هو أب نزع الله من قلبه الحنان وجعله وحشاً فى صورة إنسان, لا يضحك للأشياء التى يضحك لها الإنسان الطبيعى ولا حتى يبكى على عزيز أو غال, أراد الله له أن يكون إنساناً بلا قلب, وفى لحظة تربص شيطانى تحول إلى قاتل لأقرب الناس إلي قلبه, قد يكون هذا الرجل الآن نادماً على قتله لفلذة كبده الطفلة الجميلة التى لم يتجاوز عمرها ثلاثة عشر عاماً, زهرة بريئة, تعيش حياتها مثل جميع الأطفال تتصرف ببراءة وعفوية, تضحك لمن يضحك لها وتبكى لبكاء الأطفال, وتزهو بنفسها مثل كل البنات, هذه الطفلة البريئة عذبها والدها القاتل حتى الموت, قام بقص شعرها وأزال حاجبيها بطريقة سادية متوحشة, ولم يتركها إلا جثة هامدة. جريمة المجنى عليها أنها طفلة تزهو بنفسها وتريد أن تعيش سنها, ولكنها ارتكبت جريمة شنعاء من وجهة نظر قاتلها, الأب المتوحش, الطفلة تحدثت مع ابن الجيران فى مدخل المنزل, جريمة ترتكبها كل لحظة بنات كل الأحياء, ولكنهن يفلتن بجريمتهن البشعة!.. لأن آباءهن ليسوا مثل هذا الأب, وعقليتهم ليست كعقلية هذا المتخلف, الطفلة الجميلة التى كانت تخطو أولى خطواتها نحو الحياة, وإلى عالم الأنوثة الكامنة فى نفس كل صبية, منذ أن ولدت وهى تلعب بالعروسة اللعبة, تغنى لها وتضفر شعرها كل صباح وتبكى لاختفائها وتبحث عنها فى كل أرجاء الشقة ولا ترتاح إلا وهى فى حضنها, تشاهد أفلام الكرتون والبطل المغوار الذى يدافع عن حبيبته ويتصدى لكل الأشرار الذين يحاولون النيل منها, ويغضب لغضبها ويفرح لفرحها ولا ينشغل بغيرها, ككل صبية تحلم بفستان الفرح وكوشة الزفاف, لم ترتكب إثماً ولم تسرق ذهباً ولم تهرب مع زميلها كما أنها لم تضبط متلبسة بالجرم المشهود, هى فقط وقفت تتحدث مع ابن الجيران فى حوش منزلها!.. وهى فى عرف والدها تاجر الأعلاف جريمة كافية لقصف عمرها, فقام فى لحظة غاب فيها عقله لخوفه على شرفه من شبح مجهول لا يوجد إلا فى أوهامه بطرد زوجته حتى يخلو بطفلته, وبطريقة سادية مخيفة, قام بحلق شعرها لإذلالها وحتى يمحو من ملامحها تاج جمالها ولم يكتف بإزالة حاجبيها، فقام بضربها وهو فى قمة الغضب حتى لفظت المسكينة آخر أنفاسها. لم يرق قلب الأب الذي انقلب إلي وحش إلي توسلات الطفلة، وأن يعفو عنها ويكتفى بما نالها من تعذيب وإهانات واعترافها له بأنها فعلاً أخطات عندما تجرأت ووقفت مع ابن الجيران فى مدخل المنزل, ولكن الغضب الأعمى سيطر على مشاعر الأب وزاده قناعة بخطأ فلذة كبده, حتى وقعت الواقعة التى هزت عرش الرحمن, خرجت روح الطفلة من جسدها, وتحول الأب لقاتل, وضحيته أجمل بضاعته, التى حباه الله بها, ولكنه ضحى بها لمرض فى قلبه وخوف لا يوجد إلا فى عقله! وكانت مدينة المحلة على موعد مع هذه الجريمة التى هزت مشاعر أبنائها وأثارت غضبهم من هذا الأب الذي تحول إلي وحش ضار ليقتل فلذة كبده بعد وصلات من التعذيب التي لم تتحملها هذه الطفلة الرقيقة. كان اللواء أسامة بدير مدير أمن الغربية قد تلقى بلاغاً من العقيد هيثم عطا مدير المباحث الجنائية فرع المحلة بقيام أمل. م (48 سنة – ربة منزل) مقيمة بدائرة القسم بتحرير محضر أفادت فيه قيام زوجها أحمد. ش (42 سنة – تاجر أعلاف) بطردها من المنزل والتعدي بالضرب علي نجلتهما حنان (13 سنة - طالبة بالاعدادي) لشكه في سلوكها وأنها علمت بوفاتها نتيجة تعديه عليها بالضرب. وانتقل العقيد محمد فتحى وكيل إدارة البحث الجنائى لمنزل المتهم وتبين صحة البلاغ وعثر على جثة الطفلة وبها إصابات بالفم وكدمات بالصدر والظهر والساعد الأيسر، كما تبين إزالة حواجب الضحية وجزء من شعر رأسها وتم التحفظ علي الجثة بمشرحة مستشفي المحلة العام، وتم ضبط الأب المتهم واعترف بارتكاب الواقعة، وقرر قيامه بتأديب نجلته نظراً لشكه في سلوكها وأنها اعترفت له بوقوفها مع زميلها بمدخل المنزل.