شهر رمضان من الشهور المهمة في حياة الأمة الإنسانية لما فيه من فوائد صحية ونفسية لدي الإنسان المسلم والإنسان عندما يلتزم بفلسفة الصوم فإنه يتخلص من الوزن الزائد وأضرار السمنة العديدة ومنها تصلب الشرايين وارتفاع نسبة السكر في الدم وانعكاس ذلك علي ارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم الذي يعرض الإنسان للإصابة بأمراض القلب وما يتبع ذلك من جلطات في القلب، وأيضا شرايين المخ وما يتبعها من جلطات في المخ وشلل نصفي أو نزيف في المخ وتأثير ذلك علي شرايين الكلي وما يتبعه من قصور في وظائفها. ويقول الدكتور رضا الوكيل أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بطب عين شمس عندما يقلل الصائم من طعامه فإنه يحمي الكبد من الإصابة بمرض الكبد الدهني وما يتبعه من التهاب تشحمي بالكبد وتليف الكبد علي المدي الطويل، بالإضافة إلي الإقلال من الوزن قد يؤدي إلي تحسن حالة المفاصل والإقلال من تآكل الغضاريف سواء في مفاصل الركبة أو العمود الفقري، وأيضا يحمي الإنسان من مشاكل الشيخوخة المبكرة كل هذه الأعراض والمضاعفات للسمنة ظهرت حديثا في المجتمعات الغربية والولايات المتحدةالأمريكية، واستخدام الدهون المشبعة في إعداد الطعام ونظام قلي البطاطس واللحوم بدلا من السلق والشوي، وعندما ننصح الصائم بالإقلال من طعامه فإننا نطبق فلسفة النبي عليه السلام في تناول الطعام وقد قال: «نحن قوم لا نأكل حتي نجوع وإذا أكلنا لا نشبع فحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإذا كان لابد فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه». ونكتفي بتناول الزبادي وبعض الأطعمة التي تقلل الإحساس بالعطش أثناء النهار مثل الخيار والخضراوات الطازجة وبعض الفواكه مثل البطيخ والكنتالوب والامتناع عن اللحوم المصنعة المحتوية علي كمية ملح والابتعاد تماماً عن المعلبات والمشروبات الغازية التي تزيد الإحساس بالحموضة بعد الفجر. ويضيف الدكتور رضا الوكيل ينصح مريض الكبد بأخذ رأي طبيبه في قدرته إذا كان يقدر علي الصوم أم لا وعادة فإننا نسمح لمريض التليف الكبدي المتكافئ بالصوم بشرط عدم بذل مجهود أثناء النهار واللجوء إلي طبيبه في حالة شعوره بأي أعراض مثل الدوخة أو الشعور بأعراض الغيبوبة الكبدية وبالذات إذا لاحظ المختلطون له بداية ظهور الأعراض عليه وينصح بالابتعاد عن المواد المحتوية علي كميات كبيرة من الملح والإقلال من الأغذية المحتوية علي بروتين بدرجة كبيرة والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه والاعتدال في شرب الماء والعصائر الطبيعية عقب الإفطار، أما مريض الكبد غير المتكافئ بمعني وجود استسقاء في البطن يجب أن يبدأ الإفطار بعصير يحتوي علي قليل من السكر وحساء ساخن ثم تؤدي صلاة المغرب حتي نعطي فرصة للجهاز الهضمي كي يستقبل الطعام والتعامل معه وأن نتأني في مضغ الطعام حتي يساعد المعدة علي القيام بعملها في طحن الطعام ولا يبقي لفترة طويلة وألا نتناول كثيراً من المشروبات الغازية مع الطعام وعدم المبالغة في شرب الماء المثلج حتي لا تنتفخ المعدة وتؤدي إلي الإحساس بالضيق وعدم القدرة علي الحركة بعد الطعام، وينصح بعدم الإفطار بالأطعمة المركبة والدسمة والاكتفاء بصنف واحد أو اثنين بالإضافة إلي السلطة الطازجة والخضر ني في ني مع نوع أو اثنين من الفواكه وبفضل إرجاء الحلويات المحتوية علي كمية كبيرة من المواد الدسمة مثل الكنافة والبسبوبة ويفضل تناول السحور وعدم تركه لقول الرسول عليه السلام: «تسحروا فإن في السحور بركة» وعدم الإفراط في الطعام حتي لا يصاب الإنسان باختناق أثناء النوم أو ارتجاع محتويات المعدة إلي المرىء مما يسبب الشعور بالحموضة. أما مرض قرحة المعدة والاثني عشر النشطة فلا ينصح لهم بالصيام نظراً لأن طول فترة الصيام تعرض القرحة للحامض الموجود في المعدة لفترة طويلة مما يعرض المريض لتفاقم حالته، أما المرضي الذين استقرت حالتهم علي العلاج من القرحة ينصح لهم بالصيام تحت إشراف الطبيب المختص، أما مريض النزلات المعوية الذين يعانون من القيء المتكرر والإسهال فيجب عليهم الإفطار حتي لا يحدث لهم جفاف نتيجة فقد السوائل، ولا ينصح أيضا مرضي التهاب الكبد الوبائي بالصيام حيث يحتاج المريض إلي تناول وجبات صغيرة علي فترات متقاربة حتي يساعد الكبد علي الشفاء ولا ينصح لهم بالصيام إلا بعد انتهاء فترة النقاهة التي تقدر عادة بضعف الفترة «الصفراء التي عاني منها المريض من اصفرار بالعين» وأيضا مرضي الحميات لا ينصح لهم بالصوم إطلاقاً نظراً لحاجتهم الشديدة إلي السوائل لتلطيف درجة حرارة الجسم، أما مرضي القولون العصبي فننصحهم بالصيام لأن تنظيم مواعيد تناول الوجبات يساعدهم علي الشفاء. وفي النهاية نتمني للجميع الاستمتاع بصيام رمضان والصحة الجيدة مع ما يفيض الله به علينا من نعم ومن حسنات نظير قضاء فريضة الصوم.