مبانى تعكس الوجه القبيح للفقر 003 منطقة غير آمنة تحتاج للإزالة انتشار الأمراض المزمنة في المناطق الفقيرة مهنة جامعي القمامة ترتبط بالعشوائيات مازالت قضية العشوائيات مسألة شائكة ، وصداعا في رأس الحكومة خاصة في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية، ما ينذر بثورة حقيقية للجياع إذا لم تول الحكومة أهمية حقيقية لهذه الطبقة المهمشة، من منعدمي الدخل وقاطني هذه العشوائيات. وتمثل العشوائيات 04٪ من المناطق العمرانية ، والقاهرة تضم أكثر من ألف منطقة عشوائية، منها حوالي 003 منطقة غير آمنة تحتاج للإزالة، وفق تصريحات إعلامية لمحمد عبد الظاهر، الأمين العام للإدارة المحلية التابعة لوزارة التنمية المحلية، أكد أن هناك بطئا في التعامل مع المناطق غير الآمنة وإهمالا لباقي المناطق، مشددا علي ضرورة التعامل سريعا مع المناطق الخطرة، وتطوير المناطق العشوائية الأخري القابلة للتطوير وإمدادها بالمرافق والخدمات. المناطق العشوائية تختلف من حيث المكان والمساحة وحجم السكان ومستوي الخدمات ولكنها تشترك في معاناتها من الافتقار للخدمات الأساسية، وتدني مستوي المعيشة، وانتشار الفقر والأمية، فضلاً عن تدهور القيم والتقاليد، حيث يسودها السرقة والبلطجة والعنف المتبادل والإتجار في المخدرات، وفق ما خلصت إليه دراسة تحليلية أعدها مركز المعلومات واتخاذ القرار بمجلس الوزراء. الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء كشف عن ارتفاع معدلات الفقر في البلاد إلي 25.2٪ خلال عام 2010 -2011 مقابل 21.6٪ في 2008 -2009 وتشير تقديرات غير رسمية إلي أن 40٪ من المصريين يعيشون تحت خط الفقر. وقدر الجهاز خط الفقر بدخل شهري للفرد بحوالي 40.6 دولار وهو ما يعادل أقل من دولارين يوميًا. وعلي الجانب الآخر، كشفت دراسة صادرة عن جامعة القاهرة عن ارتفاع نسبة الأمراض الناجمة عن التلوث في المناطق العشوائية مقارنة بغيرها من المناطق، مثل أمراض الكبد والكلي والسرطان. وأشارت إلي افتقاد المناطق العشوائية للصرف الصحي بالإضافة إلي تراكم القمامة في كل مكان، والكثافة السكانية العالية وانتشار الجهل والأمية يضاعف من الكوارث الصحية والاجتماعية بهذه المناطق، سكان هذه المناطق يعانون الرعاية الصحية فهم أبعد ما يكونون عن التأمين الصحي الذي لا يتوافر غالباً إلا للعاملين في الحكومة التي لا يعمل بها سوي 6 بالمائة من عدد سكان العشوائيات، الذين يعملون بأعمال غالبا ترتبط بالتلوث، كجمع القمامة وبعض الحرف، أو العمل في خدمة المنازل، بالنسبة للسيدات. يحيط القاهرة الكبري حزام من المناطق العشوائية يبلغ عددها حوالي 80 منطقة ، وحسب تقرير صادر مؤخراً عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء يقطن بعشوائيات القاهرة 3.13 مليون نسمة بما يزيد علي ربع سكان عشوائيات الجمهورية، ويستحوذ إقليم القاهرة الكبري علي 53.2٪ من سكان العشوائيات في مصر الذين يمثلون 38.8٪ من سكانها. وتظل الدويقة المنطقة الأبرز فيه. ففي الشمال تحتل العشوائيات عدة مناطق في شبرا الخيمة وعين شمس، وجنوباً تنتشر في منطقة دار السلام والبساتين وحلوان، بينما تتركز شرقاً في منشأة ناصر والدويقة، أما في وسط العاصمة فتمتد إلي منطقة الفسطاط واسطبل عنتر. ويؤكد التقرير أن مساحة العشوائيات بإقليم القاهرة الكبري تضاعفت 18 مرة منذ عام 1950 من 6.6 كم إلي 119.5 كم عام 2006 وبلغت الكثافة السكانية العامة بالإقليم 54.1 ألف نسمة/كم، وتصل نسبتها بمدينة القاهرة وحدها إلي 38900 نسمة/كم، وحصر التقرير 6.5 مليون نسمة يسكنون العشوائيات بالقاهرة الكبري بما يعادل 48٪ من سكان حضرها بشكل يجسد ضخامة مشكلة العشوائيات. وأكد التقرير أن عدد سكان القاهرة بلغ 18.5 مليون نسمة يمثل 25.3٪ من جملة سكان الجمهورية ويسهم في نمو ظاهرة العشوائيات بها. ولا تقتصر