منذ نعومة أظافره وهو يحلم بأن يكون طبيباً مشهوراً وناجحاً حتي أنه في المرحلة الابتدائية كان الأول علي مدرسته في جميع السنوات لم يتخلف يوماً عن كونه الأول، كان محبوبا بين زملائه في المدرسة وفي الشارع الذي يسكن فيه في مدينة طهطا بلد العلم والعلماء بلد رفاعة الطهطاوي، حتي معلموه في المدرسة كانوا يتنبأون له بمستقبل باهر، وعندما دخل مينا رسمي الثانونية العامة بمدرسة رفاعة الطهطاوي كان كل همه هو تحقيق حلمه الذي ظل يحلم به منذ أن كان طفلاً صغيرا فتغلب علي الصعاب واجتهد في دراسته فكان الأول في جميع الصفوف بالثانوية وبالفعل تقدم مينا لكلية الطب بجامعة أسيوط ولكن والده وافته المنية، حزن مينا علي والده حيث كان يتمني أن يراه طبيبا ناجحا كما كان يتمني ولكنه القدر وإرادة الله، وهنا ازداد العبء علي مينا حيث كان أكبر إخوته كيرولس الذي يصغره ب 3 سنوات ومارينا التي تصغره ب 5 سنوات فكان لهما بمثابة الأب والأخ الأكبر لم تكن وفاة والد مينا الذي كان يعمل موظفا بمديرية الطب البيطري إلا دافعا قويا لتحقيق حلم والده ووالدته التي كانت توفر له كل سبل الراحة هو وإخوته لم تبخس عليهم في يوم من الأيام بشىء وجاء اليوم الذي كانت الأم تتمناه وهو يوم التخرج وأي تخرج فمينا حصل علي المركز الأول علي دفعته كعادته وعين طبيبا بمستشفي أسيوط الجامعي بقسم النساء والتوليد بالإضافة إلي التحاق شقيقه الأصغر هو الآخر بكلية الطب وعندما تم استدعاؤه لتأدية الخدمة العسكرية لبي مينا نداء الوطن، حيث كان محبا لوطنه مدافعا عنه كان يخدم الجميع ويساعد من يحتاج للمساعدة حتي لقب بالبرنس، لم تكن تدري والدته أن مينا الذي أصبح عريسا والذي حقق كل ما كان يحلم به أن يد الغدر ستطاله وهو الذي يقف علي الحدود مدافعاً ومتربصا بالأعداء حتي طالته الأيدي الغادرة ضمن 5 من أبناء محافظة سوهاج التي دائما ما تُبتلي بشهداء للوطن كانت والدته تنتظره عريسا بعد الانتهاء من خدمته في القوات المسلحة حتي جاءها الخبر بأن ابنها وفلذة كبدها سيزف عريسا إلي الجنة بعد أن طالته الأيادي الغادرة وقع الخبر علي الأم كالصاعقة لم تصدق ما سمعته عبر وسائل الإعلام بأن من ضمن الشهداء مينا ظلت شاردة الذهن للحظات ثم تعالت صرخاتهم التي زلزلت المكان وهي تقول تعالي يا مينا يا والدي كل سكان طهطا عاشوا ليلة حزينة مسلمين ومسيحيين فكان محبوبا من الجميع دقت أجراس كنيسة العذراء مريم بطهطا انتظاراً لجثمان مينا عريس السماء.