"الوليدية"..الباطنية الجديدة بأسيوط!!

وليدية اسيوط "الباطنية الجديدة" مخدرات وسلاح
فى "باطنية الصعيد" باسيوط "كل واحد يحمى نفسه " واتاوات بالاكراه
الوحدة الصحية بالوليدية قاصرة على استخراج تصاريح الوفاة
"وليدية اسيوط " فى انتظار التجربة الالمانية
يعيش اهالى منطقة بالوليدية بمدينة أسيوط ، تلك المنطقة العشوائية التى تم تصنيفها من قبل الهيئة العامة للتخطيط العمرانى بالقاهرة من ضمن المناطق الغير آمنة ،ومن الدرجة الثانية من الخطورة ، على أمل تنفيذ مشروعات للنهوض بها، فهى منطقة يزيد عدد سكانها على 750 الف نسمة وتعتبر اكبر تجمع سكانى بمدينة أسيوط ،وتوجد على أجود أنواع الاراضى الزراعية التى تطل على نهر النيل بمساحة كبيرة جدا وبها يسكن جميع فئات وطوائف السكان فى خليط سكانى ممزوج بين التيارات الإسلامية من إخوان وسلفيين وجماعات وتيارات ليبرالية وقبطية يتمثلون فى أساتذة جامعة وقضاة ومستشارين وضباط شرطة وفى المقابل يوجد بها نسبة كبيرة من البلطجية والمسجلين خطر والقوادين وكبار تجار المخدرات بالصعيد والذين يجدون من منطقة الوليدية الملاذ الآمن لهم ولتجارتهم فهى تسمى " باطنية الصعيد " لما تشتهر به من رواج كبير فى جميع أنواع الممنوعات والمخدرات والأسلحة فى تناقض غريب وتسط تجاهل للمسئولين على مر السنين باستثناء محافظها السابق " نبيل العزبى " واللواء " ابراهيم حماد " الذى شرع فى إدخال الصرف الصحى بها والذى لم تكتمل منظومته بعد ، وقام برصف شوارعها التى عانت الكثير .
انفلات امنى وانتشار جرائم الخطف والسرقة بالمنطقة
يقول " نعيم الاسيوطى " كاتب واديب وعضو اتحاد كتاب مصر ،اننى اسكن فى منطقة الوليدية منذ اكثر من 20 عاما ولم نلمس اى تطوير بها الى اثناء الانتخابات البرلمانية او الرئاسية ، وذلك لكسب اصوات اهالى المنطقة التى يزيد عدد سكانه عن 750 الف نسمة ، ولكنه لم تستطع التخلص من عباءة العشوائية ،بل يزداد الوضع سوء يوما بعد يوم فبالإضافة الى الانفلات الامنى الشديد بها ، انتشر التو توك بجميع شوارعها بلا ضوابط الامر الذى بات يهدد اهالى المنطقة من كثرة الجرائم التى يستعمل فيها التوك توك من خطف وسرقة واعتداءات وحوادث كثيرة لابناء المنطقة ، وعلى الرغم من وجود فرع جامعة الأزهر ومحطة الكهرباء البخارية بالمنطقة والتى خصصت اجود انواع الاراضى الزراعية لهما ،فان اهالى المنطقة لم يستفيدوا من هذين المشروعين الا بالقليل ، حيث يعمل بها نسبة لا تتعدى 1 % من العمالة ، اضف الى ذلك انتشار اكوام القمامة والمخلفات بجوار اسوار الجامعة والمدينة الجامعية للطلبة مما يهدد بكوارث بيئية وحرائق ودون اى اهتمام من المسئولين بالجامعة ،ويضيف " الاسيوطى "ان منطقة الوليدية تعانى من ارتفاع معدل البطالة والامية والفقر والبطالة وما ترتب على ذلك من ارتفاع نسبة العنوسة بين سكانها ،لتحتل المركز الاول وبجدارة فى المناطق العشوائية على مستوى المحافظة.
وأنشطة الجمعيات الاهلية الموجودة بها قاصرة على الحج والعمرة ومشروع الفراشة فقط متجاهلة التوعية الثقافية و الخدمية ،باستثناء أنشطة بعض التيارات الإسلامية وحملات النظافة التى نفذها شباب واهالى المنطقة .
"نهضة الوليدية" اسم على غير مسمى
الوحدات الصحية قاصرة على استخراج تصاريح الوفيات
يقول عبد الناصر عبد العزيز 57 سنة ومن سكان المنطقة إننا نعانى منذ سنوات من انتشار تجار المخدرات ، والسلاح بمنطقة "النهضة "الموجودة فى قلب الوليدية ،وهى اسم على غير مسمى ،لعدم استطاعت الامن دخولها ، فعند قيام احد اقاربى بزيارتى واثناء مروره بالمنطقة قام احد تجار المخدرات باعتراض طريق وسؤاله عن رغبته فى شراء اى نوع من المخدرات ،وقام بعرض جميع الأنواع والأسعار عليه وكاد ان يجبره على شراءها ،اضف الى ذلك الاهمال الموجود بالوحدة الصحية والتى يقتصر دورها على استخراج تصاريح الوفيات وشهادات الميلاد فقط .
