تعيس الحظ من تقوده الظروف للمرور على طريق بنها – المنصورة فهذا الطريق الزراعى الذى يربط بين ثلاث محافظات فى وسط الدلتا لعنة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى .. الأسباب كثيرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ضيق الطريق بالإضافة إلى أعمال الحفر الكثيرة الواقعة عليه وكثرة المطبات غير الطبيعية التى تشبه السدود ، وناهيك عن الزحف العمرانى الكثيف الذى وصل إلى الأسفلت . هذا الطريق شرق النيل تسير عليه سيارات كثيرة أبرزها النقل الثقيل القادم من دمياطوالمنصورة إلى القاهرة والعكس . وما أدراك ما النقل الثقيل أولاً يحتل الطريق تماماً ويتسبب فى الكثير من الحوادث التى تروح ضحيتها مئات الأشخاص وآلاف الجرحى . حركة السير على هذا الطريق بطيئة للغاية والمسافة التى يستغرق قطعها ساعة تمتد أحياناً إلى أربع ساعات . السؤال لماذا تتجاهل هيئة الطرق والكبارى هذا الطريق الحيوي والمهم الذى يربط الكثير من المحافظات فى الدلتا .. أعمال الصيانة على هذا الطريق شبه معدومة والمكلفون بمراقبة الطريق لا يفعلون شيئاً وتتفاقم أزمات الحوادث بشكل لافت للنظر وواضح ويبدو أن حالة الإهمال الشديدة التى يعانى منها الناس بهذا الطريق مردها أن أعمال الصيانة والرصف تتوزع على عدد من المحافظات التى يقطعها الطريق مما تسبب فى إلقاء كل محافظة على الأخرى عبء هذه المسئولية ، والنتيجة التى يشعر بها المرء تكاد تساوى صفراً ويبدو والله أعلم أن هذا الطريق لم تطرأ عليه أية صيانة منذ إنشائه بسبب خلافات هذه المحافظات . كوارث هذا الطريق كثيرة أسبابها أن سيارات النقل الثقيل لا تلتزم بالسير على جانبى الطريق مما يخلق تكدساً شديداً يتسبب فى تعطيل المرور لعدة ساعات ، وتفشل السيارات فى المرور بالطريق وتقع حالة فوضى عارمة تكون نتيجتها الحوادث الكثيرة . لا رقابة على هذا الطريق ولا توجد لجان مرورية به لدرجة أن «التوك توك «له نصيب هو الآخر فى المرور على الطريق رأساً برأس مع النقل الثقيل .. هذه الفوضى لا تجد من يوقفها فلا المرور متواجد ولا أجهزة المحافظات المختلفة موجودة لوقف هذه المهازل ولا هيئة الطرق والكبارى تقوم بأداء الدور المنوط بها .. العشوائية واضحة المعالم على هذا الطريق وأعتقد أنه آن الأوان لضرورة أن يكون هناك اهتمام ولو ضئيل من المحافظات الكثيرة التى يربطها مثل هذا الطريق الحيوى الذى جار عليه الزمان . يذكرنى هذا الطريق بالباشا إبراهيم عبد الهادى رئيس وزراء مصر فى حكومات قبل 23يوليو 1952 والذى جرت محاكمته فى محاكمات الثورة آنذاك بتهمة قيامه برصف هذا الطريق من بنها إلى مدينة الزرقا مسقط رأس الباشا . وكانت إجابته فى المحاكمة أنه كان يتمنى رصف كل طرق مصر بالإضافة إلى أن محاكمة الثورة وجهت إليه إتهامات أخرى وعاقبته بحكم الإعدام ثم التخفيف إلى المؤبد ثم تحديد إقامته . نعود مرة أخرى إلى الطريق ونحن بعد ثورتين عظيمتين نتمنى أن نجد مسئولاً واحداً تأخذه الشجاعة ويبادر بالاهتمام به وسيقوم أهالى المحافظات الواقعة على هذا الطريق بأداء تعظيم سلام له وليس إصدار عقوبة الإعدام كما حدث مع الباشا إبراهيم عبد الهادى... الناس فى انتظار من يرحمهم من هذه الفوضى المرورية والحوادث الكثيرة التى تقع على هذا الطريق .. فهل من مجيب ؟!.