حصار عشوائي ضخم يحيط بالقاهرة.. يضغط علي شوارعها من كل اتجاه.. سكانها يعملون بداخلها، يستخدمون وسائل مواصلاتها.. يمثلون وسيلة ضغط كبيرة علي المرافق والخدمات.. زحف كبير عليها سواء من سكان تلك المناطق او من سكان الاقاليم الذين يأتون للعمل ولقمة »العيش« او لقضاء احدي مصالحهم.. المركزية الشديدة التي تعاني منها القاهرة ساعدت علي الزحام والتكدس.فالدراسات تؤكد ان القاهرة الكبري يحيط بها حزام من المناطق العشوائية يبلغ عددها حوالي 08 منطقة وحسب تقرير صادر مؤخراً عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء يقطن بعشوائيات القاهرة 31.3 مليون نسمة بما يزيد علي ربع سكان عشوائيات الجمهورية ويستحوذ إقليمالقاهرة الكبري علي 2.35٪ من سكان العشوائيات في مصر الذين يمثلون 8،83٪ من سكانها وتظل الدويقة المنطقة الأبرز فيه ففي الشمال تحتل العشوائيات عدة مناطق في شبرا الخيمة وعين شمس، وجنوباً تنتشر في منطقة دار السلام والبساتين وحلوان، بينما تتركز شرقاً في منشأة ناصر والدويقة، أما في وسط العاصمة فتمتد الي منطقة الفسطاط وأسطبل عنتر وحكر أبو دومة. أهم العشوائيات ويؤكد التقرير ان مساحة العشوائيات بإقليمالقاهرة الكبري تضاعفت 81 مرة منذ عام 0591 من 6.6 كم الي 5.911 كم عام 6002 وبلغت الكثافة السكانية العامة بالإقليم 1.45 ألف نسمة/كم وتصل نسبتها بمدينة القاهرة وحدها الي 00983 نسمة/كم وحصر التقرير 5.6 مليون نسمة يسكنون العشوائيات بالقاهرة.وأكد التقرير ان عدد سكان القاهرة بلغ 5.81 مليون نسمة وفقا لإحصاء العام 6002 يمثل 3.52٪ من جملة سكان الجمهورية ويسهم في نمو ظاهرة العشوائيات بها ورصد التقرير امثلة للمناطق العشوائية بالقاهرة منها منطقة الدويقة التابعة لحي منشية ناصر بشرق القاهرة وتعتبر من أكبر وأشهر عشوائيات مصر.. وأكبر بؤر التلوث بها وتمتد علي مساحة 058 فدانا يعيش بها 1،3 مليون نسمة واسطبل عنتر وهي إحدي المناطق العشوائية التي انتشرت في القاهرة خلال العقود الماضية وتقع في حي مصر القديمة وهناك العديد من المناطق العشوائية الشهيرة بمصر مثل قلعة الكبش بجوار السيدة زينب وتحوطها مقابر زين العابدين ودار السلام بحي البساتين وعزبة أبو حشيش بجوار حدائق القبة.. وأيضاً ولاد علام الموجودة بحي الدقي وكفر قنديل بالجيزة.. تخطيط الطرق ويؤكد الدكتور عبد المجيد رفعت استاذ التخطيط بجامعة القاهرة ان تزايد سكان العشوائيات ووصولهم الي هذا الرقم الكبير يؤدي الي الضغط علي شوارع القاهرة فجميع سكان تلك المناطق ويعملون في القاهرة سواء سائقين او موظفين أو حرفيين اي انهم يزيدون من التكدس والزحام في الشوارع هذا بالاضافة الي سكان المدن الجديدة التي اصبح سكانها يستخدمونها للاقامة فقط ويكون عملهم داخل القاهرة اذن مشكلة الزحام مازالت قائمة كما ان تخطيط الطرق في القاهرة ينقصه الكثير كما انها لا تستوعب هذه الزيادة الكبيرة في عدد السكان من ناحية وعدد السيارات من ناحية اخري فسكان المدن الجديدة يعملون داخل القاهرة والعكس مما يزيد الاختناقات المرورية إضافة الي سكان العشوائيات وهروب سكان الأقاليم الفقيرة للعمل بالقاهرة مما يتطلب معه تغيير السياسات المركزية ويستلزم اتخاذ الاجراءات السريعة لوضع سياسة عمرانية متكاملة تضع كل مجهودات الدولة في إنشاء المدن الجديدة وقري الظهير الصحراوي وتطوير العشوائيات في إطار خطة عامة واضحة تضع الأولويات في التنفيذ ودراسة المشكلة بشكل علمي ووضع حلول لها.ويضيف صابر محمد مهندس معماري ان القاهرة تعاني من ظاهرة »المركزية الشديدة« التي تتعدي حدود امكانيات التخطيط حيث تتركز المصالح والخدمات العامة والحكومية بداخلها مع عدم الرغبة في الخروج منها وانتشار العشوائيات يساهم بشكل كبير في زيادة مشكلة الزحام والاختناق المروري لذلك يجب تحديد اسلوب مناسب للتعامل مع العشوائيات عن طريق خطة لإعادة وتخطيط وتطوير هذه الاماكن وتوفير الحد الادني لهذه الخدمات حتي لا يكون هناك ضغط علي شوارع القاهرة وخدماتها كما يجب ان تتوسع الدولة في إنشاء المساكن متوسطة التكلفة ومد خطوط المواصلات وإنشاء الطرق إليها والتوسع في انشاء المشروعات الجاذبة للسكان للإقامة مثل المدارس والمستشفيات والفروع الرئيسية للبنوك الكبري والنوادي الترفيهية والتدرج في مستويات المساكن في تلك المناطق الجديدة ووضع حلول علمية قائمة علي أسس تخطيطية قابلة للتنفيذ.