«مصائب قوم عند قوم فوائد» مثل مصرى قديم هو حال عروس البحر فى الأونة الأخيرة، نتيجة الظلام الدامس الذى تعيشه المدينة فى عز الموسم الصيفى للانقطاع المتكرر وغير العادى للتيار الكهربائى وتفاوت قوته. رصدت «الوفد» نشاطاً غير عادى لبعض أنواع من التجارة.. انتعشت فى الأونة الأخيرة على انقطاع التيار الكهربائى المتكرر مثال تجارة «مواتير توليدالكهرباء والمصابيح والكشافات والشموع ولمبات الجاز» و«الكلوبات» وحتى اللمبات الصفيح بتاع القرون الوسطي!! عصام سليمان، صاحب محل منتجات كهربائية، قال: إن إقبال المواطنين وخاصة التجار على شراء الكشافات والشاحن الكهربائى زاد بنسبة كبيرة جداً للدرجة التى جعلت عدداً كبيراً من أصحاب المحال وخاصة محال بيع لعب الأطفال، يغيرون نشاطهم إلى بيع الشاحن والكشافات، وأوضح أن الإقبال على شراء الشواحن جعل سعرها يرتفع بنسبة 100٪، ولم تكن موجودة بكثافة لدى محال المنتجات الكهربائية، ولكن الآن تعيش محال الكهرباء فقط على بيعها وتشكل مبيعاتها أكبر نسبة لديهم. الدكتور محمد خميس، أستاذ الطاقة بكلية الهندسة سابقاً، رئيس مجلس إحدى الشركات المتخصصة فى تصنيع وتجميع المولدات الكهربائية، قال: إن احتياجات مصر من القدرات الكهربائية 124 ألف ميجاوات يتم توليد 85 ألفاً منها من المحطات الحرارية سواء التى تعمل بالغاز أو السولار إضافة إلى 12 ألفاً يتم توليدها من السد العالى وخزان أسوان وهى مولدات هيدروليك علاوة على 3 آلاف ميجاوات من الطاقة المتجددة لتصبح مصر بحاجة إلى 24 ألف ميجاوات يتم الحصول عليها من المولدات الكهربائية التى تعمل بالديزل. وتقول عواطف السيد، ربة منزل: اللى أنا أخذته من عهد الرئيس المعزول مرسى هو أنه رجعنى 50 عاماً للخلف لما فشل فى حل أزمة الكهرباء ورجعنا إلى لمبة الجاز وتقول تعودت أن أشعل لمبة الجاز عقب صلاة العشاء بسبب انقطاع الكهرباء عن منزلى الصغير يومياً، وعندما يعود التيار أتركها مشتعلة تحسباً لعودة الانقطاع مرة أخرى. قال عبدالعزيز محمد، موظف، إن انقطاع الكهرباء يؤثر على جميع المشروعات التجارية والصناعية، موضحاً أن توقف الثلاجات عن العمل بسبب انقطاع الكهرباء يؤدى إلى تلف البضائع، خاصة اللحوم ويتسبب فى شلل المكاتب والمنشآت التجارية والبنوك التى تعمل جميعها بالحاسبات الآلية، ويعطل مصالح المواطنين، مما يكبد أصحاب المصانع خسائر فادحة. ويضيف إيهاب على، صاحب مخبز، أن معظم المخابز تعمل آلياً، وبالتالى فإن انقطاع التيار الكهربائى يؤثر على العجين، مما يؤدى إلى إنتاج خبز ردىء جداً، فضلاً عن إهدار كميات كبيرة من العجين، وتقف ماكينات التموين الخاصبة بصرف الخبز مما يسبب من جهة أخرى حدوث مشاكل مع المواطنين وفى بعض الأحيان تقوم الأهالى بالتشاجر مع أصحاب المخابز والتعدى عليهم بالضرب لأننا نرفض صرف الخبز بدون بطاقة لتوقف الماكينات. قال عبدالمنعم سعيد، موظف: بسبب انقطاع الكهرباء فقدنا مولد «شقيقى» الذى كان لم يتجاوز من العمر أيام بالحضانة التى يوجد فيها بأحد المستشفيات الخاصة، ولن نستطيع أن ندفع الآلاف للمحامين لرفع قضية وعلى مين حنرفع ولم نجد أمامنا غير: حسبى الله ونعم الوكيل. وأضاف مكرم محمد، صابح محل بقالة، أن أصحاب محال البقالة هى أكثر الفئات المتضررة أنه تعرض لخسائر فادحة بسبب انقطاع الكهرباء المستمر، حيث تم إتلاف مواد غذائية ولحوم ودواجن بأكثر من 50 ألف جنيه، كما أن عودته المفاجئة يؤدى إلى احتراق الأجهزة الكهربائية بالكامل، ونقوم بإلقاء الأطعمة ومنتجات الألبان على الأرض.