ماذا لوعاد الحزب الوطني مرة اخري الي السلطة من خلال سيطرته علي البرلمان القادم... ماذا لوعادت نفس الوجوه الكريهة التي صفقت ورقصت وطبلت لكل الانظمة والعهود... وماذا لو خاضت الرأسمالية الفاسدة والمتوحشة المعركة الانتخابية من خلال التمويل المالي الفاسد لعناصر الحزب الوطني ونجاح مخططها الذي يجري الآن علي قدم وساق لشراء ضعاف النفوس... لو حدث كل هذا لن يكون امام نظام الحكم الا الخضوع والركوع أمام الفساد المنظم والممنهج لان الدستور الحالي يعطي للبرلمان حقوقاً لم يحصل عليه من قبل... سيحاول هؤلاء عودة مجدهم الفاسد والمستبد... وعودة رموزهم في طرة والهاربين خارج البلاد بعد نجاحهم من قبل في تهريب الاموال الي بنوك وخزائن العالم.. سيعودون أكثر توحشاً وغروراً واستبداداً وانتقاماً... سيرفرف علم فسادهم علي المقرات التي استولوا عليها من قبل وصادرها القضاء وأولها مقر كورنيش النيل الذي لم يجد احدهم يتبرع بكوب ماء محاولاً إطفاء حريقه... ستشكل لجان تشريع الباطل واعطاء صكوك الغفران لارباب الفساد وسيكون التكريم افضل لكل من حفل سجله بوقائع الفساد الكبري... ستشكل مجموعات البلطجية التي تربت وترعرعت في احضانهم لتأديب المعارضين والفتك بهم.. سيعود ممدوح إسماعيل محمولاً علي الأعناق من المطار... وتحديداً من قاعة كبار الزوار التي غادر البلاد منها بعد النجاح الهائل في التخلص من حياة أكثر من ألف وخمسمائة مصري ومصرية دون تحرك أى مسئول أو أى جهة لنجدتهم... وفي نفي نفس الوقت سيقام حفل تكريم االبطل الأسطوري حسين سالم بطل معركة تصدير الغاز الي إسرائيل... سيعود يوسف بطرس غالي متوجا بحب رجال اعمال جمال وعز... ستعود وفود وشركاء وسماسرة الاغذية الفاسدة والمبيدات المسرطنة للمساهمة في الاقتصاد الاسود .ستنتعش تجارة بيع المصريين لأعضائهم لمرضي الخارج من خلال اكبر جريمة وهي الاتجار بالبشر من خلال مستشفي يملكها احد رموزهم ووزرائهم... سيؤسسون الاتحاد العالمي للفساد والقهر والاستبداد من سيطرتهم علي البرلمان وبالتالي علي باقي السلطات... انني أري جريمة الصمت وزيادة عدد الشياطين الخرس عن قول الحق الان خاصة أصحاب الاقلام والرأى في جريمة شراء برلمان من خلال منظومة الفساد ومافيا بيع البلاد.. ألم يبيعوا مقومات وشركات ومصانع الوطن في صفقات تحت سمع وبصر ومشاركة الحكومات المتعاقبة... ما يحدث الآن هو عملية إفساد للحياة السياسية يديرها بالكامل قيادات الحزب الوطني المنحل يمولها ويدعمها مافيا الفساد في عهد ما قبل 25 يناير والتي كانت ثمرة تزاوج الثروة بالسلطة.. المال الاسود هو صاحب الكلمة في تشكيل البرلمان القادم.