«الشلاليت» أنواع وأحجام وماركات.. شلوت معنوي.. شلوت واقعي محسوس.. شلوت من أعلي السلم الوظيفي أو شلوت من أسفله أو من بير السلم! شلوت بريمو.. وشلوت سوكوندو وشلوت ترسو!.. وهناك شلوت سياسي وآخر دبلوماسي وثالث إداري وفي إطار هذه التنويعات هناك الشلوت خمسة نجوم والثلاثة نجمات أو النجمة الواحدة.. وهناك شلوت سالك وآخر مكعبر ولا تسل عما هو السالك وما هو المكعبر؟!.. ولكن كل هذه الشلاليت كوم والشلوت المصاحب أو الدافع لخابور أو لخازوق كوم آخر لوحده.. فهل هناك من قبل احتلال موقعه علي هذه الصورة المعلوم مسبقاً احتمالية استقباله لخابور أو خازوق يدفع بشلوت مباشر!.. وكلها حدثت مع رفقاء الانقلابات العسكرية من أكبر رتبة لأصغرها خاصة في النصف الأول من القرن العشرين!.. الشلوت لفوق هو الشلوت الذي يعفي صاحبه من منصبه مؤثر خطير مع تغليف هذه الإقالة الشلوتية بالتعيين في منصب أعلي شكلاً كنائب رئاسة أو مستشار فيها.. إلخ!، يتساوي في هذا المنصب حكومياً كان أو غير حكومي أو علي أي مستوي!، نكرر سواء أكان صاحب النصيب وزيراً أو ما فوقه أو ما دونه أو في أي موقع - مرة أخري - سيادي أو غير سيادي رسمي أو غير رسمي!.. بورتريه الصورة أن المقال شغل أو احتل موقعاً أعلي شكلاً بينما الحقيقة أنه ذاق طعم الشلوت!، لم يحدث لهذا مثيل مطلقاً فيما قبل يوليو 52 ولكنه صار عادة بعد هذا التاريخ! عدم الشفافية كانت هي الأساس والديدن، وبديهي أنه سرعان بالطبع ما يعفي أصحاب الشلوت الأعلي بعد فترة قصيرة وبسهولة تامة من مواقعهم أو مناصبهم الأعلي.. أما الشلوت لتحت فهو شلوت الإعفاء قبل الأوان بشكل غير صريح أو الطرد علناً.. مرة أخري الشلوت.. هو الشلوت.. والشعوب بعامة والشعب المصري بخاصة يعرف يقيناً ويستنتج بدقة كل ما كان قبلها وما كان بعدها!.. عموماً هذه الظاهرة لا توجد إلا في دول العالم الثالث فأي مواطن بها أو فيها، لا يعلم لماذا عين ولماذا أقيل ولا متي يظل في موقعه أو حتي متي يستقيل ومتي يقال لأنها رهن بنظم الرئيس الملهم والرئيس الأوحد والرئيس الزعيم وكل من كانوا علي هذه الشاكلة.. ومن السخرية أنه بعد أن يصدر الحاكم بأمره قراراً بإعفاء «س» من الناس من منصبه يتقاطر عليه «الحلانجية» و«ماسحو الجوخ» مشيدين بحكمة القرار وضربة المعلم وإصابة الهدف في السويداء.. وطبعاً يطرب صاحبنا بالكلمات والمديح ويستمدح ما يسمعه ويطرب لسماعه وما عليه بعد ذلك إلا أن يجلس علي مكتبه ليتحفنا بأمر آخر.. لعن الله الانقلابات العسكرية في كل مكان وزمان رغماً عن أنف شعوبهم لعنهم رب البلاد والعباد وأنزلهم جميعاً قاع سقر!