ناقشت مجلة (تايم) الأمريكية، في مقال، وجهتي نظر متعارضتين، تشبه إحداهما مروان البرغوثي، المناضل الفلسطيني المسجون في إسرائيل، بنيلسون مانديلا، الزعيم الجنوب الأفريقي الشهير، بينما تشبهه وجهة النظر الأخرى بالزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وأوضح كارل فيك، كاتب المقال، أن البرغوثي يعرف في فرنسا بلقب "نيلسون مانديلا الفلسطيني"، وبأنه السجين المسلح العاشق للكتب. بينما في الضفة الغربية وغزة يعتبره الكثيرون خليفة عرفات، حتى إن الاستطلاعات تظهره دائما المرشح الأقرب لنيل رئاسة السلطة الفلسطينية، بينما تعتبره إسرائيل قاتلاً أودى بحياة الكثيرين، فاستحق أن ينال خمسة أحكام بالمؤبد من وجهة نظرهم لأنه أرسل انتحاريين إلى سوق سمك في تل أبيب وسوق تجارية في القدس. ونقلت مجلة التايم مضمون رسالة خطية من مروان البرغوثي، جاء فيها: "إن الأولوية في ظل الظروف الحالية هي للمقاومة السلمية. ولأكثر من خمس سنوات أوقفت الفصائل الفلسطينية عملياتها المسلحة ما عدا ما يكون بغرض الدفاع عن النفس. وعند هذه النقطة يعطي الفلسطينيون أولوية للجهود الدبلوماسية والسياسية والمقاومة السلمية والعزل الدولي لإسرائيل من أجل تحقيق الحرية والاستقلال". وأضاف البرغوثي أن العنف الذي لجأ إليه الفلسطينيون كان اضطراراً أجبرتهم عليه إسرائيل والدليل على هذا أن الانتفاضة الفلسطينية قد قمعتها آلة العنف الإسرائيلية التي أدت إلى مقتل مئات الفلسطينيين. وأضافت الصحيفة أن اسم البرغوثي من بين الأسماء التي تريد حماس الإفراج عنها مقابل جلعاد شاليط رغم أنه علماني وينتمي لفتح، لكنه مشهور بأنه محبوب من الجميع لأنه يتسامى على الخلافات الفلسطينية-الفلسطينية ويعمل دور الوسيط الذي يجمع ولا يفرق. وقد كان البرغوثي يتنافس على منصب الرئيس خلفاً لعرفات بينما كان وراء القضبان منذ ست سنوات ثم انسحب لصالح محمود عباس الذي يفضله الغرب. وقد انسحب البرغوثي لإيمانه بقوة عباس في التفاوض وأهمية استراتيجية التفاوض التي يتبعها تجاه إسرائيل لإنهاء الاحتلال وبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية التي يقوم بها بجهد كبير وممتاز رئيس وزراء السلطة الفلسطينية سلام فياض. وقد أصر عباس البالغ من العمر 76 عاماً على أنه لن يترشح مرة ثانية لمنصب الرئيس خلال هذا العام. ونقلت المجلة قول الروائي الإسرائيلي عموس أوز أن البرغوثي أكثر براجماتية من عباس وفياض. ويقول أوز إن ثمة تشابهاً واختلافاً بين مانديلا والبرغوثي. صحيح أن مانديلا أنشأ الجناح المسلح للاتحاد الوطني الأفريقي قائلاً :إن عدم العنف له حدوده، لكنه لم يزعم ولو مرة أن القتل هو الطريقة الوحيدة لتخليص جنوب أفريقيا من التمييز العنصري بخلاف العنف الذي تبناه البرغوثي على حد تعبير الروائي الإسرائيلي. لكن أوز اعترف بأن مناحم بيجين نفسه قد قام من خلال المقاومة المسلحة السرية بتفجير منشآت الحكومة البريطانية في فلسطين في الأربعينيات من القرن الماضي واعترف بأن كثيرين من زعماء دولة إسرائيل كانوا يتبنون العنف. وختمت المجلة بأن تشبيه البرغوثي بعرفات أقرب إلى الدقة.