مشكلة العشوائيات علي مدينة القاهرة فحسب، بل انتشر الامتداد العشوائي في كل المدن المصرية تقريباً. فتشير معظم البيانات الإحصائية المتاحة إلي أن عدد المناطق العشوائية في مصر كان يبلغ 434 منقطة. في عام 3991 وصلت إلي 1221 منطقة عشوائية في عام 6002 منتشرة في عدد 42 محافظة من محافظات الجمهورية، وهناك حوالي 7.51 مليون نسمة يعيشون في هذه المناطق العشوائية وتمثل هذه النسبة 42٪ من إجمالي سكان الجمهورية، 04٪ من إجمالي سكان المناطق الحضرية، وذلك بالإضافة إلي 8 ملايين نسمة يسكنون المناطق الريفية، وقد وصلت نسبة العشوائيات في بعض المدن إلي حوالي 77٪ من النمو العمراني للمدينة، (بني مزار المنيا) بل إنها وصلت إلي 78٪ من الإمدادات العمرانية لمدينة الجيزة، 52٪ محافظة أسيوط، وفي محافظة الإسكندرية يوجد 45 منطقة عشوائية، يقطنها حوالي 63.1 مليون نسمة ويمثلون 53٪ من إجمالي سكان مدينة الإسكندرية. وحسب تقريرالجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء يتصدر إقليم الدلتا المقدمة في عدد المناطق العشوائية بالجمهورية بعدد 362 منطقة، مقابل 192 و184 و159 منطقة بأقاليم جنوب الصعيد والقاهرة الكبري والإسكندرية علي التوالي، فيما خلت محافظتا جنوبسيناء والوادي الجديد من أي مناطق عشوائية. وتعتبر منطقة الدويقة التابعة لحي منشية ناصربشرق القاهرة من أكبر وأشهر عشوائيات مصر.. وأكبر بؤر التلوث بها وتمتد علي مساحة 850 فدانا يعيش بها 1.3 مليون نسمة محرومين من الخدمات الأساسية ويعيشون وسط القمامة. أما ضاحية اسطبل عنتر هي إحدي المناطق العشوائية التي انتشرت في القاهرة خلال العقود الماضية وتقع في حي مصر القديمة ، ومن سماتها الطرق الضيقة غير المرصوفة وعدم وجود شبكة صرف صحي. وتعد الزيادة السكانية الكبيرة في مصر أحد أبرز الأسباب لظهور مشكلة الإسكان العشوائي. فقد كان عدد سكان مصر عام 1800 نحو 2.5 مليون نسمة، ثم تضاعف هذا العدد إلي حوالي خمسة ملايين في عام 1850 وتضاعف مرة أخري حتي وصل إلي عشرة ملايين في عام 1900. ويؤخذ من نتائج التعدادات أن سكان مصر تضاعفوا مرة ثالثة خلال النصف الأول من القرن العشرين، فقد ازدادوا من عشرة ملايين إلي حوالي عشرين مليوناً عام 1950 ثم وللمرة الخامسة وصلوا إلي أربعين مليوناً عام 1978 ثم بلغوا عام 2006 حوالي 72 مليون نسمة. ويبلغ عدد سكان مصر 85 مليون نسمة في 2012. استخدمت الحكومات المتتالية في مصر خلال العقود الأخيرة تلك الزيادة السكانية كشماعة لتعليق فشلها في تخطيط وتنمية موارد البلاد. وترافقت مشكلة البطالة، التي تفاقمت منذ السبعينيات، مع تباطؤ ملحوظ في قدرة الاقتصاد علي خلق فرص عمل جديدة، إذ تُرك لمجموعة من رجال الأعمال الذين لا تحكمهم سوي الرغبة في الربح السريع. في السياق، تشير دراسة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية حول أطفال المناطق العشوائية، إلي انتشار الأمية في 08٪ من الذكور و59٪ من الإناث، إضافة لانعدام الجوانب الدينية. وحذر تقرير لوزارة التخطيط بالاشتراك مع الوكالة الألمانية للتعاون الفني، من أن سكان العشوائيات التي تنمو بمعدل 3٪ سنويا سيصل ل 82 مليون نسمة عام 5202. و تؤكد الدراسات والتقارير أن المطلوب 022 مليار جنيه لتطوير العشوائيات بمصر. ويرجع كثيرون انتشار العشوائيات لعدم الالتزام بالمنشور الوزاري رقم 82 لعام 4191 الذي نص علي عودة جميع المسطّحات الخاصة بالدولة التي انتهي الغرض من تخصيصها للمنفعة العامة إلي مصلحة الأملاك الأميرية. كما تشير التقارير الرسمية إلي أن هناك نحو 300 ألف منزل بالقاهرة لا تتوافر فيها المواصفات الفنية، وهي مُعرّضة للانهيار في أي وقت. وتشير الدراسات إلي أن 18٪ من سكان العشوائيات يعملون بالقطاع غير الرسمي، وأن 02٪ من رجالها عاطلون و83٪ من أسرها دخلهم أقل من 002 جنيه شهريًا.