تتصدر مصر، قائمة الدول المصابة بفيروس سي الذي يدمر خلايا الكبد، حيث عانى كثيرًا من المصريين وما زالو يعانون من هذا المرض الوبائي، وقد ظهر مؤخرًا عقار جديد يقوم بمعالجة هذا الفيروس. قال الدكتور هيثم عبدالعزيز, عضو مجلس نقابة الصيادلة, إن العقار الجديد "سوفالدي" يعد طفرة في معالجة المرض الوبائي فيروس سي، موضحًا أنه ينتمي إلى نوع جديد يسمى "مثبطات نظائر النيكلوتيد" والتي صممت لإعتراض سبيل إنزيمات مختلفة سيستخدمها الفيروس لنسخ نفسه وزيادة إنزيماته . وأضاف عبدالعزيز، أن هناك طريقتان لعلاج المرضى المصابين بفيروس سي، الأولى خاصة بالمصابين الذين لا يعانون من مشاكل في استخدام "الإنترفيرون"، مؤكدًا أن هؤلاء المصابين سوف يستخدمون كورس ثلاثي مكثف يتكون من سوفالدي العقار الجديد وإنترفيرون وريبا فيرين ويطبق هذا الكورس لمدة ثلاثة أشهر. وأوضح عضو مجلس نقابة الصيادلة أن الطريقة الثانية خاصة بالذين يعانون من مشاكل في استخدام إنترفيرون، موضحًا أنه سوف يطبق عليهم كورس ثناثئ يشمل العقار سوفالدي وريبافيرين ويطبق لمدة شهرين، و أن هذا العقار سيتوفر في مراكز الكبد ب 2200 جنيه للعبوه الواحده وفي الصيدليات بمبلغ 14000جنيه وهذا بدوره يجعل التكلفة كبيرة علي المصابين، لأنه من المعروف أن أكثر المصابين بالفيروس من شريحة الفقراء. وتابع عبدالعزيز قائلاً : "لو أنا مصاب بفيروس سي وهو بالتمن ده أنا مش هشتريه " مشيرًا إلى أن المريض لا يقوم بشراء عبوه واحدة، بل يقوم بشراء أكثر من عبوه على حسب إصابته بالاضافة للإنترفيرون . وأضاف أن نقابة الصيادلة طلبت من وزارة الصحة إعادة النظر في تسعير العقار الجديد, بالإضافة إلى عمل قرار استثنائي لتسعير أدويه فيروس سي خصوصًا فيما يتعلق بالشركات المصرية، والتي ستقوم بإنتاج هذا العقار مقترحًا أن يتم إسناد إنتاج هذا العقار إلى شركات القطاع العام حتى يكون المكسب الناتج خاص للدولة بحيث يساعدها على النهوض اقتصاديًا. ومن جانبه , قال الدكتور رشوان شعبان, أمين عام مساعد النقابة العامة للأطباء, إن العقار الجديد له فاعلية كبيرة في القضاء على فيروس سي , وأنه بدأ العمل فيه منذ فترة طويلة حتي يصل لهذا الشكل النهائي , مؤكدًا أنه أجريت عليه الكثير من الأبحاث و تم تجربته للتأكد من فاعليته . وأوضح شعبان, أن سعر العقار" سوفالدي" مناسب بالنسبه للأسعار العالمية لكن بالنسبه للمواطن المصري الذي يعاني من انخفاض الدخل فيعتبر سعره مرتفع, وأن الغالبية العظمى منهم ليست لديها القدرة على شرائه , مناشدًا الدولة بدعم محدودي الدخل الذين لا يستطيعون شراءه . و أشار إلى أنه تم عقد دورة تدريبية خاصة بالبروتوكول العلاجي الجديد للالتهاب الفيروسي (سي) يومي الثلاثاء والأربعاء 9 -10 سبتمبر لأكثر من700 طبيب وإداري، وذلك لتدريبهم علي استخدام العقار الجديد, معلنًا أنه سيتم علاج 60000مريض كمرحلة أولى وهي قابلة للزيادة. ولفت شعبان, إلى أن بعض الشركات المصرية ستلعب دورًا مهمًا لجعل هذا المنتج متوافرًا في السوق وهذا بدوره يقلل التكلفة على المرضى، معلنًا أن هذا يأتي عن طريق استيراد المادة الخام وإعادة تعبئتها مرة أخرى. وفي سياق متصل، أشاد الدكتور عبد الرحمن السقا, رئيس هيئة التأمين الصحي بالعقار، وقال إن من أهم مزايا عقار "سوفالدي " أنه سيقلل مدة علاج المصاب حيث أن مدة العلاج بالإنترفيرون كانت تستغرق حوالي 52 أسبوع بينما العقار الجديد سيستغرق 28 أسبوعًا, وستكون نتائجه أكثر فاعلية بكثير من العقاقير القديمة. وفي جولة للوفد حاول من خلالها التعرف علي أراء بعض مصابي فيروس سي في العقار سوفالدي ،قالت أم حسين إحدى المصابين بالفيرس: إن إصابتها بالمرض كان نتيجة الإهمال في نظافة الأدوات الطبية أثناء قيامها بإجراء عملية في إحدى المستشفيات وذلك قبل 6 سنوات. وأضافت أنني "عندما سمعت عن ظهور علاج جديد فرحت أوي لكن فرحتي لم تكتمل بعدما علمت بثمنه فأنا أعمل بائعة خضار بالكاد أجد قوت يومي وقوت أولادي ولا أستطيع شراء هذا العقار"، وأعربت عن حزنها بقولها "هو علشان إحنا فقرا نموت يعني " . بينما أضافت نيرمين زوجة أحد المصابين بفيروس سي، أن هذا العقار غالي الثمن ولا تقدر هي وزوجها على شرائه على الرغم من توفير معهد الكبد العلاج لهم ب 2200 جنيه للعبوة الواحدة بدلاً من جنيه14000 في الصيدليات الخارجية، حيث أن زوجها يعمل بواب في أحد العمارات. وناشدت الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يتدخل ليخفض ثمن الدواء قائلة "أنا عارفة أن الحمل تقيل عليك يا ريس بس أنا بطلب منك إنك تكمل جميلك وتخفضلنا سعر العلاج ". وأوضح أحمد محمد وهو أحد المصابين بالفيروس، أن هذا الدواء هو الأمل له في العلاج من هذا الفيروس الذي يقوم بتدمير الكبد ويجعله غير قادر على بذل أي مجهود، معبرًا أنه بمثابة الموت بالبطئ له علي حد قوله, مضيفًا " أنا ممعيش حق الدوا ولو الدولة ما وفرتهوش ليا أنا هسرق " . شاهد الفيديو: