مازالت ملفات الفساد المخزنة داخل ثلاجات الدولة تصرخ من التجمد ظلوا سنوات طويلة يسلبون وينهبون الوطن.. نصبوا شراكاً لكل مسئول حتي لا يفلت من شوكتهم.. لوثوا تاريخ شرفاء لفرض سيطرتهم عليهم.. طغوا وتجبروا علي الوطن وشعبه.. سقعوا اراضيه وباعوا ترابه حتي الرمال السوداء لم تنج من بين أيديهم.. سفهوا اراء الاحرار... جردوا كل مناضل من تاريخه.. اعتقلوا الغاضبين والثائرين واغلقوا عليهم الزنازين... تركوهم سنوات وسنوات.. افقروا الشعب... أذلوا كرامة أبنائه في الغربة... حاصروا القري ليسرقوا أراضى الدولة... سطروا تاريخاً أسود بدماء المصريين.. اتعجب من المطالبين بعودتهم... ويزداد العجب عندما يقولون.... ان الشعب يريدهم... اذا كان الشعب يريدهم... فهذه دعوة لان اكون انا وغيري مثلهم... فلم لا اكون انا جلاداً وقاتلاً لامثال خالد سعيد وسيد بلال... ولم لا أكون انا مليارديراً مثل حسين سالم بطل جريمة تصدير الغاز الي عدوي الاستراتيجي إسرائيل... ولم لا اكون انا ممدوح إسماعيل تاجر البشر أطفالاً وشيوخاً وشباباً ونساء في أم جرائم التاريخ الحديث. فقدت الدولة وأجهزتها حينها ضميرها واصمت أذنيها عن صرخات واستغاثات فلذات اكباد وحبات عيون المصريين وهم يصارعون الموت غرقاً... ولم لا اكون انا محتكر الحديد ورمز فسادها.. ولم لا اكون انا سمسار بيع ديون مصر في البنوك... الست ولي العهد ومن اجلي يجري ويهرول كل مشتاق. إذا كان الشعب يريدهم فلن يكون أبداً هذا الشعب.. الذي قام بثورة في 2011 ليزلزل عروش الطغاة والجبابرة... ولن يكون الشعب الذي لم يمنح الحزب الوطني في ظل الاشراف القضائي في عامي 2000 و2005 اكثر من 30 في المائة... وهرول الي المستقلين ليضمهم بسيف التهديد والوعيد والإغراءات. أيريد الشعب من باعوا مقوماته ونهبوا ثرواته... أيريد الشعب من سخروا سلطات الوطن لحماية فسادهم واستبدالهم وتشريع الباطل ونشر الجهل... أن بصمة إجرام الحزب الوطني ما زالت منحوتة في أجسام المعتقلين... وفي أنين أكثر من ثلاثين مليون مريض بالسرطان والكبد والكلي دون علاج أو دواء... وفي احباط واكتئاب أكثر من 13 مليون عاطل فقدوا أجمل سنوات عمرهم دون فرصة عمل وهم من خريجي 1984 وحتي الآن.. وفي إفقار أكثر من 55٪ من مجموع الشعب المصرى يعيشون تحت خط الفقر وكثير منهم انتقل الي خانة الفقر المدقع... وفي جريمة تسفير أكثر من خمسين ألف مصري سافروا الي إسرائيل تزوج معظمهم من يهوديات وطبقا للشريعة اليهودية فان من ولد ليهودية فهو يهودي.. وعن قريب سأجد أبناء هؤلاء ضمن صفوف الصهاينة في جيش لمواجهتي. ألم يخرج منهم أكثر من جاسوس مثل عماد عبدالحميد وغيره... أيريد الشعب من أجبروا خيرة شباب مصر على هجرة غير شرعية في مراكب متهالكة هروباً للبحث عن لقمة العيش في الغربة.. فما كان من البحر إلا أن ابتلعهم.. ومن نجا من الغرق تلقي رصاصات ليبيا وغيرها... ومن تبقي أصبح يهيم علي وجهه داخل أزقة وحواري أوروبا باحثاً عن فرصة عمل ولو متدنية. لا تظلموا الشعب... فما زالت ملفات الفساد المخزنة داخل ثلاجات الدولة لرموز ورجال حكم ما قبل 25 يناير تصرخ من التجمد نتيجة عدم الافراج عنها نظرا لطول تخزينها.. رغم مرور أكثر من نظام حكم عليها سواء المجلس العسكري أو حكم الإخوان أو فترة عدلي منصور أو الحكم الحالي. يا كل الأحرار والثائرين والغاضبين أنتم أول من يعرف ان هذا الشعب شاهد علي رموز حكم وحزب وطني أوقفوا نمو البلاد وطال فساده وخرابه.. مصانع فككت وبيعت بابخس الأثمان وسرحوا عماله وخبراءه من أبناء الوطن .. الشعب شاهد علي سرقة اراضي بحيراته ورماله... لا تنزعجوا من محاولات حشدهم في كيانات هشة حتي وان استخدموا سلاح مالهم الاسود او اعدوا جحافل البلطجية لارهاب الأحرار... أو أطلقوا العنان لأبواق فضائياتهم تنهش وتلوث المعارضين لكل فاسد ومستبد.. نريد برلمانا يفجر ضخامة الفساد المسكوت عنه والمركون في الأدراج.. فحجم ضخامة فسادهم لن يستطيع مواجهته حاكم وحده... فمجلدات الجهاز المركزي للمحاسبات كانت ومازالت تصدر لنا أرقاماً يصعب حصرها.... ومحاربة الفساد والاستبداد ليست نزهة أو رحلة ترفيهية بل هي رحلة شاقة يتلقي فيها كل حر وغاضب وثائر طعنات من الاصدقاء أكثر ما يتلقاه من الآخرين. إن الثائرين من أجل وطن يسوده العدل والحكم الرشيد يعتبرون حياتهم رسالة لا تنتهي بانتهاء قضية.. ويسحقون تحت أقدامهم دعاوي اليأس والإحباط ... سنذكر من ينسي من شعبنا وأهلنا أن الراغبين في العودة هم من أوقفوا نمو البلاد وافسدوا المؤسسات.. وافقروا الشعب واستوردوا له الأمراض.. وصدروا الغاز لعدونا وهربوا أموالنا... واعتقلوا وعذبوا أبناءنا... وشرعوا الباطل وقننوا الفساد... ودستروا التزوير وقتلو الحريات.. ليس فقط رغبة منا في عدم عودتهم ولكن في انقاذ وطن ظل شعبه حقل تجارب لجهلهم وقبحهم.. كياناتهم هشة ومخططاتهم مكشوفة وقواعدهم لم تؤسس علي حق.. فسينهارون قريباً كما انهار حزبهم من قبل علي ضفاف النيل.