شدد الموفد الدولي الجديد الى سوريا ستافان دو ميستورا، في مؤتمر صحافي عقده في دمشق إثر لقائه الرئيس بشار الأسد الخميس، على ضرورة مواجهة "المجموعات الارهابية"، على ان يترافق ذلك مع حلول سياسية "جامعة" للازمة السورية. اعتبر الاسد من جهته، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا"، ان مكافحة "الارهاب" باتت "أولوية" في سوريا والمنطقة، مبديا استعداده للتعاون مع الموفد الدولي للتوصل الى حل للأزمة المستمرة منذ منتصف آذار/ مارس 2011. أدلى دو ميستورا بهذا التصريح في زيارته الاولى الى دمشق منذ تعيينه في منصبه في العاشر من تموز/ يوليو، بعد ساعات من اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما عزمه شن "حرب بلا هوادة" ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق، تشمل توجيه ضربات جوية ضد التنظيم المتطرف في سوريا. وقال دو ميستورا "يجب مواجهة المجموعات الارهابية وهذا واضح، والمجتمع الدولي يقترب اكثر فأكثر من التحرك في هذا المجال". واضاف "لا يوجد تعارض، بل ثمة تكامل في محاربة الارهاب من خلال اجراءات امنية، وايضا من خلال مسار سياسي متسارع وفعال وجامع، يسهم في عزل الارهابيين عن باقي الشعب". وأشار الى وجوب "مساعدة السوريين على التوصل الى حل سياسي خاص بهم"، مضيفا ان "المبادىء التوجيهية والنتائج التي توصل اليها سلفاي المرموقان (كوفي انان والاخضر الابراهيمي) لن تضيع، لكن علينا ايضا في هذا الوقت ان نأخذ في الاعتبار الوقائع الجديدة والتطورات". واعتبر ان من هذه التطورات "تصاعد اخطار التنظيمات الارهابية التي حددها قرار مجلس الامن الرقم 2170" الصادر بالاجماع منتصف آب/ اغسطس، والذي ينص على تجفيف منابع تمويل وتسليح المقاتلين المتطرفين في سوريا والعراق، لا سيما "الدولة الاسلامية" و"جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم القاعدة. وقال دو ميستورا "ثمة اولوية مهمة حددها القرار 2170، والخبر الجيد هو ان الجميع بات يشعر بالحاجة الى وجود مبادرة معينة في ما يتعلق بالارهاب الذي اصبح تهديدا للجميع في المنطقة وما بعدها"، مشيرا الى ان "الخطر الارهابي اصبح هما عالميا يتشارك به الجميع". ووصف المبعوث الدولي لقاءه مع الاسد بأنه كان "طويلا ومفيدا جدا". ورأى الاسد خلال الاجتماع، بحسب سانا، ان "ما تشهده سوريا والمنطقة جعل مكافحة الارهاب أولوية لأنه بات الخطر الاكبر الذي يهدد الجميع". وقالت الوكالة ان "أجواء اللقاء (بين الاسد ودو ميستورا) كانت ايجابية، خصوصا في ما يتعلق بالقرار الدولي 2170 المتعلق بمكافحة الارهاب، حيث كانت وجهات النظر متفقة على اهمية هذا القرار وضرورة تطبيقه بشكل صحيح". الا ان دو ميستورا اعتبر ان "محاربة الارهاب" تتطلب كذلك "تسريع المسار السياسي الذي سيقود الى وضع امني مختلف ووضع افضل للعائلات في سوريا". واضاف "هذا ايضا اولوية بالنسبة الينا. الامران يسيران بالتوازي". واكد ان "الاممالمتحدة (...) ستتعامل بجدية اكبر مع أولوية محاولة خفض مستوى العنف واعادة نوع من الحياة الطبيعية للسوريين" الذين يعانون من نزاع دام ادى الى مقتل اكثر من 190 ألف شخص، بحسب ارقام الاممالمتحدة. وأعرب الاسد عن "استعداد الحكومة السورية لمواصلة العمل مع المبعوث الدولي وتقديم الدعم والتعاون اللازمين لإنجاح مهمته بما يحقق مصلحة الشعب السوري في الوصول إلى حل يضمن الخلاص من الإرهاب والقضاء على تنظيماته بمختلف مسمياتها". والتقى دو ميستورا بعد ظهر الخميس معارضين في الداخل يقبل بهم النظام. وشدد منسق "هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي" حسن عبدالعظيم اثر اللقاء على "ضرورة عقد جولة ثالثة من مؤتمر جنيف لان الازمة لم تعد سورية بل اصبحت عربية اقليمية ودولية، ولا بد من توافق دولي لحلها". وخاض وفدان من النظام والمعارضة في مفاوضات مباشرة برعاية الاممالمتحدة في جنيف في كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير، من دون تحقيق اي تقدم في التوصل الى حل سياسي للأزمة.