شهد موسم عيد الفطر المبارك منافسة شرسة بين 5 أفلام سينمائية، لنجوم اعتادوا خوض السباق السينمائى بشراسة، مثل الفنان كريم عبدالعزيز وأحمد حلمى وياسمين عبدالعزيز، وبالرغم من وجود هذه الأسماء على أفيشات الأفلام، فإن شباك التذاكر كانت له الكلمة الأولى والأخيرة، حيث تصدر فيلم «الحرب العالمية الثالثة» الإيرادات بطولة الثلاثى هشام ماجد وأحمد فهمى وشيكو، والمركز الثانى «الفيل الأزرق»، وتراجع حلمي إلي المركز الثالث، وياسمين عبدالعزيز الرابع، وفيلم «عنتر وبيسة» في ذيل القائمة. عن أسباب نجاح وفشل هذه الأعمال تحدثنا مع عدد من النقاد المتخصصين، حيث قال الناقد طارق الشناوى: الإيرادات لن تعلن بشكل رسمى، ولكن أفضل فيلم فنياً علي مستوي الفكرة والمعالجة والسيناريو والمؤثرات وجميع العناصر هو «الفيل الأزرق»، فمن وجهة نظرى أنه به إبداع حقيقي وقفزة سينمائية، فله حث فكري وفني وجماهيرى، وجزء التشويق متوفر به والعلاقات بين الشخصيات متشابكة، مما يوفر به كل العناصر الجماهيرية التي تجعل المشاهد يذهب إلي شباك التذاكر ودخوله. وبالرغم من أن العمل مأخوذ عن رواية بنفس الاسم فأعتقد أن الفيلم ارتفع بالرواية، لأن به تشويقاً بصرياً مجسداً بشكل رائع وجديد والتمثيل كان جيداً، وكانت العمل هو نفسه من كاتب الرواية مما يعطيه الميزة التي طالب بها نجيب محفوظ تلاميذه في أن يتعلموا كتابة السيناريو، لذلك فإن نجاح «الفيل الأزرق» مطلق ويضعه في مكانة خاصة. وأضاف الشناوى: أما فيلم «الحرب العالمية الثالثة» فهو فيلم «روش» الخط الرئيسى للعمل مأخوذ عن الفيلم الأجنبى Night at the Museum لكن الثلاثى هشام وفهمي وشيكو وضعوا خيالاً آخر لشكل الفيلم، مما جعله عصرياً في الضحكة و«النكتة»، فهو عمل مقدم لشباب هذا الجيل، وإذا شاهده رجل كبير في السن أو ممن لا يدخلون علي الإنترنت فلن يفهم جزءاً كبيراً من الأفيشات التي يستخدمونها فهو عمل ليس له طموح علي عكس فيلم «الفيل الأزرق» الذي سيعيش مع الجمهور. أما فيلم «عنتر وبيسة» فهو الأسوأ علي الإطلاق، وحاول المنتج استغلال وجود صافيناز وإعطاءها مساحة كبيرة على الشاشة مع توليفة من الكوميديانات انتهى عمرهم الافتراضى، لذلك فهذا العمل هو الأسوأ على الإطلاق، بينما تجد ياسمين عبدالعزيز في فيلم «جوازة ميرى» الذي يعد أسوأ اختياراتها بالرغم من وجود اسم مخرج كبير مثل وائل إحسان، فياسمين تظهر مفتعلة ويظهر أمامها اثنان ليس لهما مقومات الفنان الكوميدى وهم حسن الرداد وكريم محمود عبدالعزيز ونصيحتى لهما أن يبتعدا عن الكوميديا، وخاصة الثاني فليس معنى أن محمود عبدالعزيز ممثل كوميدى فيكون لابنه نفس الكاريزما. وواصل الشناوى حديثه قائلاً: أما أحمد حلمى فخرج من معركة خاسرة بالتليفزيون في مسلسل «العملية ميسى» وعلي المستوي الإخراجى كان متواضعاً جداً ومخيباً للآمال، لذلك فهو فيلم متوسط القيمة، وإذا لم يكن أمامه فيلمان مثل «الفيل الأزرق» و«الحرب العالمية الثالثة» كان من الممكن أن يختلف الأمر، ولكن علي «حلمى» أن يحذر ويعلم أن السينما تعطي الممثل الكوميدى فرصتين وبعدها يحل محله نجم آخر وهذه كانت الفرصة الثانية