كان زعيما لقبيلته دوس التى ينتمى اليها سيدنا ابو غريرة (عبد الرحمن بن صخر الدوسى) أشهر رواة الحديث النبوى الشريف. اشتهر الطفيل بالكرم والمروءة ورجاحة الرأى فهو اديب وشاعر مرهف الحس رقيق المشاعر . فقد خالف كل نصائح وتعليمات زعماء مكة واسلم لله رب العالمين بعد ان عرف الحق وحسن اسلامه، وشهد مع رسول الله عدة غزوات كما شهد حروب الردة فى عهد الخليفة الراشد ابو بكر الصديق ونال الشهادة فى سبيل الله اثناء الحرب على مسيلمة الكذاب كما نالها ابنه، عمرو ولذا فهو الشهيد وابو الشهيد. إنه الطفيل بن عمرو الدوسى الذى جعله الله سببا فى هداية قومه بفضل دعوة النبى الأكرم صلى الله عليه وسلم فقد دعا له النبى يوما بقوله (اللهم اجعل للطفيل اية تعينه على ما ينوى من الخير) وذلك حينما شق على الطفيل دعوة قومة وعدم استجابتهم للدخول فى الاسلام ولكن بعد دعوة النبى له عاد الطفيل الى قومه وبادر ابوه الشيخ الكبير وزوجته بقوله اليكم عنى فلستم منى ولا انا منكم فقد أسلمت مع محمد ابن عبد الله لله رب العالمين واتبعت الدين الحق فقال له وأبوه أى بنى.. دينك دينى فطلب منه الطفيل ان يذهب ويغتسل ويطهر ثيابه وعندما حضر والد الطفيل قرأ الطفيل عليه آيات من القرآن الكريم وطلب منه ان يسلم فاستجاب أبوه وقالت له زوجته بابى انت وأمى فقال لها لقد فرق الاسلام بينى وبينك فقالت له هي الاخرى دينك دينى. ودخلت هي الاخرى فى دين الله بعد أن شهدت ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله ويعتبر سيدنا أبو هريرة اول من لبي نداء الطفيل بن عمرو حينما دعا اهل قريته الى الدخول فى الاسلام. مكث الطفيل بن عمرو فى مدينة رسول الله فترة من الزمن يتعلم فيها القرآن وعلومه والسنة النبوية المطهرة وذهب ليعلم قومه وعاد مرة أخرى الى المدينة بعد غزوة الخندق وبصحبتة أكثر من 80 بيتا من بيوت تهامة الذين اعلنوا اسلامهم. وتحدثنا الكتب التاريخية عن قصة اسلام هذا البطل انه كعادته ذهب الى مكة من قريته تهامة الواقعة على ساحل البحر الأحمر لزيارة الكعبة الشريفة والتبرك بالاوثان التى توجد حولها وعندما وطئت قدماه ام القرى واذا بصناديد قريش يلتفون حوله من كل جانب ناصحين ومحذرين له من مجرد الاستماع لكلام محمد بن عبد الله ففيه السحر الذى يفرق بين المرىء وزوجه وولده ووالده (على حد زعمهم) وبالفعل صدق الرجل كلمات زعماء قريش فمن يملك حين إذا وبالفعل قام الطفيل بوضع قطع من القطن فى أذنيه حتى لا يستمع الى كلام الله عندما يطوف بالبيت ويشاء القدر ان يطوف الطفيل فى نفس الوقت الذى يتواجد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بالكعبة فيستمع الطفيل لبعض آيات الله من القرآن الكريم التى كان يتلوها النبى فظل الرجل يحدث نفسه ويقول اسد اذنى هكذا ورغم ذلك سمع هذه الكلمات الجميلة؟ وظل يؤنب نفسه قائلا: يا طفيل انك شاعر أديب ولبيب وما يخفى عليك الحصن من الكلام وكذلك القبيح منه: ثكلتك أمك يا طفيل ان لم تستمع لهذه الكلمات الرقيقة من الرجل فان كان حسنا قبلته وان كان غير ذلك تركته وظل يراقب النبى حتى انصرف النبى الى بيته فتبعه الطفيل. رضى الله عن الطفيل بن عمرو الدوسى الذى عاش لبيبا ومات شهيدا.