فى الوقت الذى احتفلت فيه مصر يوم 11 سبتمبر 2014 بسفر أول أفواج حجاج بيت الله الحرام إلى الأراضى السعودية لقضاء فريضة الحج التى تعد الخامسة فى الإسلام.. هذا الدين الحنيف الذى يدعو إلى السماحة والسلام والأمن والأمان والحب والإخاء.. أحيت أمريكا الذكرى ال13 لاعتداءات 11 سبتمبر 2001 بتفجير مركزى التجارة العالمى هذا التاريخ الذى يعد نقطة التحول فى السيارة الأمريكية تجاه الإسلام والمسلمين وكشف عن وجهها القبيح تجاه الدول الإسلامية بوجه عام والعربية بوجه خاص فمنذ هذا التاريخ اتخذت أمريكا من 11 سبتمبر ذريعة لاتهام العرب والمسلمين بالإرهاب الذى جعلها تحتل العراق فى مارس 2003 بزعم محاربة الإرهاب وتنظيم القاعدة بالعراق رغم أنها أى أمريكا هى التى صنعت «القاعدة» فى أفغانستان لتواجه به الاتحاد السوفيتى وعندما انتهت القاعدة من مهمتها انقلبت عليها أمريكا وحولتها إلى جماعة إرهابية وأهدرت دم كل المنتمين إليها، وعاثت فساداً فى كل الدول العربية بزعم محاربة الإرهاب رغم أنها وفى هذه اللحظة لم يجد السؤال الذى طرح نفسه منذ 11 سبتمبر 2001 وحتى الآن عن قيام 5 آلاف موظف يهودى بأخذ إجازة فى هذا اليوم بالذات إجابة لدى المحللين أو المهتمين بهذا الشأن، وإن كان ببساطة يعنى أن العملية كانت مدبرة ويعلمها يهود أمريكا والكل يعلم بضلوع اللوبى الصهيونى فى الإدارة الأمريكية، فهل أكثر من هذا إجابة على السؤال؟! ما علينا.. المهم أنه وفى عشية الذكرى الثالثة عشرة نجد الرئيس الأمريكى «أوباما» يتعهد بتوجيه ضربات جوية إلى مقاتلى تنظيم الدولة الإسلامية فى العراقوسوريا، مؤكداً أن استراتيجيته تعتمد على قيادة تحالف يضم دولاً فى المنطقة لمهاجمة التنظيم لإضعافه ثم القضاء عليه نهائياً ومن خلال تعزيز الدعم للقوات العراقية من جهة والمعارضة السورية المعتدلة من جهة أخرى، وقال أوباما فى خطابه إن هدفه إضعاف الدولة الإسلامية وصولاً للقضاء عليها من خلال استراتيجية شاملة ومستديمة للتصدى للإرهاب، معتبراً أن الجهاديين السنة الذين قطعوا رأس صحفيين أمريكيين ينتمون إلى منظمة إرهابية تقتصر رؤيتها على المجازر بحق كل الذين يعارضونها. وأوضح أوباما أن هذه الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية ستكون شبيهة بعمليات مكافحة الإرهاب فى الصومال واليمن وستكون مختلفة عن حربى أفغانستانوالعراق اللتين شنهما سلفه جورج بوش، تلك تصريحات أوباما وما أشبه اليوم بالبارحة، نفس النهج، نفس السياسة، نفس الكلمات، الدولة الإسلامية.. الجهاديين الإرهابيين.. القاعدة.. داعش، كلها مفردات أمريكية لاحتلال الدول العربية بأيدى الدول شقيقتها العربية فعندما سمحت أمريكا للرئيس الراحل صدام حسين بغزو شقيقته الكويت وأعطته الضوء الأخضر فى ذلك لأنه كان حليفها عندما كان يحارب إيران عدوها اللدود دفع العرب الثمن من أبنائهم وعلى رأسهم مصر، وعندما انتهت مهمته وأصبح عبئاً عليها، أشهرت فى وجهه أنه يأوى الإرهاب واحتلت أرضه وشنقته على رؤوس الأشهاد وضحت به صبيحة عيد الأضحى، واليوم تضحى أمريكا بأهلنا فى سوريا وما تبقى من العراق بزعم القضاء على «داعش» رغم أن داعش فى الأساس ما هى إلا صناعة أمريكية بسياسات صهيونية وأيد إخوانية للقضاء وعلى الدول العربية وتفتيت وتقسيم المنطقة كما يروق لأمريكا. «همسة طائرة».. أفيقوا يا عرب ولا تنساقوا وراء أمريكا لقد وقفتم موقفاً مشرفاً مع مصر فى حربها ضد الإرهاب بعد ثورة 30 يونية وهو ما تكرهه أمريكا لأنكم أصبحتم قوى ضاربة ضدها وضد سياساتها وأفشلتم مخططها فى شرق أوسط جديد فلا تنخدعوا بتلك الدعوة لمواجهة الإرهاب ممن تدعم الإرهاب وحتى لا تتخذ من تحالف بعض الدول العربية معها أو دول المنطقة، كما قال أوباما ذريعة لاحتلال سوريا كما احتلت فى الماضى العراق، وسيبقى 11 سبتمبر ترجمة لأمريكا - القاعدة - داعش.