لحلمى. الناقدة خيرية البشلاوى قالت: «الحرب العالمية الثالثة» تفوق علي منافسيه بسبب الجرعة الكوميدية الكبيرة التي يقدمها، فهو عبارة عن مجموعة اسكتشات مجمعة، مستوحي من الفيلم الأجنبى Night at the Museum وكانت المفاجأة أنه إنتاج السبكى ويقدم عكس المحتوى الذي اعتدنا عليه من أفلامه، فهو عمل لم يكن به ابتذال، ويقدم جرعة كوميدية مختلفة مما يرضي رغبات جمهور العيد. وأضافت: فالعمل مكلف جداً وبه جميع معطيات الترفيه وتم تنفيذه بشكل جيد، ومن أهم عناصر نجاحه أنه لا يدعى قضية أو «يتزحلق» علي الجمهور، وهذا ما يحتاجه مشاهد السينما، وسبق أن قدم الثلاثى فهمي وهشام وشيكو أعمالاً كوميدية خفيفة، فهو نوع جيد من التسلية به طموح، والجمهور يحتاج ذلك. قالت الناقدة ماجدة موريس: الظروف في الفترة الأخيرة بالشارع المصرى متغيرة، ومن الطبيعي بعد مرور 3 سنوات المواطن كانت أعصابه مشدودة فكان من الطبيعي أن يبحث عن أعمال بها جزء كبير من الكوميديا والفانتازيا، للخروج من الحالة التي مر بها، وهذا ما كان متوافراً بفيلم «الحرب العالمية الثالثة»، ولكن لا نستطيع أن ننسي أن احتلال فيلم «الفيل الأزرق» المركز الثاني يدل علي وجود شرائح جديدة من الجمهور بعيدة عن جمهور العيد تبحث عن السينما، مما يدل على عودة السينما مرة أخرى. وأضافت: وجود أحمد حلمي في المركز الثالث غير مقلق بالمرة، لأنه له جمهوره القديم الذي يبحث عن أفلامه، لذلك عناصر النجاح والفشل في إيرادات العيد غير نهائية، بل سيظهر خلال هذه الأيام، ونرى من يستطيع الاستمرار، أما ياسين عبدالعزيز فهي تكرر نفسها مما يجعلها في ذلك المركز، وبالرغم من أن الجمهور يحتاج إلى الكوميديا فإنه يحتاج إلي التجديد والابتكار والإبداع، فأهم ما يميز أفلام السينما التجديد، مما يجعل المشاهد لا يستكمل مشاهدة الفيلم أحياناً. وعن فيلم «عنتر وبيسة» قالت: هذا العمل لا يوجد به أي مقومات النجاح وسط هؤلاء النجوم، فمحمد لطفى فنان سنيد لا يستطيع تحمل مسئولية بطولة فيلم بشباك تذاكر، وكان اعتماد المنتج بشكل أكبر علي صافيناز في جلب الجمهور، وهذه العناصر وسط موسم قوي به هؤلاء النجوم ما لابد أن يتراجع، بجانب أن الجمهور ذوقه تغير وأصبح لا يريد هذا النوع من الأعمال. ومن جانبه قال الناقد على أبوشادى: الحكم علي أي عمل في العيد سيكون خاطئاً لأن جمهور العيد جمهور خاص جداً لا يمكن الاعتماد عليه على الإطلاق في تقييم الأعمال، لأن هذا الجمهور في العيد يبحث عن الأعمال الكوميدية اللطيفة، وأصحاب فيلم «الحرب العالمية الثالثة» اعتمدوا من البرومو علي إظهار الجانب الخفيف المضحك الذي يتناسب مع جمهور الموسم، والنتيجة الحقيقية ستظهر بعد العيد على أفكار جديدة طازجة، والجمهور عندما يذهب إلي دور العرض ويجد العمل الذى يريده مكتمل العدد، فيضطر إلي دخول عمل آخر به أماكن متاحة، والجمهور كان في حاجة إلي الخروج من الكبت الذي تعرض له السنوات الماضية، وكانت النتيجة تصدر فيلم «الحرب العالمية الثالثة» لشباك الإيرادات وتراجع فيلم حلمي الذي ينتمي إلي نفس النوع من الكوميديا، وأعتقد أن جمهور حلمي سوف يغير ترتيب الأفلام بعد العيد.