أعلنت د.إيناس الجعفرى الأستاذ بالمركز القومى للبحوث اللاجتماعية والجنائية أن مسح تعاطى المخدرات الذى تقوم به وزارة التأمينات والشئون الاجتماعية قد انتهى فى محافظات كفر الشيخ والغربية والبحيرة وسيتم اعلان نتائجه قريبا . يشمل المسح حاليا قنا وأسيوط وسوهاج وهو يستهدف أيضا القاهرة والسويس باعتبارهما محافطات حضارية ومطروح وسيناء خاصة أن الأخيرة تنتشر بها زراعة النباتات المخدرة. جاء ذلك خلال ندوة "المخدرات وآثارها السلبية وطرق مكافحتها" التى عقدت بكلية الصيدلة بجامعة القاهرة وقد رصد المسح المؤشرات التى يجب أن تنتبه الأسرة اليها لاكتشاف ادمان الابن مبكرا ومن ثم سهولة علاجه فقد لوحظ وجود أشياء غير معتادة فى حوزة المدمن منها ورق السوليفان والنقود الجديدة التى تستخدم ك"شاليمو" لاستنشاق المادة المخدرة وكذلك أمواس وليمون لاذابة الهيروين فى الماء . ومن العلامات التى يجب أن تثير شكوك الأهل تغيير الابن لأصدقائه وشعوره بالأرق والعصبية الزائدة واحمرار عينيه معظم الوقت وع تطور الحالة تختفى أشياء من المنزل. وعن الحشيش والتى يعتقد الكثيرون بعدم خطورته وأنه لايسبب الادمان فقد أثبتت الدراسات العلمية أن الحشيش لابسبب أعراضا انسحابية أسوة بباقى المواد المخدرة لأنه يتخزن دأخل الأنسجة الدهنية فى خلايا المخ مما يؤدى لضمورها بعد فترة وهو ما يجعل هذا الشخص "يلسع" حسب التعبير الشائع. تحصين المدمن وحدد د. نبيل عبد المقصود استشارى علاج السموم والادمان بكلية طب القصر العينى المخدرات الأكثر انتشارا بأنها الأفيونات مثل الافيون والهيروين والكودايين والمورفين والمهدئات مثل الفاليوم ومشتقاته وهذه العقاقير تزيد الأرق والكوابيس لدى متعاطيها. ولايدوم تأثير المخدرات على المدمن سوى دقائق قليلة وفى الجرعات الأولى فقط وهى تدريجيا تفقده القدرة على المواجهة وتدمر علاقاته بالآخرين وتصيبه بالانعزال وعدم الاهتمام بنظافته الشخصية . كما تؤدى الى العقم الثانوى وعدم القدرة على الانجاب بالنسبة للرجل والمرأة التى لو حدث لها حمل فقد يسهل اجهاضه أو يحدث تشوهات للجنين أو يولد بعاهة. كذلك يؤدى الادمان الى ضعف الذاكرة وعدم القدرة على اتخاذ القرار كما انه يفقد القدرة على تمييز الألوان وتقدير المسافات مما يعرضه لكثرة حوادث السيارات. وأشار د.عبد المقصود أن مظاهر الادمان تظهر فى التدخين بشراهة وفقدان الشهية والوزن والسهر طوال الليل والنوم أثناء النهار واحتراف الكذب واهمال العمل وعدم القدرة على التحصيل ، كما أن بعض الأمراض الفتاكة مثل الايدز وفيروس الكبد الوبائى والتشنجات والبؤر الصرعية تتزايد بشكل ملحوظ لدى المؤمنين. كما أن تعاطى المخدرات يمكن كشفه عن طريق تحليل الدم خلال 6 الى 8 ساعات من التعاطى وبتحليل النفس والبول . وفى هذه الحالة يمكن اكتشاف نوعية المخدر بالجسم لمدة تتراوح من 3 الى 6 أسابيع، كما تكشف شعرة بطول 4 سم تاريخ التعاطى خلال الأربعة أشهر السابقة لدى المدمن وكذلك تحديد الجرعات المستخدمة فى تلك الفترة. وفى المقابل أكد استشارى علاج السموم والادمان أن العلاج العضوى الحديث يساعد المريض على التخلص من مرحلة الأعراض الانسحابية بدون الشعور بالألم وهو أحد أسباب تخوف المدمن من العلاج ويمكن اتمام هذا العلاج خلال ثلاثة أيام مما يضمن السرية التامة . ويمكن حاليا تحصين المدمن تحت العلاج عضويا ضد المخدرات الافيونية من خلال غلق المستقبلات الافيونية بالجسم بوضع المريض تحت مظلة مادة النالتروكسون التى تحرمه من متعة التعاطى تماما اذا ما ساورته نفسه مرة أخرى حتى لاتحدث له انتكاسة .