أكد محمد العرابي نائب رئيس حزب المؤتمر ووزير الخارجية الأسبق، أن زيارة جون كيري جاءت بصفته وزير الخارجية الأمريكي الجديد بهدف التعرف على طبيعة الأوضاع في مصر، واصفا إياه بأنه رجل معروف ومحسوب على الحمائم في الإدارة الأمريكية إذا قارناه بجون ماكين مثلاً. وأشار العرابي، فى بيان له، إلى أن جبهة الإنقاذ لم تتخذ موقفاً مشتركاً من مقابلة السيد كيري، وبالتالي فإن كل حزب اتخذ قرارا بمفرده في هذا الموضوع، مشيرا إلى أن حزب المؤتمر رأى أنه من الأفضل الاستماع له والتحدث معه لتبادل وجهات النظر المختلفة. وقال العرابي "بعد مقابلة عمرو موسى مع جون كيري بشكل شخصي منفرد، انتقلنا لغرفة الاجتماعات و حضر الاجتماع مجموعة من ممثلي الأحزاب السياسية في مصر أبرزهم أيمن نور زعيم حزب غد الثورة، ومحمد أنور السادات زعيم حزب الإصلاح والتنمية، وسامح مكرم عبيد، والناشطة السياسية جميلة إسماعيل عن حزب الدستور". وصرح العرابي أن الاجتماع مع كيري دار حول ثلاث نقاط رئيسية، هي: المسار الديمقراطي في مصر، والوضع الاقتصادي، والحريات، مشيراً إلى أن كيري شدد في حديثه على أنه لم يأت للضغط على المعارضه بل للاستماع لكل الأطراف. أوضح العرابي أنه في حديثه عن المحور الأول وهو المسار الديمقراطي في مصر، كانت رسالتة واضحة "أن الولاياتالمتحدة أيدت التحول الديمقراطي في مصر منذ بداية ثورة 25 يناير"، موجها رسالة إلى المعارضة ينصحهم فيها بالتوافق حتى يكونوا أكثر قوة على الأرض، وأكد في عدة مواقف أن الحديث يجب أن يكون على مسار ديمقراطي يتم خلاله التحدي من المعارضة عن طريق صندوق الانتخابات. وضاف العرابي "أما المحور الثاني فكان التنمية الاقتصادية، وأشار إلى خطورة الوضع الاقتصادي في مصر، وأرسل رسالة سياسية قال فيها إن هذا التدهور قد يؤدي إلى حالة من الفوضى، وتدخل القوات المسلحة لضبط الأمور في البلاد وهو الأمر الذي كان مرفوضا من الثورة". وأشار نائب رئيس حزب المؤتمر إلى المحور الثالث الذي تطرق إليه كيري وهو الحريات، وماتشهده حاليا من محاولة كبت وقمع، وقال سأحارب من أجل الحريات كوزير للخارجية كما حاربت من أجلها طوال عمري، وسأثير هذه القضية مع الرئيس مرسي غدا". وأكد العرابي أن الاستراتيجية الأمريكية تغيرت منذ أحداث 11 سبتمبر، وكانت بداية لنظرة جديدة إلى الشرق الأوسط ظهرت منها إرهاصات كثيرة في هذا المجال مثل الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الكبير والممتد حتى باكستان، مشيرا إلى أن إسرائيل وأمنها هم بداية ونهاية الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة العربية. وأشار محمد العرابي إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت تؤيد الأنظمة الديكتاتورية في الشرق الأوسط، وهذا أدى إلى حالة من الاحتقان والغضب من الجماهير العربية ومن ثم تغيرت نظرتهم للسياسية الأمريكية، مضيفا أن أمريكا بدأت في تأييد العملية الانتخابية وصندوق الانتخابات في المنطقة العربية من منطلق أن الإسلام السياسي قد يكون البديل المستقر القادم في هذه المنطقة، فالتفاعل الذي حدث في المنطقة أدى إلى إضعافها أكثر من تقويتها. وأوضح العرابي أن رسالة السيد كيري كانت تتلخص في ضرورة احترام المسار الديموقراطي، مشيرا إلى أنه قال في حديثه "لقد حاربتم كثيرا من أجل الوصول إلى صندوق الانتخابات، وجاء اليوم الذي تختارون فيه رئيسكم المدني، فيجب أن لا نبدد هذا الحكم بموضوعات أخرى من الممكن حلها في المستقبل". وأضاف محمد العرابي أنه أشار خلال اجتماعة بجون كيري إلى حالة الانقسام الموجودة في المجتمع المصري، والتي لم تمر على مصر على الإطلاق على مر التاريخ، كما حذر من التردي الاجتماعي والاقتصادي الذي من الممكن أن يؤدي إلى كوارث عديدة، إضافة إلى موضوع الحريات مؤكدا أن الحريات كانت من أهم أهداف ثورة 25 يناير. وأكد العرابي لكيري على كلمة الثورة رافضا إطلاق كلمة انتفاضة على الثورة المصرية كما يصفها البيت الأبيض في بياناته.