أكد الدكتور أحمد جمال ماضي أبو العزايم استشاري الطب النفسي وعلاج الادمان ومدير مستشفى دار أبو العزايم لعلاج الأدمان بالمقطم ان عدد المتعاطين في مصر يتراوح بين 15-20% والمدمنين من 8-10% ويأتى الترامادول في المرتبة الأولى ثم الحشيش وسبب انتشار مشكلة الإدمان نقص التوعية داخل الأسرة والمجتمع والمدرسة والتفكك الاسري، وطالب أبو العزايم أولياء الأمور بمراقبة أبنائهم والتحرك عند اكتشاف اي من أعراض الأدمان. والأدمان مشكلة من أعقد المشاكل التي تواجه المجتمعات في الوقت الحاضر، نظرا لمدى الاضرار التي يسببها للفرد والمجتمع وعادة ما يفسر الادمان من الوجهة الاجتماعية البحتة انه نتيجة ضغوط المجتمع الذي يعيش فيه الفرد كالفقر والإحباط والقوى المدمرة التي قد تعمل مع الفقر في اظهار دوافع عدم الرضا لدى الشباب والأسرة المفككة والفراغ الخالي من الأهداف، وهناك أسباب عميقة في المجتمع تساعد على ذلك فالتعاطي السري ينتشر بين المراهقين لعدة اسباب أهمها: حب الاستطلاع أو مسايرة الاصدقاء او للمغامرة او كتعبير عن التمرد على المجتمع وهناك عوامل بيئية مثل انتماء السكان الى انماط ثقافية مختلفة فمنهم النازحون الى المدينة من الريف ومنهم المهاجرون الذين اغرتهم رخص إيجارات هذه المساكن بالسكن فيها وارتفاع نسبة البطالة وشيوع المساكن المتهدمة والضيقة والمزدحمة والتي عادة ما تكون في الأزقة والمدن المتطرفة، وينتشر تعاطي المخدرات بين فئات العمال واصحاب الحرف بسبب زيادة ساعات العمل حيث يعتقدون ان المخدرات تساعدهم على قوة التحمل اضافة الى انهم يعملون في اماكن غير مجهزة للمعيشة. ويرى الدكتور احمد أبو العزايم ان البعض يتعاطى المخدرات متوهما انها قد تساعدة في الهروب من الواقع الاليم او على تقويته جنسيا او قد تساعده في التغلب على الهموم والكابة والضغوط ولكن كل ذلك وهم وزيف وسراب بل تزيده مرارة على مرارة وذلك لتدهور قدرة الشخص على المواجهة وايضا لتدميرها علاقته بالاخرين مما يقلل من احتمالات التعاطف معه وتصديقه، والمخدرات ايضا لا تحسن الأداء الجنسي بل تضعف المتعاطي جنسيا الى حد لا يدركه مستقبلا وذلك لخفضها مستوى الهرمونات الذكرية في جسم الانسان، فالمواد المخدرة تضعف جهاز المناعة ويصبح المدمن عرضة للمرض، فالاضرار الناتجة عن الحشيش والبانجو هي الكسل والتراخي وينعكس على بطء الانتاج وافتقاد الطموح وافتقاد القدرة على التركيز مما يسبب حوادث متعددة للمتعاطين من السائقين او العاملين على الالات وتبلد الانفعال وسوء الحكم على الامور وزيادة كبيرة في معدلات الاصابة بالفصام والقلق والهلع، والاضرار الناتجة عن الافيون والهيروين هي فقدان الشهية والهزال والضعف الجنسي عند الرجال واضطراب الدورة الشهرية عند النساء وأكثر تعرضا للاكتئاب وتدهور في القدرة العقلية، وقد تزايدت في مصر في الآونة الاخيرة حالات الوفيات الناتجة عن الجرعات الزائدة بين مدمني الهيروين خاصة ويؤدي تعاطي المخدرات الى الاصابة بمرض الايدز حيث ان الحقن الملوثة بالدم من شخص مصاب بالايدز يمكن ان تنقل العدوى الى مدمن اخر كما ان ضعف المناعة يسهل التعرض لفيروس الايدز ويسبب الادمان ايضا تغييرا في شخصية المتعاطي فيصبح شخصية هستيرية يكرة المجتمع ويكره أسرته. ويضيف الدكتور احمد ابو العزايم ان المدمنين لديهم انخفاض شديد في تقديرهم لذاتهم، فهم يعانون من الاكتئاب الشديد الذي لا ينتهي الا بالزهو الفاركومولوجي الناتج عن التعاطي وغير قادرين على تحمل الاحباط ولا يستطيعون تكوين علاقات طويلة وقوية من الصداقة مع اقرانهم ويغمرهم الاكتئاب العام والاحساس بعدم النفع وتوقع الفشل ومن السهل وقوعهم في الاحباط والقلق والمراوغة والكذب لان المتعاطي يعيش عالما تزداد فيه العزلة وتقل فيه المشاركة ويضطر الى اخفاء سلوكة السيئ عن الاخرين، وهناك ثلاثة انواع من المدمنين الاول: المرضى الذين تحولوا الى مدمنين لارتباط الادمان لديهم بالتخلص من الام المرض ويتسم هؤلاء المرضى بعدم النضج وعدم تحمل الاحباط والرغبة في الهروب من الواقع الى سحر المخدرات، والنوع الثاني هو: الادمان المرتبط باضطرابات الشخصية او بالمرض النفسي ويتسم هؤلاء المرضى بان لهم خصائص سيكوباتية «القلق –الاكتئاب – عدم الأمن – الشعور بعدم الكفاءة – الفشل في إقامة علاقات مع آخرين» النوع الثالث الادمان المرتبط بالعوامل الاجتماعية والثقافية ولا توجد اي خصائص خاصة بهم. ويعد الاكتشاف المبكر للتعاطي من الأمور التي تسهل العلاج وقد وفرت الدولة معامل عدة للكشف عن المواد الادمانية في أغلب محافظات الجمهورية ووفرت لهم المواد الكاشفة ويجب على اولياء الامور بالبحث وراء الابناء عن الآتي: اين ينفقون مصروفهم والحد من هذا المصروف مراعاة وجود شىء غريب في مكتبه او لفافات مواد غريبة و ملاحظة وجود ادوية او حبوب مهدئة او منومة في ملابسه الشخصية هذه هي اغلب المظاهر التي تظهر على متعاطي المواد المخدرة ويجب على اولياء الامور مراقبة اولادهم بصفة مستمرة في المراحل العمرية من سن 13-30سنة وسرعة التحرك الايجابي عن اكتشاف اي من هذه الاعراض وان يقوموا بمصارحة ابنائهم باسلوب هادئ بعيدا عن التوتر والعنف. ويشير الدكتور احمد أبو العزايم لا يوجد في مصر تمريض نفسي متخصص في علاج الادمان ولا إخصائي نفسي ولا يوجد ايضا اطباء نفسيون حتى ان الدبلومة الوحيدة للادمان وزارة الصحة المصرية لا تقوم بمنح الاطباء للحصول على دبلومة العلاج من اتحاد الاطباء العرب والحل الوحيد ان تتعاقد وزارة الصحة مع المصحات الخاصة التي تعمل في هذا المجال وتعيين اطباء للعمل في المستشفيات لتكوين كادر جديد في هذا المجال.