تسببت رواية "الطيبون" للروائى أدهم العبودى فى حالة من الجدل فى الأوساط الثقافية والأثرية المصرية، إثر اتهام مؤلفها بالإساءة للتاريخ الفرعونى، حيث انتقد عدد من الأثريين وعلماء المصريات بمدينة الأقصر التاريخية فى صعيد ما جاء بنصوص فى رواية "الطيبون" للروائى المصرى أدهم العبودى من تشويه وتزوير للتاريخ الفرعونى والإساءة لأحد أهم ملوك الأسرة الحادية عشرة "واح عنخ انتف" بتصويره فى صورة إنسان شاذ جنسيا. وقال عالم المصريات الدكتور عبد الحكيم كرار المدير العام لمنطقة آثار الأقصر ومصر العليا إن الرواية بها الكثير من المغالطات التاريخية غير المقبولة والتى تسىء للتاريخ المصرى القديم. موضحا أن مؤلف الرواية يصدر للعالم فكرة أن صناع الحضارة المصرية كانوا مصابين بالشذوذ الجنسى. وهو الأمر الذى يعد تشويها للحضارة المصرية القديمة، ومحذرا من استغلال بعض من يقفون بالمرصاد أمام الحضارة المصرية لترجمة الرواية ونشرها بشكل واسع من أجل الإساءة لحضارة الفراعنة التى أبهرت العالم ولا تزال تشد أنظاره حتى اليوم وترجمة مثل هذه الرواية يفتح المجال لهدم التاريخ الفرعونى كله من الأساس وتشويه تام لبناة الحضارة بعكس الحقيقة وهى أن المصريين القدماء كانوا متدينين. وطالب كرار بسحب هذه الرواية من المكتبات لأنها تشوه التاريخ الفرعونى على غير الحقيقة وهو وبصدد قراءة الرواية قراءة متأنية قبل أن يقدم مذكرة لوزير الآثار والتراث وللجهات المسئولة بشأن اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الرواية. وقال الباحث والمرشد السياحى المصرى أحمد البدرى إنه لابد من سحب الرواية من الأسواق ومنع ترجمتها لأنها ترسخ لأفكار مغلوطة ستلتصق فى أذهان الغرب على أن ملوك مصر القديمة شواذ وهو الأمر الذى يتنافى مع التاريخ والنقوش التى وجدت فى المعابد والمقابر التى تؤكد أن ملوك مصر متدينون للغاية ولا يمكن أن يقعوا فى مثل هذه الأخطاء. وكانت الكاتبة فاطمة ناعوت قد اعترضت خلال حفل توقيع الرواية على فكرة تشويه التاريخ الفرعونى بلا أسانيد كافية. وقال الروائى أدهم العبودى ردا على الاتهامات الموجهة للرواية من أثريى مصر إن الإبداع لا حجر عليه وأن من يملك حجة ضد الرواية يقدمها مشيرا إلى أن الأسرة الحادية عشرة أو ما يطلق عليها الأثريون فترة "الأناتفة" هى فترة مظلمة فى التاريخ الفرعونى ولا يوجد لها توثيق كاف أو آثار باقية تؤكد أو تنفى صحة ما جاء فى الرواية وأنها فترة تحتمل التأويل. أدهم العبودى كاتب مثير للجدل أشاد بكتابته الروائى العالمى بهاء طاهر والروائى الكبير أمير تاج السر والشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى وسبق أن أحدثت مجموعته القصصية "جلباب النبى" جدلا واسعا فى مصر خاصة فى الأوساط الكنسية حيث طالبت الكنيسة بحذف إحدى قصص المجموعة تسىء للأقباط. وتقع رواية "الطيبيون" فى 300 صفحة من القطع المتوسط صادرة عن دار الربيع العربى وهى العمل الرابع للكاتب ومرشحة لنيل جائزة البوكر هذا العام.