توقعت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن تستمر الاحتجاجات في ميدان التحرير ولا تنتهي في القريب العاجل رغم التنازلات التي قدمها المجلس العسكري الحاكم، حيث أكد المحتجون أنهم باقون في الميدان حتى تطهير البلاد من كل الفاسدين وفلول النظام السابق ومحاكمتهم على الجرائم التي اقترفوها. وقالت الصحيفة إن آلاف المصريين، الذين بدأ صبرهم ينفد على حكامهم العسكريين، تظاهروا الجمعة في أكبر مدينتين بالبلاد مرددين هتافات مناهضة للشرطة من بينها الشرطة هي البلطجية"، ويطالبون بمحاكمة ضباط الشرطة الذين يشتبه في قتلهم لمئات الثوار خلال الانتفاضة التي أطاحت بحسني مبارك. وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي تدفقت الحشود على الميادين الكبرى في العاصمة القاهرة ومدينة الإسكندرية، بقي الإخوان المسلمين، والحركة السلفية بعيدا، فالإسلاميون يسعون لإجراء انتخابات برلمانية في وقت لاحق من هذا العام، ويريدون تجنب الاحتكاك مع الحكام العسكريين الذين سيحددون الموعد النهائي للانتخابات وقواعد التصويت. ونقلت الصحيفة عن أحد المتظاهرين قوله "نريد تطهير مؤسسات الدولة وحتى نرى ذلك لن نغادر هذا المكان"، وهتف "خبز حرية عدالة اجتماعية". وقد انعكس إحباط المتظاهرين في الكتابات التي ظهرت على الجدران المحيطة بالميدان، حيث ظهرت شعارات من بينها "حماة الثورة" في إشارة إلى عزم المحتجين الاستمرار حتى يتم تلبية مطالبهم. وأعرب رسم آخر عن الشكوك في إمكانية معاقبة مبارك، وأظهرت الرسومات مبارك يتدلى من حبل المشنقة، مع تعليق: "رسالة إلى المجلس العسكري". والتقط متظاهر آخر طرف الحدي وقال "إن الثورة لم تكتمل بعد"، وأضاف آخر " الجيش لا يستجيب إلا لضغط الرأي العام .. بالتالي يجب أن تستمر المسيرات". رغم أن الحشد أمس الجمعة كان أقل من المعتاد، إلا أن عدد خيمات الاعتصام قد زادت في ميدان التحرير.