بعد معاناة الشعب السورى التى استمرت أكثر من ثلاث سنوات وما شهدته سوريا من مذابح وحروب بين المعارضة والنظام السورى؛ والتى دفع ثمنها الشعب السورى من دمائه, وأدت إلى نزوح العديد من السوريين بحثاً عن الأمان فى دولة أخرى, أصبح يوم السادس عشر من يوليو مرحلة انتقالية جديدة فى حياة الشعب السورى حيث قام الرئيس المنتخب فى الانتخابات الأخيرة بشار الأسد بأداء اليمين الدستورية . وفى ظل ما وصلت إليه سوريا من دمار مودياً بحياة السوريين إلى الهلاك ثارت العديد من التساؤلات حول إمكانية حل مشاكل الإرهاب ووضع حد لنزوح السوريين وإمكانية رجوع السوريين إلى بلادهم آمنين, أم أنه مجرد حلم ولا يوجد حل لهذه المشكلات والانتخابات ليست كلمة الفصل فى سوريا. أما الفئة غير المؤيدة لاختيار الرئيس "بشار الأسد" حجتهم فى ذلك أن النظام السابق قام بقمع الشعب وأودى بحياة العديد من الأبرياء إلى الهلاك, هو النظام الحالى أيضا. بينما الفئة التى ترجح أن اختيار الرئيس بشار الأسد رئيسا لسوريا أصبح باكورة عهد جديد, تستند لما قاله الأسد فى خطابه : إنه سيبذل قصارى جهده لمكافحة الإرهاب, قائلا إن حماة الإرهابيين سيضعفون من الآن فصاعدا وسيفقد هؤلاء قدراتهم". ومن المؤكد أن "بشار الأسد " أمامه العديد من التحديات من مكافحة الإرهاب ووضع حد لمشكلة اللاجئين السوريين الذى وصل عددهم إلى أكثر من 2,8 مليون شخص من بداية أبريل وأكثر من مليون سورى يتوافدون إلى لبنان, وتركيا تستقبل 770 ألف لاجئ، والأردن حوالى 600 ألف، والعراق حوالى 220، ومصر 137, حسبما أفاد تقرير من الأممالمتحدة. ولم يتوقف الأمر على معاناة الشعب السورى فقط, بل تعانى العديد من الدول من مشكلة اللاجئين السوريين نظراً إلى أن التعامل مع هذة المشكلة يتطلب دعما من المجتمع الدولى لتمكين هذه الدول من مواصلة تقديم الخدمات والتخفيف من حدة الضغوطات التى تواجه إمكانيتهم ومواردهم. واشتد الصراع بين المعارضة السورية والنظام السورى منذ بدء الانتخابات السورية فى يونيه, حيث سقطت عدة قذائف هاون مصادرها مقاتلى المعارضة على أحياء في دمشق تسيطر عليها القوات الحكومية السورية، وذلك تزامناً مع الانتخابات. وقد جرى التصويت فقط في المناطق التي تسيطر عليها قوات بشار الأسد، بينما لم تجرى الانتخابات فى المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة خصوصًا في شمال وشرق سوريا. وشهدت سوريا إقبالا من السوريين على مراكز الاقتراع للانتخاب "بشار الأسد", حيث كان السوريون يبصمون بدمائهم على أوراقهم الانتخابية لإثبات مدى رغبتهم في انتخاب رئيس لسوريا .