير الشاحنات الناقلة والتريلات فوق الطريق الدائرى!، وقيل إنه لن يسمح لهذه بالسير إلا من الساعة الثانية عشرة مساء وحتى الثامنة صباحًا فقط!، وقد مر شهر أغسطس كاملاً وأعقبه سبتمبر الذى أوشك على الانتهاء!، لكن الشاحنات والتريلات ومختلف عربات النقل تسعى فوق الدائرى فى ظل ساعات النهار والليل!، وتتعطل المطالع والمنازل على الدائرى تبعًا لذلك!، ولست أصدق بالطبع أن رجال المرور لم يعلموا بالقرار!، كما أننى لا أصدق أنهم لا يلحظون المخالفين وهم يصرون على السير على الدائرى!، وكل الذى يتضح من ذلك أن هناك من لا يؤدون واجبهم بمنع السيارات من هذا النوع!، والتى أنهت الانتفاع بالطريق الدائرى!، حيث تخالف هذه السيارات كل قواعد المرور، فتسعى فوق الدائرى بسرعاتها الجنونية، وتنقلب حمولاتها، حيث هى فوق الأحمال المقررة لهذه السيارات!، ولا يلوح حتى الآن أن قرار تنظيم سيرها ليلاً سوف يجد طريقه إلى التنفيذ!، والعلم فى هذا لا شك عند رئيس هيئة الطرق والكبارى بالتنسيق مع باقى الجهات. بقى أن أذكر أن أكوام الردم والقمامة مازالت تتحدى كل ما أعلن وقيل عن مراقبة الطريق الدائرى وإلزام الذين يلقون عليه حمولات الردم والقمامة غرامات باهظة حتى يتوقفوا عن ذلك!، وبقى هذا مجرد كلام بدليل أن أكوام الردم والقمامة مازالت تتحدى الجميع!، وليس هناك مجال لاستعراض المواقع التى يختارها الذين يلقون بهذه الحمولات على أجناب الطريق الدائرى!، بل ما إن تزال الأكوام حتى تعود أعلى من سابقاتها ساخرة من كل سلطة وقانون!، ولا أتصور أننا عاجزون عن إيقاف هذه الجريمة وضبط مرتكبيها وإعمال القانون فى شأنهم، فقط إذا كان ما يعلنه فى هذا الصدد لا تنقصه غير الجدية والصرامة!