كل يوم يمر يتأكد للمواطن المصرى ان اختياره للرئيس عبدالفتاح السيسى كان الاختيار السليم فمنذ اللحظة الأولى من حكمه، يؤكد لنا الرئيس أنه مهموم بمشاكل البسطاء وانه فى صف المواطن وأنه السند لكل المصريين، ووضعت تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى الأخيرة عن قضية الباعة الجائلين الحكومة والمحافظة فى موقف حرج، يكشف وجود عشوائية فى قرارات محافظ القاهرة الذي أوهم الرأى العام بعكس الواقع فبعد أن قامت محافظة القاهرة بصرف الملايين على مشروع الوهم وهو انشاء اماكن للباعة الجائلين داخل جراج الترجمان، وبعد انشغال كل مؤسسات المحافظة فى الأمر وإضاعة الجهد والمال جاء الرئيس السيسى ليعرب عن عدم ارتياحه من تعامل الحكومة مع مشكلة الباعة الجائلين فى منطقة وسط البلد الذى أكد فيه أن الموقع الذى قام باختياره محافظ القاهرة غير مناسب على الاطلاق ومن غير اللائق ان يضع الباعة بضائعهم على الأرض، وفجر السيسى مفاجأة من العيار الثقيل وهى عدم شعور الحكومة ممثلة فى رئيس الوزراء ومحافظ القاهرة بالمواطن البسيط الذى يبحث ليل نهار عن رزق لأسرته ليؤكد الرئيس أن هؤلاء الباعة وراءهم اسر يعولونها ولو ضاقت بهم السبل سوف يتحولون الى اتجاهات اخرى لا نعرف عواقبها.. ولقد كشفت تصريحات السيسي الشو الإعلامى الذى يتبعه المهندس ابراهيم محلب والدكتور جلال مصطفى سعيد محافظ القاهرة لطمس الحقيقة الغائبة عن المواطنين واظهار واقع مزيف للرأى العام فى قضية الباعة الجائلين بوسط القاهرة ونقلهم الى منطقة جراج الترجمان. وعاد الباعة الجائلون إلى افتراش الشوارع الجانبية والتى تحيط بمنطقة وسط البلد وشارع 26 يوليو من جديد وما يفعله رجال الأمن ما هو إلا «شو إعلامى» لا أكثر وكان من الأفضل أن توجه الدولة تلك المصروفات فى إقامة سوق حضارى فى منطقة وابور الثلج بعد أن أبدى عدد كبير من الباعة ارتياحهم الى هذا المكان. فقد أكد مصدر مسئول ان الدولة صرفت ملايين الجنيهات فى تلك المشكلة وفى حشد أكثر من 12 ألف جندى وضابط من قوات الشرطة وعدد من السيارات والمدرعات فضلا عن العاملين بعدد من الأحياء. وقال عدد كبير من البائعين ان طيلة السنوات السابقة والتى امتدت الى عشرات السنين ونحن فى هذا المكان دون ان نتعرض الى احد ولن نترك هذا المكان لانه مصدر ارزاقنا ولو تركناه سنموت جوعا وتشرد أسرنا، واكد الباعة ان الشرطة لن تظل دوما فى هذا المكان وسوف نعود وبالفعل حاصر عدد من الباعة الجائلين الشوارع الجانبية المحيطة مما يؤكد ان ما يصرح به محافظ القاهرة بأن الباعة الجائلين تسكن الآن فى جراج الترجمان غير صحيح وأن جولاته داخل الجراج تؤكد خلو الجراج من الباعة إلا عدد قيل جدا لا يتجاوز العشرين بائعا وفى كثير من الأحيان يتركون أماكنهم ليعودا الى المناطق المحيطة بوسط المدينة ليضربوا بقرارات الحكومة والمحافظة عرض الحائط ومازالت تشهد الشوارع الجانبية حالة من الكر والفر بين الباعة الجائلين وقوات الأمن. ومازالت قوات الشرطة وافراد من قوات الأمن المركزى ومدرعاتها منتشرة فى كافة مداخل ميدانى الاسعاف والتحرير وأمام جراج الترجمان، وأكد مصدر أمنى: لن نترك الشارع حتى يعود الى وضعه الحضارى ولن نسمح بعودة الباعة مرة أخرى وإن عادوا سنكون لهم بالمرصاد. ورغم تصريحات المحافظ ونائبه بأنه تم تسليم الباعة الجائلين والبالغ عددهم 800 بائع كمرحلة اولى الأماكن المخصصة لكل منهم بجراج الترجمان بشكل رسمى لضمان حياة كريمة لهم ولأسرهم ليؤكد الباعة الجائلون أنه بالفعل تسلمنا هذه الاماكن ولكن لن نسكنها على الإطلاق. وأكد أحد البائعين اننا لن نترك المكان لأن جراج الترجمان مقبرة لنا ودخلنا يعتمد على زبون الشارع ولن يأتى الينا أحد فى هذا المكان والأمر تحول بيننا وبين قوات