السؤال الذى قد يغضب البعض، وقد يثير حفيظة البعض الآخر: هل النخب الحالية التي اعترفت بفشلها وعدم قدرتها على تحمل المسئولية من المتوقع أن تسهم فى تغيير حقيقي للمشهد السياسي والإجتماعى، ما هو المتوقع من نخب لا تجيد سوى دور السنيدة للبطل؟، هل هؤلاء السنيدة الذين كانوا يلعبون نفس الدور أيام الرئيس مبارك والرئيس مرسى ويساندون اليوم الرئيس عبدالفتاح السيسى سوف يشاركون مرة أخرى فى نظام الحكم؟، وهل الشباب الذين يفكرون بنفس الآلية، والذين اختاروا دور السنيدة، قادرون على المشاركة في إدارة البلاد بهذه الذهنية؟، وهل النظام الذي يعتمد على سنيدة وحملة مباخر من الشيوخ والشباب ينتظر منه تغيير المشهد والنهوض به؟، هل مصر بعد إراقة دماء المئات من أولادها سوف تظل حبيسة ذهنية وقدرات شخصيات لا تجيد سوى لعب دور السنيدة؟. الذي يعود إلى تصريحات الشخصيات التي تتصدر المشهد السياسي والإعلامي، سواء كانوا من الشباب أو الجيل الوسط أو كبار السن، يكتشف أنهم رغم اختلاف الأيديولوجية والرؤى والأجندة، قد تحولوا إلى أبواق تروج وتبرر لقرارات وأفعال الرئيس عبدالفتاح السيسى، تماما مثلما كانوا يفعلون مع الرئيس مبارك والرئيس عبدالناصر، وللأسف يتصدر قائمة هؤلاء من يتبنون الفكر اليسارى. والذى يتأمل هذه التصريحات يكتشف بسهولة أنها مازالت تفكر بنفس ذهنية ما قبل ثورة يناير، حتى الشباب الذين ينسبون لأنفسهم تحريك الجماهير ويطنطنون ليلاً ونهاراً فى الصحف ووسائل الإعلام يفكرون للأسف بنفس الذهنية المحفورة فى ذاكرتنا منذ سنوات طويلة، وهى الحاكم البطل الفرد، المخلص القوى الجسور، الديكتاتور العادل، وهذا التفكير أو هذه الآلية الوهمية هي التي تجعلنا نضحي بالدولة والمؤسسات والقانون وحكم الجماعة من أجل البطل المخلص. والذي يعود إلى فترة حكم الرئيس محمد مرسى وعشيرته سوف يتذكر جيدا أن جماعة الإخوان كانت تستبدل شخصيات نظام مبارك بشخصيات من العشيرة، ولم تفكر للحظة في تغيير آلية الحكم، استخدموا نفس الماكينة التى كانت تستخدم فى سنوات الرئيس مبارك، مع تأكدهم أن هذه الماكينة أصبحت متهالكة وقد عفي عليها الزمن، وأن العالم يستخدم ماكينات أحدث وأقوى وأسرع. والذى يتابع عن كثب ما يدور على الساحة السياسية هذه الأيام لا يشد انتباهه أي تغيير أو جديد فى آلية النظام أو فى كيفية اختيار الشخصيات التى تشارك فى تنفيذ وليس فى صناعة القرار، حيث يتم الاختيار من نفس الصندوق الذى كانت تشرف عليه الأجهزة الأمنية منذ سنوات طويلة، أغلب الشخصيات كانت داخل الصندوق القديم الذى تحكم فى مصر لعدة سنوات. هل هذه طبيعتنا التى خلقها الله عز وجل فينا؟، هل هذه هى الثقافة التى تربينا عليها منذ ملايين السنين؟، هل هى خاصة بالمصريين فقط أم ظاهرة إنسانية؟، هل هى خاصة بالأنظمة الديكتاتورية وحدها أم تجدها فى جميع الأنظمة؟، لماذا نختار دائما دور السنيدة؟، لماذا نخاف من المنافسة والمشاركة؟.