ماذا تفعل لو وجدت أحد أقسام الشرطة يستدعيك للتحقيق معك ؟.. وهناك تعرف أن الذى حرر محضرا ضدك.. ميت؟ وماذا تفعل أيضا إذا وجدت هذا الميت يستمر في تحرير محاضر أخرى يتهمك فيها بضربه والاعتداء عليه مؤكدا كلامه بالتقارير الطبية ..؟ حرب مع المرحوم! هذا بالضبط ماحدث مع اعتماد محمد القاشوطى ، آنسة فى العقد السادس من العمر ، التعبير الذي ارتسم على وجهها يوحى بتعرضها لظلم شديد وقهر واضح ينطق به عبوس وجهها وذبول عينيها وانحناء ظهرها. جاءت إلى بوابة الوفد تحمل كمية كبيرة من الأوراق لتبرهن على قصة أغرب من الخيال ، فخصمها ميت منذ عام 1993.. لكنه يعود للحياة ليحرر المحاضر ويستأنف الأحكام ، وعندما بحثت عنه اكتشفت أنها تحارب طواحين الهواء. تسرد اعتماد قصتها قائلة: بدأت المأساة عندما قامت والدتى بشراء قطعة أرض مبان بمساحة 625 مترا بسعر 400 جنيه للمتر فى القنطرة شرق الاسماعيلية ،فى منطقة عزبة ناصر، بموجب عقد مؤرخ فى 24 يوليو 1993، وبعد شرائها للأرض شيدت فوقها منزلا من طابق واحد لجمع شمل العائلة , لكننا فوجئنا بقيام شخص يدعى فتحى ابراهيم حسن يتهم أمى في محضر رسمي بضرب ابنته زينب، 6 سنوات، فأقامت والدتى جنحة البلاغ الكاذب برقم 711 لسنة 94 جنح القنطرة شرق وحكمت المحكمة غيابيا لصالحها وبشهرحبس للأب صاحب البلاغ، ولأن فتحى ظهر أنه متوفى, تم إسقاط الحكم وتحويل الواقعة إلى ضرب فتحى لابنتِه واعتبار أمي مدعية بالحق المدني. تضيف اعتماد: بعد ذلك افترست الأمراض جسد أمى واختطفها الموت فجأة , وبعد أشهر قليلة لحقت بها شقيقتها وأصبحت وحيدة، وبعد عامين من وفاة والدتى فوجئت بتحرير محضر ضدى من جديد ومن الميت نفسه فتحى بضرب ابنته زينب 6 سنوات والسؤال الذى تبادر إلى ذهنى على الفور هل توقف عمر زينب عند الستة سنوات..! بعد ذلك اكتشفت أن الذى يقوم بذلك بعض الأشخاص من مافيا الأراضى مستغلين ضعفى وقلة حيلتى للاستيلاء على منزلى بالقوة لأنه واقع فى حرم هيئة قناة السويس والسكة الحديد، وذلك لكى يصلوا إلى باقى الأرض بطول خط القناة. وبسبب إصرارى على التمسك بمنزلى ،بالرغم من كل الذى اتعرض له، قام بعض الأشخاص بسرقة محتويات المنزل ، فقمت بتحرير محضر بالواقعة برقم 206 احوال بقسم ثالث الاسماعيلية تم تسجيله برقم 518 جنح القنطرة شرق , وبالرغم من تأشيرة النائب العام بفتح محضر تحقيق فى النيابة الكلية بتاريخ 3\12\2008 ورغم تقدمى بأكثر من 30 تظلما لسرعة التحقيق فى المحضر تم حفظ البلاغ . اللعب مع الكبار الأدهى من ذلك أن الميت فتحى ابراهيم حسن قام باستئناف حكم فى دعوى كنت حصلت بشأنها على حكم بإزالة التعديات وبتعويض قدره 3500 جنيه ، وعندما سألت عن الميت ومن وراءه قالوا لنا "خليكم فى حالكم علشان دول ناس كبيرة " وكان ذلك فى عهد النظام السابق. اعتماد تقدمت بعشرات التظلمات لمكتب النائب العام وما زالت تتقدم بتظلمات جديدة لإنقاذها من العذاب الذى تعيش فيه بسبب أشخاص قرروا الاستيلاء على بيتها بدون وجه حق، لكن لم يحرك أحد ساكنا، ومن ارقام هذه التظلمات 18866 فى 17\11\2008 واخرى رقم 4786 نيابات الاسكندرية فى 14\3\2009 والصادر برقم 2177 نيابات الاسكندرية واخرى برقم 20236 عرائض النائب العام فى 15\11\2009 وأخرى قيدت برقم 3424 بتاريخ 5\3\2011 كما تقدمت ببلاغ أخير للنائب العام فى 9\7\2011 قيد برقم 8959 ،ولأنها لم تجد حتى الآن من يساعدها فى الحصول على حقها المهضوم أو يقف بجانبها اضطرت إلى ترك منزلها والإقامة لدى شقيقها بشربين بعد أن داهمتها الأمراض بسبب ما تعانيه . لكن المفاجأة أنها وجدت ميتا جديدا يطاردها بمحضر كيدى جديد فى شربين يتهمها بضرب ابنته هو الآخر.. ليظل مسلسل مطاردات الأموات مستمرا.. تختم اعتماد حديثها قائلة إنها لن تستطيع أن تكمل حياتها وعائلتها بين اقسام الشرطة والنيابات لتخوض حربا مع الأموات .