الأمن مثل العسكر والحرامية. وهرب عدد كبير من الباعة الجائلين ببضاعاتهم الى الشوارع الجانبية وأكدوا أنهم لن يذهبوا الى مقبرة جراج الترجمان وقالوا: سنظل فى الشوارع ويكون الكر والفر هو مصيرنا وسنتعايش مع مطاردات قوات الأمن وأكد عدد كبير من الباعة الجائلين أن الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى دوما يؤكد لنا أنه يشعر بنا وما صرح به يعبر عنا ويؤكد ما قلناه اليه سابقا إن هذا المكان لا يصلح أبدا وإن تعنت الحكومة ومحافظة القاهرة فى الإبقاء على جراج الترجمان ما هو إلا محاولات يائسة حتى لا تظهر الحكومة أن ما خططت له وما قامت بإنفاقه ما هو إلا فشل وإهدار لكرامة المواطن البسيط الذى يريد أن يعيش حياة نظيفة. وظهرت علامات الفرح والسرور على أوجهه المواطنين بعد أن قامت قوات الأمن بإزالة كافة المخالفات الخاصة بالباعة الجائلين، والتى اتخذت من وسط المدينة مأوى لهم وشوهوا قلب العاصمة، وأكد المواطنون اننا أول مرة بعد أربع سنوات عجاف نشعر اننا فى امان وان القاهرة عادت الينا وتحررت من قبضة الاهمال والبلطجة. واتهم عدد كبير من الباعة الجائلين الحكومة ومحافظ القاهرة بالفشل بعد تصريحات الرئيس السيسى الأخيرة والتى انحاز فيها الى المواطن وهددوا باتخاذ إجراءات تصعيدية فى حالة اصرار الحكومة مطاردتهم وتثبيتهم بالقوة فى جراج الترجمان. ليعاود محافظ القاهرة بتصريحات تؤكد أن نقل الباعة الجائلين الى جراج الترجمان قرار نهائى ولا رجعة فيه، مما يكشف وجود انفصام تام بين القيادة السياسية والمتمثلة فى رئيس الدولة المشير عبدالفتاح السيسى وبين الحكومة المتمثلة فى المهندس ابراهيم محلب ومحافظ القاهرة والذى يرتبط بقاؤه محافظا للعاصمة بحل هذه الازمة والتى تلقى دعما كاملا من رئيس الوزراء، ليضع الحكومة فى أزمة كبرى بعد تصريحات رئيس الجمهورية. ويصر المحافظ على استكمال جولاته التفقدية بمنطقة وسط البلد بشوارع قصر النيل وشريف وميدان طلعت حرب سيرا علي الاقدام لمتابعة رفع آثار التشوهات وتعدي الباعة الجائلين علي الشوارع وترميم وتركيب البلدورات والانترلوك للأرصفة والتخطيط الأرضي للشوارع وإعادة الشيء الي أصله وصيانة وتركيب أعمدة الإنارة وتقليم الأشجار وتهذيبها وإزالة الكتابات البذيئة من علي الحوائط وأعمال الدهانات للبلدورات والأعمدة والتي تقوم بتنفيذها هيئة نظافة وتجميل القاهرة بمشاركة مديرية الطرق بمحافظة القاهرة وعدد من الشركات. واستمع المحافظ خلال الجولة إلي آراء المواطنين وشكرهم لقيادات المحافظة ورجال الشرطة والقوات المسلحة علي تطبيقهم القانون وعودة الأمن والنظام والنظافة بالمحافظة وعودة حق المواطن في شوارع نظيفة خالية من التكدس وبسط هيبة الدولة وأكد المحافظ علي المضي قدماّ في تنفيذ الخطة الموضوعة والتي تهدف إلي إخلاء وسط المدينة من الباعة الجائلين وتسكينهم بأماكن حضارية وناشد المواطنين الالتزام بالقانون، حتي نلحق بركب الدول المتقدمة ونرتقي بوطننا. كما قام المحافظ بتشغيل ستة خطوط جديدة للميكروباص لخدمة جراج الترجمان وذلك بعدما تم نقل أكثر من 2000 من الباعة الجائلين الى هناك على حسب قوله. كما تقرر بدء تسيير السيارات اعتباراً من يوم السبت 30/8/2014 وجار حالياً إعداد وتجهيز مكان مخصص كموقف نهائى لهذه السيارات مجاور مباشرة لجراج الترجمان. وشدد المحافظ علي تطبيق القانون بحزم، واخذ المحافظ الصور التذكارية مع المواطنين ليكمل الصورة فى «الشو الإعلامى» وتناسى أن هناك أسرا لا تجد قوت يومها. ومازال مشكلة الباعة الجائلين تتأرجح بين كر وفر وفي مسلسل العسكر والحرامية، وبين إصرار الحكومة على تحويل هؤلاء المواطنين البسطاء الى مجرمين، رغم تصريحات السيسي التي ترفض أي إهدار لكرامة البائعين وتجويع أسرهم.