فى الوليدية " كل واحد يحمى نفسه "
هبوط ارضى بالوليدية والمتر ب 10 الاف جنيه
وتضيف امل ايوب 45 سنة موظفة ومن سكان المنطقة والتى قالت بصوت عالى " منها لله الشرطة هى السبب وراء سرقة منزلى ، لانى تعرضت لحادث سرقة الاجهزة الكهربائية من شقتى بمساكن الوليدية ،اثناء تواجدى بعملى بالمحافظة وعندما ذهبت لتحرير محضر شرطة قال لى الضابط " إحنا نعملكم إيه كل واحد يحمى نفسه " وطالبت بضرورة عمل وحدة شرطة داخل المنطقة نظرا لعدد سكانها الكبير جدا وتواجد بعض الأماكن الحيوية بها مثل محطة الكهرباء البخارية ومحطات مياه الشرب والمدينة الجامعية لطلبة جامعة الأزهر ومساكن اعضاء هيئة التدريس ،وبعض كليات جامعة أسيوط وبعض مبانى المدن الجامعية للطالبات بها .
كما ان اسعار العقارات بهذه المنطقة العشوائية فاقت جميع التوقعات لانها تعدت ال 10 الاف جنيه للمتر الواحد ،وذلك بسبب ضيق الحيز العمرانى بها ،كما عانت المنطقة من حدوث هبوط ارضى متكرر ببعض المناطق ومنها بمنطقة الشخوة وذلك بسبب مشاكل الصرف الصحى التكررة بها ،كما ان عمليات الرصف الغير منتظمة ادت الى ارتفاع الشوارع وهبوط المنازل الى اسفل الشوارع .
الانتهاء من الاحوزة العمرانية ل6 مدن و229قرية و104عزبة
واكد المهندس فرغلي شعلان مدير عام التخطيط والتنمية العمرانية بمحافظة أسيوط ،أنه تم الانتهاء من إعداد الاحوزة العمرانية ل 6 مدن و229 قرية و104بالمحافظة كما يجري إعداد مخططات إستراتيجية وتفصيلية لعدد 3مدن و5 قرى بالمحافظة،ومن الأحوزة العمرانية التي تم الانتهاء منها تضم مدن ( أسيوط ، الغنايم ، ساحل سليم ، الفتح ، البداري ، ديروط ) حيث يجري إعداد مخطط كل من (منفلوط ، أبوتيج ، أبنوب) ؛ كما تم اعتماد 229قرية من أصل 234قرية بالمحافظة فضلاً عن اعتماد 104عزبة وجاري اعتماد باقي العزب من اجمالي 1216عزبة قديمة ومستحدثة بالمحافظة ، مضيفاً أنه جاري إعداد مخططات تفصيلية لمدينة أسيوط وعواصم المراكز بالمحافظة والتي تم اعتماد والأحوزة العمرانية لها بالاضافة إلى 5قرى بمركز ديروط و9بمركز الفتح ، وتم اعتماد مخطط تفصيلي ل41قرية .
وقال شعلان ان الخرائط الجديدة دقيقة للغاية وتم وضعها بالتعاون مع الهيئة العامة للتخطيط العمراني وعدد من الوزارات فضلاً عن مطابقتها لأرض الواقع موضحاً أن مخطط الأحوزة العمرانية الجديدة جاءت طبقاً لتوجيهات اللواء ابراهيم حماد محافظ أسيوط من أجل النهوض بالتنمية العمرانية بمدن وقرى المحافظة لأنها تساعد في تطبيق القوانين على جميع المعتدين على الأراضي الزراعية والحفاظ على الرقعة الزراعية باعتبارها قضية أمن قومي كما أن الخرائط الجديدة تدعم الأجهزة المحلية في إجراءات التقاضي والمنازعات.
واشار جمال ادم سكرتير عام محافظ أسيوط الى ان هناك فكرة التخطيط السريع المقرر تنفيذ تجربتها للمرة الأولي بمدينة أسيوط وهي التجربة الوحيدة على مستوي الجمهورية بواسطة الخبراء الألمان والتى تهدف الى التخطيط السريع لمدينة اسيوط وتطوير المناطق العشوائية بها مثل منطقة الوليدية .
وأوضح الدكتور خالد العربي مسئول مهمات عمل الوفد الالمانى بأسيوط وأستاذ التخطيط والنقل بكلية الهندسة جامعة عين شمسأن الوفد يضم علماء وخبراء من 10 جامعات ألمانية وبرعاية مركز الأمم المتحدة للمجتمعات الحضارية وأشار الدكتور خالد العربي أن فكرة الوفد هي تطوير أسيوط بنظام التخطيط السريع والذي يعني إيجاد الخطط العلمية التي تمكن من التنفيذ على أرض الواقع خلال مدة زمنية لا تتجاوز 4 سنوات ويشمل ذلك المخطط مراعاة مختلف قطاعات التنمية الإنسانية ،وإيجاد الحلول السريعة لبعض الأحياء العشوائية ويضمن ذلك مشكلات البيئة والطاقة والمياه والصرف الصحي .