يعيش أهالى منطقة الوليدية بمدينة أسيوط، تلك المنطقة العشوائية التى تم تصنيفها من قبل الهيئة العامة للتخطيط العمرانى بالقاهرة من ضمن المناطق غير الآمنة ومن الدرجة الثانية من الخطورة، على أمل تنفيذ مشروعات للنهوض بها، حيث يزيد عدد سكانها على 800 ألف نسمة، وتعتبر أكبر تجمع سكانى بمدينة أسيوط، ويوجد بها أجود أنواع الأراضى الزراعية التى تطل على نهر النيل بمساحة كبيرة جدا، وبها يسكن جميع فئات وطوائف السكان فى خليط سكانى ممزوج بين التيارات الإسلامية من إخوان وسلفيين وجماعات وتيارات ليبرالية وقبطية يتمثلون فى أساتذة جامعة وقضاة ومستشارين وضباط شرطة، وفى المقابل يوجد بها نسبة كبيرة من البلطجية والمسجلين خطر وتجار المخدرات الملاذ الآمن لهم ولتجارتهم فهى تسمى «باطنية الصعيد» لما تشتهر به من رواج كبير فى جميع أنواع الممنوعات والمخدرات والأسلحة. يقول رمضان حسين: إننى أسكن فى المنطقة منذ أكثر من 40 عاما ولم نلمس أى تطوير بها بعد الانتخابات الرئاسية، وذلك لكسب أصوات أهالى المنطقة التى يزيد عدد سكانها علي 800 ألف نسمة، ولكنها لم تستطع التخلص من عباءة العشوائية، بل يزداد الوضع سوءًا يوما بعد يوم فبالإضافة إلى الإنفلات الأمنى الشديد بها، انتشر التو كتوك بجميع شوارعها بلا ضوابط الأمر الذى بات يهدد اهالى المنطقة من كثرة الجرائم التى يستعمل فيها بعمليات خطف وسرقة واعتداءات وحوادث كثيرة لأبناء المنطقة، وعلى الرغم من وجود فرع جامعة الأزهر ومحطة الكهرباء بالمنطقة والتى خصصت أجود أنواع الأراضى الزراعية لهما، فان أهالى المنطقة لم يستفيدوا من هذين المشروعين إلا بالقليل، حيث يعمل بها نسبة لا تتعدى 1% من العمالة، أضف إلى ذلك انتشار أكوام القمامة والمخلفات بجوار اسوار الجامعة والمدينة الجامعية للطلبة مما يهدد بكوارث بيئية وحرائق ودون اى اهتمام من المسئولين بالجامعة. ويضيف حمادة عبد الغني: ان منطقة الوليدية تعانى ارتفاع معدل الأمية والفقر والبطالة وما ترتب على ذلك من ارتفاع نسبة العنوسة بين سكانها، لتحتل المركز الأول وبجدارة فى المناطق العشوائية على مستوى المحافظة. وأنشطة الجمعيات الأهلية الموجودة بها مقصورة على الحج والعمرة ومشروع الفراشة فقط متجاهلة التوعية الثقافية والخدمية، باستثناء أنشطة بعض التيارات الإسلامية وحملات النظافة التى نفذها شباب وأهالى المنطقة. كما يقول محمد عيد موظف إن طرق الوليدية لا تصلح للسير عليها بسبب انتشار الحفر والمطبات والتكسير وانتشار القمامة بجور المدارس والبيوت وأصبح الوضع سيئًا للغاية ولا أحد يتدخل من المسئولين للبحث مشاكل البلد كما هناك ارتفاع أسعار العقارات في الحي وبرغم العشوائية فاقت جميع التوقعات لانها تعدت ال10 آلاف جنيه للمتر الواحد. وذلك بسبب ضيق الحيز العمرانى بها، كما عانت المنطقة من حدوث هبوط أرضى متكرر ببعض المناطق، ومنها منطقة الشخوة وذلك بسبب مشاكل الصرف الصحى المتكررة بها، كما ان عمليات الرصف غير المنتظمة أدت إلى ارتفاع الشوارع وهبوط المنازل إلى أسفل ولذا نطالب بدوريات للشرطة بسبب تجار المخدرات. ان هناك فكرة التخطيط السريع المقرر تنفيذ تجربتها للمرة الأولي بمدينة أسيوط وهي التجربة الوحيدة على مستوي الجمهورية بواسطة الخبراء الألمان والتى تهدف الى التخطيط السريع للمدينة وتطوير المناطق العشوائية بها مثل منطقة الوليدية. إن الوفد يضم علماء وخبراء من 10 جامعات ألمانية وبرعاية مركز الأممالمتحدة للمجتمعات الحضارية، وأشار الدكتور خالد العربي إلي أن فكرة الوفد هي تطوير أسيوط بنظام التخطيط السريع والذي يعني إيجاد الخطط العلمية التي تمكن من التنفيذ على أرض الواقع خلال مدة زمنية لا تتجاوز 4 سنوات، ويشمل ذلك المخطط مراعاة مختلف قطاعات التنمية الإنسانية، وإيجاد الحلول السريعة لبعض الأحياء العشوائية ويضمن ذلك مشكلات البيئة والطاقة والمياه والصرف الصحي. وانقطاع المياة وطفح المجاري.