"الدولة الإسلامية تتقدم في سوريا وتغير موازين القوى" هكذا عنون باتريك كوبيرن مراسل جريدة الإندبندنت البريطانية في مقاله الذي يتناول التغيرات التى طرأت مؤخراً على الساحتين السورية والعراقية. ويتمحور المقال حول فكرة أنه وسط انشغال العالم بالتطورات الجارية في غزة فإن دولة الخلافة الإسلامية تتوغل وتسيطر على المزيد من المناطق في سوريا باستخدام الدبابات والأسلحة الثقيلة التى غنمتها من العراق. ويضيف كوبيرن أن الدولة سيطرت خلال الأيام الماضية على مناطق جديدة في شرق سوريا حيث ضمت أغلب مناطق محافظة دير الزور الغنية بالنفط وتركز حالياً على سحق الميليشيات المسلحة الكردية هناك. ويوضح كوبيرن أن الدولة الإسلامية تسيطر بشكل مضطرد على ساحة المعارضين لنظام بشار الأسد حيث تسارع الفصائل المعارضة في سوريا إلى الانضمام إليها وتقديم البيعة للخليفة الجديد أبو بكر البغدادي. ويقول كوبيرن إن داعش سيطرت على نصف محافظة دير الزور على نهر الفرات والذي كان واقعا تحت سيطرة جماعة جبهة النصرة المعارضة ورفعوا أعلامهم السوداء على المناطق التى دخلوها. ويعتقد كوبيرن أن هذه النجاحات المتتالية للدولة الإسلامية على الساحتين العراقية والسورية سوف يؤدي إلى تغير كبير في موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط. ويوضح أن الفصائل المسلحة غير المتخندقة مع أي من الدولة الإسلامية من جهة أو النظام السوري من جهة أخرى أصبحت تنزوي وتضمحل ما يحول أي خطط مشتركة بين كل من أمريكا وبريطانيا وتركيا والسعودية لدعم جهة مسلحة معادية لكل من الدولة الإسلامية ونظام بشار الأسد أمرا مستحيلا. ويؤكد كوبيرن أن الدولة الإسلامية تسعى خلال الأسبوعين الماضيين إلى السيطرة على جيب يسيطر عليه الأكراد في منطقة عين العرب شمال سوريا وهي المنطقة التى لجأ إليها نحو نصف مليون شخص. وحسب ما ينقل كوبيرن عن إدريس نعسان الناشط الكردي في المنطقة، فإن أغلب هؤلاء السكان من اللاجئين الأكراد الفارين من مناطق أخرى في شمال سوريا. وأكد إدريس أن المعارك جارية في المنطقة منذ 13 يوما، حيث يستخدم جنود الدولة الإسلامية الصواريخ والدبابات وعربات الهامفي الأمريكية التى غنموها من العراق. وحسب كوبيرن، فإن الدولة الإسلامية كانت طوال العام الماضي تقاتل أغلب الجماعات المسلحة الأخرى جهادية كانت أو غير جهادية، بالإضافة إلى قوات النظام السوري وهو ما اضطرها إلى سحب قواتها مطلع العام الجاري من مدينة إدلب في محافظة حلب. ويرى كوبيرن أن هذه الخطوة تنم عن براعة في التخطيط العسكري للدولة حيث جاء الانسحاب بهدف الحفاظ على جنودها وحتى لاتتشتت قواها في ذلك الوقت، ويعتبر أن الدولة كانت دوما تحظى بمستوى عال من التخطيط العسكري. ويضيف أن هذا الانسحاب الذي اعتبره كثيرون وقتها دليلا على ضعف الدولة الإسلامية اتضح أنه كان تخطيطا ماهرا قبل أن تعود لتتمدد وتسيطر على دير الزور، وتستعد للعودة إلى حلب مرة أخرى.