بالرغم من كل الجهود التى تقدمها مصر لنصرة القضية الفلسطينية، وكل نداءاتها ومبادراتها لتهدئة الموقف، إلا أنها لم تسلم من انتقادات الدول. بالأمس هاجم رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، سياسات مصر فى التعامل مع العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وسبل وقف الحرب، ليطرح التساؤل نفسه: "ما هو الدور المنتظر من مصر لنصرة غزة من وجهة نظر تركيا؟ وهل تساعد ظروف مصر الداخليه على خوض الحرب ضد إسرائيل لنصرة غزة؟". استطلعت "بوابة الوفد" آراء عدد من السياسين حول انتقادات قطر وتركيا للموقف المصرى من الاعتداء على غزة والتى جاءت كالتالى: فى البداية استنكر د. إيهاب الخراط عضو الهيئة العليا للحزب المصرى الديمقراطى انتقادات بعض الدول لسياسات مصر فى التعامل مع العدوان الإسرائيلى مع غزة، مشيرًا إلى أن تلك الدول لم تقدم لغزة شيئًا من قبل لتنتقد الآن سياسيات مصر وتدينها. وأوضح "الخراط" أن مصر قدمت أكثر من 100 ألف شهيد و200 ألف جريح خلال حروبها مع إسرائيل من أجل فلسطين، أى ما يضاعف عدد كل شهداء الدول العربية مجتمعين، مضيفًا أن مصر الآن بين شقى رحى ما بين العدوان الإسرائيلى على غزة وبين نيران الحرب الداخلية، لذلك تقوم بكل جهودها لتهدئة الأوضاع بفلسطين وإدانة المجازر أمام المحاكم الدولية. فيما أكد محمد أبو العلا، رئيس الحزب الناصرى، أن ما يحدث فى غزة هو مؤامرة علنية، تلزم كل دول العالم للوقوف بجانب فلسطين، وليس إلقاء التهم جزافًا لدولة تناضل منذ أكثر من نصف قرن لنصرة فلسطين. وتساءل أبو العلا عن حقيقة دور الدول التى تنعم بالحرية الاقتصادية والاستقرار الداخلى مثل قطر وتركيا من غزة، ولماذا لم تحرك جيوشها إلى الآن لوقف المجازر هناك, مشيرًا إلى أن مصر تقوم بدورها على الرغم من الحرب الداخلية على الإرهاب, وظروفها الصعبة، ولكنها لم تلزم دور المشاهد، ويومًا بعد يوم تحرك القضية وتدين وتهدد من أجل دعم فلسطين. وأعرب رئيس الحزب الناصرى عن أمله فى أن يقوم النظام المصرى بقطع جميع العلاقات مع إسرائيل للتنديد بما يحدث فى غزة مع نقض اتفاقيه السلام نفسها بما يساعد الشعب الفلسطينى ويضغط على الجانب الإسرائيلى لوقف مجازره الشنيعة هناك. فيما أدان أحمد دراج، وكيل مؤسسى حزب الدستور، تجاهل وسائل الإعلام المصرية لدور مصر فى دعم غزة ، والخلط بين أعمال حماس والشعب الفلسطينى كله, موضحًا أن مصر مع القضية الفلسطينية قبل وجود حركة حماس نفسها، ولن تتخلى عنها فى ظروفها الحالية. وأوضح دراج أن السبب وراء تراجع دور مصر هو ظروفها الداخلية وأوضاعها الأمنية والاقتصادية التى تجعل التدخل العسكرى أمرًا مستحيلاً ستنهار معه أركان الدولة المصرية. فيما أكد دراج أنه على الدوله المصريه أن تتخذ خطوات قوية تجاه القضية الفلسطينية مثل سحب السفير المصرى من إسرائيل وطرد السفير الإسرائيلى من مصر كأسلوب ضغط لوقف المجازر هناك، مع تصعيد أمر القضية الفلسطينية دوليًا، ودعوة كل دول العالم للضغط على الجانب الإسرائيلى بسحب قواته من فلسطين والتراجع عن أعماله الشنيعة التى ينفذها يوميًا. فى سياق متصل قال عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام الإستراتيجى، إن مصر تقوم بدورها الأمثل تجاه القضية الفلسطينية بعد أن تراجعت جميع الدول عن مساندة غزة واكتفت بدور المشاهد بما فيهم قطر وتركيا اللتان تنتقدان مصر الآن. وأشار ربيع إلى أن القيادات المصرية متأثرة بالإعلام المصرى الذى يحاول الربط بين انتصار حماس على العدوان الإسرائيلى وبين عودة الرئيس المعزول للمشهد السياسى من جديد، ولكن الحكومة المصرية تبذل جهودها من إطلاق المبادرات وتصعيد القضية حتى تتوقف أعمال العنف نهائيًا ويعود الاستقرار الداخلى إلى الشعوب العربية.