شهدت الندوة التي أقيمت باتحاد كتاب مصر لمناقشة الدراما المصرية في رمضان، أحداثاً مؤسفة بعد تعرض ضيوف الندوة مريم ناعوم كاتبة سيناريو مسلسل «سجن النسا»، وعبدالرحيم كمال مؤلف مسلسل «دهشة»، وناصر عبدالرحمن مؤلف مسلسل «جبل الحلال» للاعتداء اللفظي والهجوم الشديد. واتهمهم الحضور بأن أعمالهم أفسدت شهر رمضان وتفسد الذوق العام للشعب، ثم تطور الأمر بانسحاب الكتاب بعد قيام أحد الجمهور وهو دكتور بجامعة القاهرة بسب السيناريست عبدالرحيم كمال قائلاً: «أنت فاقد للتربية». أدار اللقاء مصطفى القاضي، وتمحورت الأسئلة حول الدور الأخلاقي والاجتماعي الذي يجب أن تمارسه الأعمال الدرامية، فأجابت الكاتبة مريم ناعوم أنها مع التصنيف العمري للمسلسلات. وقال السيناريست ناصر عبدالرحمن كلمة للمخرج الكبير رأفت الميهي وهي: «الشارع أصبح أكثر جنوناً من الدراما، وأن الاعتقاد بأن الدراما تقود المجتمع وأنه بإمكانها أن تفسد أخلاقه اعتقاد ساذج، ويجب أن نفرق بين الأعمال المبتذلة والأعمال التي تشرح الواقع»، وعلق السيناريست عبدالرحيم كمال قائلاً: الدراما تقدم الواقع نماذج حقيقية من داخل المجتمع. إلى أن فتح باب النقاش للجمهور وتعرض الكتاب بعدها لما اعتبروه إرهابا فكريا ودعوات سلفية ورجعية واتهام أعمالهم بأنها دعوة للانحلال والفساد الأخلاقي ثم تطور الأمر لاتهام ناصر عبدالرحمن بأن فيلمه «هي فوضى» هو السبب في أحداث 28 يناير التي وصفها الحضور بأنها مؤامرة على الشرطة وعلى مصر وقادها مجموعة من البلطجية. وعندما سأل السيناريست ناصر عبدالرحمن الحضور هل شاهدوا الأعمال الدرامية؟.. فكانت الإجابة بأنهم لم يشاهدوها لأنها بعيدة عن الواقع، ولأنها تفسد الذوق العام.. وأضاف الحضور موجهين حديثهم للكتاب يجب أن نركز في هذه اللحظة على بناء الوطن وعلى الأخلاق الحميدة ورصد الإيجابيات وعدم نشر سلبيات المجتمع؛ لأنها تخدم أعداء الوطن. وهنا علق السيناريست عبدالرحيم كمال قائلاً: «أنتم مستضيفينا هنا من أجل أن تحاكمونا أخلاقياً ودينياً، وأنتم لم تشاهدوا الأعمال من الأساس، وعندكم موقف سلبي من الإبداع، واخدين موقف سلفي من الفن»، وأضاف عبدالرحيم كمال: «مصر ليست محتاجة ما تعدون له، مصر محتاجة القدرة على المجازفة، محتاجة الخيال، التمرد، الحرية، وليس القمع والإرهاب الفكري الذي تمارسونه، أنتم تقتلون الفن والإبداع» ثم قالت السيناريست مريم ناعوم: «للأسف نحن أخطأنا أن أتينا إلى هنا، وما يحدث هو إرهاب فكري تخطى حتى النموذج الإيراني»، ثم انسحب الكتّاب من الندوة بعد أن سب أحد الحضور السيناريست عبد الرحيم كمال قائلاً: «أنت فاقد للتربية».