استقبل مطار القاهرة الدولي أمس رحلة مصر للطيران رقم 3209 ، وعلى متنها 319 راكبًا ، وتم فحص العائدين أمنيا بواسطة عدة جهات سيادية للتأكد من هويتهم، وعدم وجود أي أحكام قضائية عليهم ، وتمت مناقشتهم عن الأوضاع الدائرة في ليبيا ، خوفا من اندساس أي عناصر بينهم كما وصلت رحلة مصر للطيران رقم 3203 إلى مطار القاهرة الدولى وعلى متنها 261 راكبا مصريا من العاملين الفارين من ليبيا، وكذلك رحلة طائرة الخطوط الليبية القادمة من مدينة الأبرق الليبية وعلي متنها 8 مصريين و111 ليبيا ، حيث تم إنهاء إجراءات وصول جميع الركاب ودخولهم إلى القاهرة بعد الفحص والتأكد من سلامة اوضاعهم. وكانت طائرات الجسر الجوي التابعة لشركة مصر للطيران ، قد أقلعت من مطار القاهرة علي فترات متتابعة ، بناء علي تنسيق بين وزارتي الخارجية والطيران المدني مع السلطات التونسية ، وذلك لسرعة عودة المصريين الذين وصلوا إلى الحدود التونسية الليبية هربا من القتال الدائر في ليبيا. من ناحية أخري غادرت مطار القاهرة الدولي عصر أمس طائرة من طراز الإيرباص 340 رحلة رقم 3213 والتي تتسع لعدد 260 راكبا متجهة الى مطار جربا التونسي لنقل باقي العالقين عبر معبر «رأس جدير» على الحدود الليبية التونسية الذين غادروا المعبر متوجهين إلي مطار جربا ، ومن المتوقع تشغيل 5 رحلات بسعة 1355 راكبا قابلة للزيادة حسب تغيرات الموقف والتنسيق المستمر مع السلطات التونسية ناشد العائدون من جحيم الاشتباكات الدامية داخل الأراض الليبية ، السلطات المصرية تكثيف الرحلات الجوية لإنقاذ المصريين العالقين علي المنطقة الحدودية رأس جدير ، وذلك بعد قيام الميليشيات الليبية المسلحة بالاعتداء عليهم بطرقة عشوائية لإجبارهم علي اقتحام الحدود التونسية، مما تسبب في إحداث إصابات كثيرة بين المصريين النازحين الأمر الذي يهدد حياتهم كما أثني العائدون علي الدور الكبير الذي تقوم به السلطات المصرية والتعاون الواضح بين الأجهزة المختلفة في الدولة لإنقاذ حياتهم والحفاظ عليها من جحيم الاشتباكات الدامية التي تشهدها ليبيا وطالت جميع من أعلي أرضها. قال خالد حسين من محافظة الفيوم يعمل بالعاصمة الليبية طرابلس، تعرضنا لمعاملة سيئة داخل ليبيا بعد اشتعال المصادمات بين الفصائل الليبية بطرابلس وبنى غازى، ما دفعنا لمغادرة أماكن إقامتنا وفشلنا فى العودة لمصر عن طريق الحدود المصرية الليبية فتوجهنا إلى الحدود التونسية لأنها أكثر أمانا ، وقمنا بدفع كل ما نملك من أموال من أجل الخروج إلى تونس. وأكد وجود آلاف من المصريين العالقين فى منفذ رأس جدير الليبى لا يستطيعون دخول تونس ، بخلاف عشرات الآلاف الآخرين الذين لم يستطيعوا الخروج من ليبيا. وقال فتحي نصرالله من محافظة المنيا وأحد العائدين في بني غازي ، وصلنا إلى الحدود التونسية عبر منفذ رأس جدير ، وهى منطقة صحراوية صعبة ، وتعرضنا لأسوأ معاملة من جانب السلطات الليبية علي المنطقة الحدودية وتم الاعتداء علينا وهناك أشخاص أصيبوا إصابات خطيرة من شدة الاعتداءات العشوائية عليهم ، ثم دخلنا الحدود التونسية بعد تنسيق السلطات المصرية مع نظيرتها التونسية وتم نقلنا عن طريق أتوبيسات إلى مطار جربا ومنه إلى مطار القاهرة وأشار نصرالله إلى أن عدد المصريين المنتظرين فى المنطقة الحدودية التونسية وصل حتى الآن لأكثر من 10 آلاف، وطالب الرئيس عبد الفتاح السيسى بالتدخل وتكثيف الرحلات لسرعة نقلهم. وقال عبدالباسط حمدان من محافظة سوهاج: اعمل فى طرابلس منذ سنوات ، تعرضنا لحالات سرقة ونهب داخل الاراضي الليبية ، وعشنا أسوأ أيام على الحدود الليبية التونسية، مضيفا: منذ 5 أيام ونحن لا نجد الماء ولا الطعام، والمصريون هناك يعانون أشد المعاناة . ويقول ناجح عبدالله من البحيرة ، إن السلطات الليبية تعاملهم بشكل سيئ وهناك محاولات منهم لإجبار المصريين علي اختراق الحدود التونسية لإشعال الأزمة وتعريض حياتهم للخطر ، وطالب بضرورة إرسال العديد من الطائرات لنقل العالقين هناك. وأوضح سالم محمود عامل من محافظة أسيوط ، أنهم تعرضوا للضرب من الميليشيات الليبية التى كانت تهاجمهم بمساكنهم وتسلبهم كل ما يملكون من أموال وهواتف محمولة وأجهزة كهربائية، لافتا إلى أنهم عادوا للقاهرة بدون أموالهم أو حقائبهم التى استولت عليها الميليشيات المسلحة. وطالب محمود بإعطاء كبار السن والأسر الأولوية في مغادرة الحدود بسبب الطبيعة القاسية وسوء المعاملة الذي يتعرضون اليها . وأكد الطيار حسام كمال، وزير الطيران المدنى ، أن إجمالي عدد المصريين الذين تم نقلهم حتى الآن من مطار «جربا» التونسي وصل إلى 1796 شخصا . وأضاف كمال انه أقلعت أمس 5 رحلات جوية بسعة 1355 راكباً قابلة للزيادة بالتنسيق بين وزارتي الخارجية والطيران المدني مع السلطات التونسية ، لنقل المصريين العالقين ، وذلك بعد اكتمال وصول الأتوبيسات التي أقلت المصريين للمطار ومغادرتهم معبر «رأس جدير» على الحدود الليبية التونسية، لتصل الطائرات تباعاً وأضاف أنه تتم متابعة مستمرة عبر وزارة الخارجية لأعداد المصريين على الحدود الليبية التونسية، والتى تقوم بدورها بالتنسيق مع وزارة الطيران لتشغيل رحلات جوية تناسب أعداد النازحين. وأكد «كمال» أنه يتم تخطيط جدول الرحلات بالتعاون مع وزارة الخارجية والسلطات التونسية ، بحيث يسمح بتوافر أكثر من طائرة مصرية علي مدار اليوم علي أرض مطار جربا التونسي لنقل اكبر عدد ممكن يومياً حتي يتم إجلاء جميع المصريين العالقين علي الحدود التونسية الليبية .