استنكرت القوى السياسية بيان الاتحاد الأوروبي، أمام الدورة العادية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في جنيف، والذي تناول الأوضاع الداخلية في مصر بالسلب، حيث وصوه بالمجحف الذي يحجب الحقائق التى تدور في مصر عقب ثورة 30يونيو. وأشار السياسيون إلى وجود علاقة مباشرة بين صدور هذا البيان في ذلك التوقيت وبين رفض مصر الاشتراك في التحالفات الدولية لمواجهة تنظيم داعش بالعراق وسوريا. وفي هذا السياق.. اتهم عاطف مغاوري، نائب رئيس حزب التجمع، الاتحاد الأوروبي بأنه يواجه الموضوعات بمعايير مزدوجة، إذ أنه يخشي تمدد الإرهاب إلى أوروبا، مشيراً إلى أنه بالرغم من ذلك التخوف إلا أنه مازال يستضيف قيادات جماعة الإخوان ويمنحها الملاذ الآمن. وأوضح مغاوري، في تصريحات ل"بوابة الوفد" اليوم الأربعاء، أن بيان الاتحاد الأوروبي متصل بمواقف الاتحاد قبل وبعد ثورة 30يوينو، وما تلاه من لقاءات كاثرين آشتون ممثلة الاتحاد الأوروبي بقيادات الجماعه الإرهابية خلال فترة اعتصامي رابعة والنهضة. وأضاف نائب رئيس حزب التجمع، أن الغرب بشقيه الأمريكي والأوروبي لا يتحرك إلا إذا تأثرت مصالحه، لافتاً إلى أن توقيت صدور هذا البيان مرتبط برفض مصر الدخول في التحالفات الدولية لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي، قائلاً "بالرغم من أن الولاياتالمتحدة رفضت تسليم مصر طائرات الأباتشي لمواجهة الإرهاب، فمن الناحية الأخري تطالبها بالتحالف لمواجهة التنظيم الداعشي، وهذا أكبر دليل لازدواجية المعايير الأمريكية والأوروبية". وطالب مغاوري، الدولة المصرية بالاستمرار في مواقفها الأصيلة برفضها الاشتراك في تحالفات الحرب ضد داعش، والتى ستكون سبباً في دخول إحدى الدول العربية كما حدث بالعراق خلال التسعينيات من القرن الماضي، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي يدعم الإرهاب في مصر والدول العربية. وإلى جانبه، استنكر فريدى البياضي، القيادى بالحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، بيان الاتحاد الأوروبي والذي تناول فيه بالسلب الأوضاع السياسية والحقوقية في مصر، مشيراً إلى أن البيان أغفل متعمداً انتهاكات الولاياتالمتحدة بمجال حقوق الإنسان. وأرجع البياضي، السبب الرئيسي وراء صدور بيان الاتحاد الأوروبي في ذلك التوقيت إلى ضغط الإخوان علي الغرب واستخدام الإعلام الأوروبي لتعطيل الحياة السياسية في مصر، موضحاً أن أنصار جماعة الإخوان يسعون بشتى الطرق زعزعة الاستقرار بمصر عبر تحريك المواقف الدولية بشكل سلبي تجاه القيادة المصرية. ونفي القيادى بالمصري الديمقراطي، وجود علاقة بين البيان السلبي للاتحاد الأوروبي وبين رفض مصر المشاركة في التحالفات الدولية لمواجهة تنظيمات داعش بالعراق وسوريا. فيما وصف صلاح حسب الله، نائب رئيس حزب المؤتمر، بيان الاتحاد الأوروبي ب"المجحف" والمنحاز لدوائر معينى بالاتحاد، مؤكداً أن التقرير متناقض ويعبر عن وجهات نظر أحادية الأفق. وأوضح حسب الله أن دول الاتحاد الأوروبي تسعى جاهدة لتضييق الخناق علي مصر بعد أن أصبح لها إرادتها المستقلة بعيداً عن تبعية الغرب وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية، قائلاً "مصر صارت لها سيادتها المطلقة بعيداً عن قرارات الدول، وتقرير الاتحاد الأوروبي مجحفاً". ونوه نائب رئيس حزب المؤتمر، إلى أن توقيت صدور هذا البيان ليس بمفاجئاً، مرجحاً أن يكون له علاقة مباشرة برفض مصر المشاركة في التحالفات الدولية لمحاربة تنظيم داعش بدول العراق وسوريا. واتهم كريمة الحفناوى، القيادية بتحالف العدالة الاجتماعية، الدول الخارجية الأوروبية والأمريكية بأنها تكيل بمكيالين، وأنها توجه الاتهامات للدول التى لا تسير على هوى مصالح الاتحاد الأوروبي ومصالح أمريكا وأمن إسرائيل. وأوضحت الحفناوى أن الدول الأوروبية تحاول النيل من مصر وسمعتها في جميع المجالات خاصة بعد أن اتبعت مصر سياسية جديدة لإنهاء تبعيتها الأمريكية، مؤكدة في الوقت ذاته، أن مصر دولة واعية وتدرك أن هذا البيان جاء للرد علي رفضها المشاركة في تحالفات مواجهة داعش، متسائلة "إذا كانت أمريكا تسعي لمواجهة التنظيمات الإرهابية، فلماذا تنتقد السياسة المصرية في مواجهة أنصار الإخوان؟". وأشارت القيادية بتحالف العدالة الاجتماعية، إلى أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي لا يريدا القضاء علي داعش وإنما يستخدومنه للاقتتال بين أبناء الشعب في العراق وسوريا والعمل علي تقسيمهما، مشيدة بعدم دخول مصر في هذا الحلف تحت شعار مكافحة الإرهاب التي اعتبرته "شعار حق يراد به باطل".