لم يكن عبدالفتاح السيسي يعلم أنه سيضيف إلى سجل تاريخ مصر الحديث، حدثًا تاريخيًا، في يوم 26 يوليو 2013، عندما خرجت حشود غفيرة من ملايين المصريين، تلبية لنداء "التفويض" الذي دعا إليه الشعب، لمواجهة "الإرهاب المحتمل" ورسم ملامح خارطة المستقبل. يوم 26 يوليو هو أحد الأيام الفارقة في التاريخ الحديث لمصر، حيث شهد عددًا من الأحداث ذات التأثير الكبير على مصر والمنطقة والعالم.. كانت البداية عقب ثورة 23 يوليو 1952، حين أعلن الملك فاروق الأول "ملك مصر والسودان آنذاك" تنازله عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد، ومغادرة مصر بصحبة أسرته، يوم 26 يوليو، أي بعد "حركة الجيش" ب3 أيام، وهو القرار الذي أسهم بشكل كبير في تحولها إلى ثورة شعبية، كما مهد لإعلان إلغاء الملكية في مصر، وتحويلها إلى جمهورية. وفي نفس "26 يوليو" من عام 1956، أي بعد مرور 4 سنوات فقط، وفيما كان العالم يترقب رد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر على إعلان الولاياتالمتحدة والبنك الدولي سحب موافقتهما على تمويل مشروع السد العالي الذي كان مشروع الثورة المصرية الأكبر، فاجأ "ناصر" العالم بإعلانه تأميم الشركة العالمية لقناة السويس لتصبح شركة مساهمة مملوكة بالكامل للحكومة المصرية. وكان للقرار تأثير وتداعيات كبيرة لم تقتصر آثارها على مصر أو المنطقة، بل امتدت لتعيد تشكيل الساحة العالمية، إذ ترتب عليها العدوان الثلاثي أو ما عرف عالميًا باسم أزمة السويس، والتي وصفها مؤرخون عالميون بأنها كانت بمثابة تأكيد سيطرة وظهور "القطبين" الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي باعتبارهما القوتين العالميتين الأكبر، والأكثر تأثيرًا، وإيذانًا بغروب شمس القوى العظمى التاريخية "إنجلترا وفرنسا". ومن اللافت أن هذه الأحداث الثلاثة الكبرى في التاريخ المصري، والتي وقعت في مثل هذا اليوم، ارتبطت بشكل أو بآخر بالجيش، الذي كان في الحدث الأول تحت قيادة اللواء محمد نجيب، الذي أعلن بيان ثورة يوليو 1952 توليه قيادة الجيش، وكان في الحدث الثاني تحت قيادة المشير عبدالحكيم عامر، وفي العام 2013 كان التفويض بطلب من القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي.. ليظل يوم 26يوليو يومًا فارقًا في تاريخ مصر وجيشها وشعبها. لحظة خروج المللك فاروق من مصر تأميم قناة السويس السيسى يطلب تفويضاً من الشعب لمواجهة الارهاب لحظة نزول المصريين فى 26 /7 /2013