عندما يفقد أي شخص إنسانا عزيزا عليه تسود الدنيا في عينيه ويقبع في دائرة من الحزن لا يخرج منها إلا بعد أن تمر الأيام والسنون فما بالك بهذه السيدة التي فقدت فلذات أكبادها في يوم واحد عندما عادت إلي شقتها ووجدتها تحترق وبداخلها أطفالها الثلاثة.. حاولت أن تخترق النيران وتلقي بجسدها وسط ألسنة اللهب لتنقذهم لكن القدر كان أسرع وقال كلمته وجن جنونها وعن أحزانها لا تسل فالمأساة أكبر من زن توصف!! حملت الأم أطفالها الثلاثة وهى تصرخ بعد ان تفحمت أجسادهم، انفجرت الأم فى بكاء هيستيرى ووقعت مغشيا عليها، تحملت الأم «شيماء عادل» 31 سنة ما لا يتحمله بشر وسقطت مغشياً عليها، عندما شاهدت اطفالها الثلاثة متفحمين. حاولت ان تلقي بنفسها من شرفة المنزل حزنا وألما علي فراق أطفالها الثلاثة ساندى محمد سعيد سن 5 و أنس 3 سنوات وتسنيم تبلغ من العمر عامًا. بصعوبة بالغة تحدثت الينا، قالت المأساة أكبر من ان يتحملها بشر، واضافت أنها أبلغوها بالحادث وعندما توجهت إلي المنزل شاهدت ألسنة اللهب تتصاعد من الحجرة التي وجدت فيها أولادها الثلاثة وعبثا حاول الأهالي وقوات الإطفاء اخماد الحريق دون جدوي وعاشت أيامًا عصيبة بعد الحادث لم تعرف فيها طعم النوم وكانت تتخيل صورة أطفالها الثلاثة وهم يجلسون حولها تطعمهم بيديها أخذت الام تردد عوضي علي الله.. لله ما أعطي ولله ما أخذ الحزن دمر حياتي وأصبحت الحياة مستحيلة دون أولادي. واضافت «شيماء» إننى متزوجة منذ 6 سنوات وانا سنى صغيرة لاننى كنت أحلم باليوم الذى أكون فيه أمًا وعندما رزقنى الله بطفلتى الاولى كانت فرحتى لم تقدر ولم أنتظر مثل باقى السيدات فترات طويلة وأنجبت الطفلين الآخرين وذلك لأنى أنا وشقيقى كنا وحيدين والدتى، كنت أريد أن أنجب أطفالاً كثيرين لكى لا أعيش وحيدة فى الدنيا وان يملأوا حياتى ويعوضونى عن كل شئ فى الدنيا لاننى عشت الكثير من المآسي فى حياتى ولكن لم أشك غير لله كان عوضى فى أطفالى وكنت أتحمل الكثير من المشاكل الأسرية والحياة الصعبة وأحرم نفسى من كل شئ وأقول النظرة فى أعين أطفالى سوف تعوضنى وهم مستقبلى القادم الأفضل ولم آتصور يومًا ان الوديعة التى أعطاها لى الله سوف يأخذها منى. وصرخت «شيماء» ليلة الحادث طلبوا منى أن أعمل لهم كعك العيد ووعدتهم بأننى سوف أخرج وأشترى لهم احتياجات المنزل ولوازم الكعك وكالعادة أغلقت عليهم الباب بالمفتاح خوفا عليهم من ذئاب الشوارع ان تفترسهم اذا ما خرجوا خاصة بعد ان فقدنا الأمان هذه الأيام لم أكن أعلم ما يخبئه لهم القدر الذى تربص بهم ليموتوا حرقا فى غرفتهم عندما اتصل الجيران ليخبرونى بالحريق الهائل الذى شب فى المنزل هرولت مسرعة لأجد المفاجأة المذهلة الشقة محترقة واطفالى بداخلها لم أشعر بنفسى إلا واننى أدخل وأحتضن أطفالى وسط النيران وحملت بالفعل الثلاثة وقام شقيقى بتوصيلي لأحد المستشفيات على امل إنقاذهم ولكن للاسف ابلغنى بموتهم 3 فلذات كبدى راحوا منى بسبب ماس كهربائى لانقطاع الكهرباء بصفة مستمرة يوميا ولأن أطفالى كانوا يشاهدون التليفزيون اثنا ء لعبهم عندما جاءت الكهرباء بشدة تسبب فى حدوث ماس. وقالت «شيماء» سبحان الله كنت أشعر بشيء ما يحدث بسبب انقطاع الكهرباء دائما وعندما تجيء تكون بشدة فهى قبل ذلك تسببت فى حريق موتور المياه وطلبت من زوجى تقديم شكاوى لشركة الكهرباء خوفا ان يحدث شيء فى المنزل ولكنه كان يقول لى انقطاع الكهرباء على كل الناس مش إحنا بس ولكن للاسف انقطاع الكهرباء تسبب فى فقدانى أطفالى انا وليس كل الناس. وبكت «شيماء» وهى تقول حسبى الله ونعم الوكيل فى كل ظالم ومتسبب فى مصرع أطفالى. وكانت تفحمت جثة 3 أطفال أثر حريق هائل بشقتهم السكنية بمنطقة الدخيلة غرب الاسكندرية بسبب انقطاع الكهرباء وعودتها بقوة تسبب فى حدوث ماس كهربائى بالأجهزة, كان اللواء أمين عز الدين مدير الامن قد تلقى إخطارا من العميد محمد هندى وكيل مباحث غرب يفيد بورد بلاغ من اهالى عزبة علام بمنطقة الدخيلة بنشوب حريق ضخم بإحدي الشقق السكنية بالطابق الثالث اسفر عن احتراق 3 اطفال وحدوث تلفيات فادحة، انتقل على الفور رجال المباحث وقوات الحماية المدنية و 3 سيارات اطفاء وتمت السيطرة على النيران وإطفائها. بالفحص تبين نشوب الحريق بشقه بالطابق الثالث علوى بالعقار المشار إليه سكن المدعو محمد سعد على سن 40 محاسب واحتراق محتويات غرفة نوم الأطفال أسفر الحريق عن وفاة أنجال قاطن الشقة، كل من ساندى محمد سعيد سن 5 وشقيقيها أنس 3 سنوات وتسنيم تبلغ من العمر عامًا، بسؤال شقيق والدتهم المدعو أحمد عادل ياسين سن 25 طالب قرر أن الأطفال كانوا بمفردهم داخل الشقة أثناء الحريق لوجود والدتهم المدعوة شيماء عادل ياسين سن 31 ربة منزل بصحبته لشراء بعض الاحتياجات أثناء تواجد والدهم بالمسجد لأداء صلاة العشاء ورجح أن يكون سبب الحريق حدوث ماس كهربائى بسبب انقطاع الكهرباء الدائم وعودتها بفولت أعلى تسبب فى حدوث ماس بالأجهزة الكهربائية تسبب فى الحريق، تم إخطار النيابة العامة التى تولت التحقيق.