أحاط الغموض أمس بمصير المفاوضات التي دعت إليها مصر بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لتثبيت وقف اطلاق النار ورفع الحصار عن قطاع غزة. باتت المفاوضات مهددة بالإلغاء، أو الانعقاد بحضور الطرف الفلسطيني فقط، بعد تردد أنباء عن رفض المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشئون الأمنية والسياسية، ايفاد بعثة اسرائيلية إلي القاهرة للمشاركة في المفاوضات. بينما كان مقرراً قبل مثول «الوفد» للطبع مساء أمس، وصول الوفد الفلسطيني الموحد الذي شكله الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وكان سامح شكري وزير الخارجية، قد أكد أن المفاوضات مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي مازالت قائمة، وأن «وزارة الخارجية لم تتلق رسمياً اعتذاراً أي من الطرفين عن إجراء المفاوضات». وأضاف سامح شكري، أن الجانب الاسرائيلي لم يبلغ الخارجية المصرية رسمياً بالاعتذار عن المفاوضات التي تم الاتفاق علي اجرائها أثناء الهدنة الانسانية. وقال وزير الخارجية إن «مصر تتوقع التزام الطرفين الكامل بما جاء علي لسان سكرتير عام الأممالمتحدة بان كي مون بوقف إطلاق النار قبل بدء عملية التفاوض». ونفي سامح شكري ما تردد حول إبلاغ القيادة المصرية لقيادات حركة «حماس» بأن إسرائيل اعتذرت عن عدم المجيء للقاهرة لعقد جلسات التفاوض بشأن وقف العدوان الاسرائيلي علي غزة. وأضاف أن وزارة الخارجية المصرية تلقت تأكيدات من الجانب الفلسطيني بالمشاركة في مفاوضات القاهرة. وفي واشنطن.. قال بيان لوزير الخارجية الأمريكية جون كيري، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إن وفدين إسرائيليا وفلسطينيا سيسافران علي الفور إلي القاهرة من أجل المفاوضات مع الحكومة المصرية للتوصل إلي هدنة دائمة. لكن مصدراً سياسياً إسرائيلياً كشف بعد ذلك أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشئون الأمنية والسياسية قرر عدم إيفاد بعثة إسرائيلية إلي القاهرة للتفاوض حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقال المصدر في تصريحات له نقلتها الإذاعة العامة الإسرائيلية «إن حركة حماس أثبتت عدم مسئوليتها وعدم مصداقيتها من خلال الأحداث الأخيرة»، مضيفاً أنه آن الأوان أن يدرك ذلك المجتمع الدولي أيضاً. وأوضح المصدر الإسرائيلي أن تل أبيب بصدد استكمال عملية «الجرف الصامد» بالشكل الذي تراه مناسباً، وستفعل كل ما هو مطلوب للدفاع عن مواطنيها. وكان الوفد الفلسطيني قد توجه أمس لمصر عبر الأردن، وأشار مصدر مطلع إلى أن القيادات المتواجدة بقطاع غزة من المحتمل عدم تمكنها من التوجه إلى القاهرة نظرا للأوضاع الصعبة التى يشهدها القطاع، موضحا أن هناك أعضاء من الوفد متواجدون بطبيعة الحال بالقاهرة، وسوف ينضمون إلى الوفد المتوجه إلي القاهرة اليوم. واوضح مسئولون فلسطينيون أن الوفد الفلسطيني في محادثات القاهرة سيضم ممثلين من حماس وحركتي فتح والجهاد الإسلامي، وممثلين عن عدد من الفصائل الأخرى. ويضم الوفد المتوجه للقاهرة بناء على دعوة جمهورية مصر العربية وبتكليف من الرئيس أبومازن ، كلًا من: عزام الأحمد رئيساً للوفد «فتح» ماجد فرج رئيس المخابرات العامة «فتح» موسى أبو مرزوق «حماس» خليل الحية «حماس» عزت الرشق «حماس» محمد نصر «حماس» عماد العلمى «حماس» بسام الصالحى «حزب الشعب» قيس عبدالكريم «أبوليلى»، «الجبهة الديمقراطية» زياد نخالة «الجهاد الإسلامي» خالد البطش «الجهاد الإسلامي» ماهر الطاهر «الجبهة الشعبية». من جهته، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس الوفد عزام الأحمد إن وفد حماس لم يتمكن من مغادرة غزة، نظرا لتأزم الأوضاع الأمنية. وأكد مسئول كبير في وزارة الخارجية المصرية أن القاهرة تتوقع أن يوقف الجانبان إطلاق النار قبل انطلاق المفاوضات. وقال بسام الصالحي، عضو الوفد الفلسطيني إن الوفد جاهز لمفاوضات فورية مع إسرائيل بوساطة مصرية. وتابع: «نتوجه إلى القاهرة بموقف متماسك وسنتحرك وفق خطة عمل واضحة». واضاف: «خطتنا هي الوصول إلى فك الحصار عن غزة والبحث في نقاط أكثر تحديدا». وتحدث الصالحي عن النقاط التي وردت في الملاحظات التفسيرية الفلسطينية على المبادرة المصرية وتشمل فتح المعابر وإلغاء الشريط الأمني والسماح بالصيد البحري على عمق 12 ميلا بحريا، وإطلاق سراح أسرى صفقة شاليط الذين أعيد اعتقالهم أخيرا وإطلاق سراح أسرى الدفعة الرابعة الذين اتفق عليهم أثناء المفاوضات مع الإسرائيليين ولم يجر الإفراج عنهم. وأوضح الصالحي أن مصر هي التي ستشرف وتدير المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. ويفترض أن تتوسط مصر بين الطرفين وتمارس صلاحياتها على الأطراف لحين الوصول إلى اتفاق. وفي المقابل، يطرح الإسرائيليون كذلك شروطا من ضمنها تدمير الأنفاق وسحب سلاح حماس وإيجاد آلية لمنع تهريب الأسلحة والأموال إلى غزة ووجود فلسطيني رسمي على معبر رفح وليس من حماس. وستكون الطلبات الفلسطينية والإسرائيلية محل نقاش وجدل كبيرين. وأكد الصالحي أن جهودا تبذل من أجل إقناع إسرائيل بالعودة إلى الهدنة الإنسانية في غزة. وقال الصالحي إن الجانب الفلسطيني بكل أطرافه بما في ذلك حماس ما زالوا ملتزمين بالتهدئة. واتهم إسرائيل بخرق التهدئة. وقال إنهم طالما يريدون العمل داخل القطاع فعليهم أن يتوقعوا مقاومة. وأضاف: «إذا كانت إسرائيل جادة في التهدئة فعليها وقف كل الأنشطة العسكرية».