نجحت الجهود المصرية فى التوصل الى تهدئة بين حماس واسرائيل في اليوم الثامن والعشرين من الحملة العسكرية الاسرائيلية « الجرف الصامد» على القطاع والتي اسفرت منذ 8 يوليو الماضى عن أكثر من 1850 شهيدا فلسطينيا واكثر من9 آلاف جريح معظمهم من المدنيين. فيما قتل من الجانب الاسرائيلي 64 جنديا و3مدنيين احدهم عامل اجنبي. واعلنت القاهرة عن التهدئة فى وقت متأخر من مساء أول أمس الاثنين، وقال مسئول رفيع المستوى إن «اتصالات مصر مع مختلف الأطراف أدت إلى التزام بتهدئة تستمر 72 ساعة في غزة، إضافة إلى الاتفاق على أن تحضر بقية الوفود إلى القاهرة لإجراء مفاوضات أكثر شمولا». وأكد رئيس الوفد الفلسطيني في القاهرة «عزام الأحمد» أن الوفد وافق على المقترح المصري بوقف لإطلاق النار لمدة 72 ساعة يبدأ الثامنة صباح أمس الثلاثاء، وبعدها تبدأ المفاوضات غير المباشرة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل تثبيت وقف إطلاق النار. وقال «زياد نخالة» نائب الأمين العام لحركة الجهاد «نحن مقبلون على وقف لإطلاق النار في الساعات المقبلة». وأضاف «نحن متمسكون بمطالبنا المتمثلة في وقف العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار كليا عن قطاع غزة». وتابع «لقد اتفقنا على أن معبر رفح قضية مصرية فلسطينية مصرية». وانسحبت قوات الاحتلال الاسرائيلي بأكملها من قطاع غزة وذلك بعد دخول التهدئة حيز التنفيذ في الساعة الثامنة صباحاً لمدة ثلاثة أيام. ودبت الحركة في غزة وبدا الوضع هادئا ولم يسجل أي خرق للتهدئة التي تمتد ل3 أيام، فيما توالت المواقف المرحبة بالاتفاق الذي أوقف العدوان الإسرائيلي . ونزل سكان القطاع إلى الشوارع للتزود باحتياجاتهم، فيما بدأت الجهود لانتشال الجثث التي ردمت تحت الأنقاض بعد أن منع القصف المتواصل عمال الإغاثة من الاقتراب من مواقع تعرضت للقصف في وقت سابق. وتمكنت طواقم الإسعاف والدفاع المدني الفلسطينية من انتشال عدد من الجثث من المنطقة الشرقية في مدينة رفح بعد انسحاب قوات الاحتلال من المنطقة التي اجتاحتها قبل 5 أيام. وعاد مئات الآلاف من الذين شردهم القتال إلى بلداتهم، ودخل نازحون بلدة بيت حانون في شمال قطاع غزة في عربات تجرها الحمير. وقبل دقائق من بدء العمل بالتهدئة تعرضت مناطق مختلفة من قطاع غزة لغارات شنها الطيران الاسرائيلي فيما سقطت صواريخ اطلقتها حماس على حوالى عشر مدن اسرائيلية .وقال الجنرال»، موتي الموز» المتحدث باسم القوات الاسرائيلية «كان هناك عدد من القوات في الداخل...ولكنها غادرت باكملها» من القطاع. وكان المتحدث باسم الجيش بيتر ليرنر قال للصحفيين ان قواته ستنتشر خارج قطاع غزة في مواقع دفاعية (في اسرائيل) فور دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ». غير ان المتحدث حذر من انه سيرد على اي هجوم انطلاقا من غزة. واعلن «سامي ابو زهري» المتحدث باسم حماس «أن التهدئة دخلت حيز التنفيذ عند الساعة الثامنة صباحا والفصائل الفلسطينية تؤكد التزامها وندعو الاحتلال للالتزام وعدم العودة لخرقها». ومن المتوقع أن يتوجه وفد إسرائيلي خلال الساعات القليلة المقبلة إلى القاهرة للمشاركة في المفاوضات حول التوصل إلى هدنة دائمة، كما اعلنت المتحدثة باسم الخارجية الاسرائيلية «أميرة أورون». ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس بالتوصل إلى التهدئة، ودعا إلى احترامها،وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» بالاتفاق على التهدئة، وطالب في بيان كلا من حماس و إسرائيل بالبدء في أسرع وقت ممكن بمفاوضات في القاهرة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وأوضح أن الأممالمتحدة مستعدة لتقديم كل الدعم للجهود الرامية لتسوية النزاع.