أثار تفتيش وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، قبل دخوله القصر الرئاسى للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، جدلاً واسعًا فى وسائل الإعلام الدولية، ورأته بعض الصحف الأمريكية أنها إهانة لوزير خارجيتهم، وأمر غير لائق حدوثه، فى حين أن البيت الأبيض لا يدخله أى مسئول دون تفتيشه. ورصدت "بوابة الوفد" آراء عدد من الخبراء السياسيين، لمعرفة هل هذا التفتيش له مغزى محدد، أم أنه أمر متعارف عليه، أم أنه متعمد مع جون كيرى؟ من جانبه، قال محمد العرابى وزير الخارجية السابق، إن تفتيش جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى أثناء زيارته للاتحادية، أمر عادى, ولا يستحق كل الضجة التى أحدثتها الصحافة، سواء المصرية أو الأمريكية, مضيفًا أن تفتشه لم يسبب له أى إهانة، بل أنه مر من بوابة كشف المعادن، وهذه دواعٍ أمنية لا أكثر. وأضاف "العرابى" أن أى مسئول يدخل البيت الأبيض يخضع للتفتيش أيضًا, رافضًا ما تقوله الصحافة الأمريكية أن ما حدث إهانة لوزير الخارجية الأمريكى ومن الصحافة المصرية أنه المعاملة بالمثل فهو أمر طبيعى لا يستحق كل هذه الثرثرة. وقال سعيد اللاوندى خبيرالعلاقات الدولية بمركز الأهرام إننا يجب ألا نحمِّل الأمور أكثر مما تحتمل, فجون كيرى ليس مستهدفًا، وأن أمر تفتيشه أمر طبيعى، وكان سيجرى على أى مسئول يدخل الاتحادية, مؤكدًا أن وضع البلد لا يتحمل أى تهاون، ويجب أن نأخذ حذرنا سواء كان مع كيرى أو غيره. وأضاف أن الصحف المصرية على حق عندما قالت إن المعاملة بالمثل، فعندما يدخل أى مسؤل مصرى البيت الأبيض يخضع للتفتيش، وأن رد فعل الصحف الأمريكية على تفتيش كيرى عبارة عن تصعيد للخلافات ليس أكثر. وأكد خبيرالعلاقات الدوليه بمركز الأهرام أن كيرى تعددت زياراته إلى الاتحادية أكثر من مرة، ولم يخضع للتفتيش، ولكن خضع هذه المرة لدواعٍ أمنية، مطالبًا الصحافة التوقف عن الكتابة فى هذا الموضوع لأنه لا يستحق. وفى سياق متصل، أوضح الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، أنه إذا كانت إجراءات التفتيش تستخدم مع جميع الضيوف فلا بأس بها. وأضاف نافعة، تعليقًا على تعرض وزير الخارجية الأمريكى للتفتيش قبل دخوله قصر الرئاسة، أنه إذا كان هذا الإجراء اتخذ ضده هو تحديدًا فسيكون له دلالة معينة، وهى أن العلاقة بين مصر والولاياتالمتحدة تتسم بالتوتر وعدم الثقة. كما أكد أستاذ العلوم السياسية، على أنه إذا كان هذا التفتيش يحدث بشكل روتينى، فإنه يُعد أمرًا طبيعيًا ولا غبار عليه. ووافقه الرأى، الدكتور أسامة الغزالى حرب، المحلل السياسى؛ إذ أوضح أن هذا التفتيش إذا كان مسألة تقليدية وتسرى مع جميع الزوار فإن هذا لا يقلل من شأن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، بل أنه أمر اعتيادى. وأضاف حرب، أن هذا الإجراء يحدث مع المسئولين سواء المصريين وغيرهم عند الذهاب إلى البيت الأبيض فى الولاياتالمتحدة، مؤكدًا أن الدكتور أحمد نظيف حين كان وزيرًا للاتصالات تم تفتيشه فى الولاياتالمتحدة. كما لفت المحلل السياسى، إلى أن مسألة التفتيش تخضع فى النهاية لقواعد عامة لكل بلد، ويجب احترامها، ويجب ألا تشكل أى عائق حين يتم تنفيذها بالشكل الصحيح.