قدم الدكتور نبيل عبدالمقصود، استشاري علاج السموم والإدمان وأستاذ بكلية طب قصر العيني، دراسة عن المخدرات والإدمان وأنواعها وأسباب التعاطي وتأثيراتها على المتعاطين. وقال في دراسته إن للمخدرات أنواعا ومنها مخدرات طبيعية وتشمل الأفيون والحشيش والبانجو، ومخدرات تصنيعية، وتستخلص من المخرجات الطبيعية كمادة رئيسية وتجرى عليها عمليات كيميائية بسيطة أو يتم تصنيعها من مواد كيميائية، وتضم الترامادول والمسكنات الأفيونية وتستخدم كمسكنات للآلام الشديدة، الهيروين، الكودايين، الكوكايين، المخدرات التخليقية وهي مواد تؤثر على الحالة النفسية. ويتم تصنيعها في المعامل والمصانع بطرق كيميائية وتشمل المهبطات والمهدئات، والمنشطات للجهاز العصبي، المهلوسات وتؤثر على السمع والبصر وعادة تنتهي بالجنون، والمذيبات الطيارة، وتتضمن مجموعة من المواد الكيميائية مثل البنزين والتنر والأسيتونومن يستنشقها يشعر بالنعاس والدوار والاسترخاء والهلوسة البصرية وغثيان وقئ ولها تأثير خطير على الجهاز العصبي والتنفسي والدم، بجانب الخمور. وأضاف "عبدالمقصود" في دراسته أن البعض يتوهم أن هذه المخدرات تتيح تقوية جنسية، والبعض الآخر يعتقد أنها ستساعده في التغلب على الهموم والكآبة وحل مشاكله أو هروبه منها. وأكد أن تأثير المخدرات لا يدوم سوى دقائق قليلة في الجرعات الأولى فقط وسرعان ما يفوق الشخص على كآبة أشد وحزن وكرب أعظم مما يضطره إلى سرعة التعاطي، كما أن المتعاطي يفقد القدرة على المواجهة فهى لا تساعده على الهرب من الواقع المرير بل تزيده كآبة، وتدمر علاقته بالآخرين وتصيبه بالانعزال وعدم الإنخراط في المجتمع، وتؤدي إلى ما يسمى بالعقم الثانوي المتدهور، وتؤدي إلى فقدان الشهية والهزال والأرق التام والإصابة بالأمراض المعدية مثل الإيدز نتيحة الحقن بمواد غير معقمة، بالإضافة إلى ضعف الذاكرة وعدم القدرة على اتخاذ القرار. وأشار إلى أن هناك طرق كثيرة لإكتشاف تعاطي المخدرات ومنها تحليل الدم ويكون خلال من 6 إلى 8 ساعات من التعاطي، تحليل النفس "الزفير" وتستمر لفترة من 24 إلى 48 ساعة بعد التعاطي، تحليل البول ويمكن من خلاله اكتشاف المواد المخدرة الموجودة بالجسم وعادة ما يستمر ذلك لفترة تتراوح من 3 إلى 6 أسابيع حسب حساسية التحليل ونوعية المخدر المستخدم. وأشار "عبدالمقصود" إلى أن علاج الإدمان ينقسم إلى ثلاثة أجزاء ويتمثل في العلاج العضوي وهو علاج الأعراض الانسحابية المؤلمة التي تصاحب المتعاطي إذا توقف عن تعاطي المخدر وتشمل مغص وقئ واسهال وارتفاع في الضغط، لكن هناك تخوفات من قبل المتعاطين في القدوم على العلاج العضوي طيلة المدة التي تسبب لهم حرج في عدم القدرة على الاختفاء لمدة طويلة خوفا من الفضيحة بين الأسرة والأصدقاء، لكن العلاج العضوي الحديث يمكن إتمامه خلال3 أيام مما يضمن لهم السرية التامة. ولفت إلى الجزء الثاني من العلاج عن طريق تحصين المدمن عضويا ضد تعاطي المخدرات الأفيونية بالجسم ويتم ذلك من خلال وضع المريض تحت مظلة مادة النالتروكسون التي تحرمه من متعة التعاطي تماما إذا ما ساورته نفسه في الانتكاسة مرة أخرى وذلك من خلال طريقتين؛ الأولى تتمثل في تناول أقراص النالتروكسون مرة يوميا لغلق المستقبلات الأفيونية وهى رخيصة الثمن لكن عيوبها أن المريض يستطيع التحايل على تعاطيها وإخفائها تحت اللسان ثم بصقها من فمه، والثانية يتم حقن المريض بنفس المادة ممتد المفعول لغلق المستقبلات الأفيونية لمدة شهر كامل لا يستطيع المدمن من خلالها تعاطي المخدرات نهائيا لكنها غالية الثمن ولا يستطيع المدمن التحايل عليها لأنها تحقن داخل جسده مرة واحدة شهريا. وأضاف أن الجزء الثالث من العلاج يشمل العلاج النفسي والوقوف على الأسباب النفسية التي أدت إلى الإنزلاق في تلك الدائرة وتعاطي المخدرات مع العمل على التهيئة من الناحية النفسية والطبية للاستمرار في مرحلة التعافي وقد يستخدم بتلك المرحلة عقاقير نفسية تحت اشراف الطبيب النفسي.