اقتصاديون: "تحيا مصر" يحتاج تسهيلات لتبرعات المغتربين

بدأت الدولة المصرية السير على خطى الإصلاح والمضي نحو نهضة الاقتصاد بإطلاق أولى المبادرات المأمول نجاحها، "تحيا مصر" ليس شعاراً فقط، وإنما هو اسم المبادرة التى أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي لتلقى التبرعات لدعم الاقتصاد القومى منذ أيام وتهدف فى الأساس إلى جمع أكبر كم من الأموال التى يمكن ضخها فى مجال الاستثمار كوسيلة لإنعاش الاقتصاد الميت إكلنيكياً منذ عقود.
وبالفعل تكون الحلم في أذهان المصريين بالداخل والخارج، فبالداخل لا يحتاج العطاء خطوات أما بالخارج فقد تطلب المصريين هناك بعض التسهيلات التى تمكنهم من التبرع كنظام الفيزا والإرسال الفورى وغيره مما يسهل عملية التبرع لصالح كل الأطراف.
في هذا السياق أكد محسن عادل محلل مالي وعضو مجلس إدارة البورصة أن مبادرة تأسيس صندوق تحيا مصر لدعم الاقتصاد مميزة، خاصة أن الاقتصاد يواجه مرحلة صعبة خلال الوقت الراهن تحتاج لتضافر الجهود على جميع الأصعدة موضحا أن أهم نقطة لنجاح هذه المبادرة تتمثل فى مدى حشد تلك الجهود وتحفيز المواطنين على التبرع.
وأضاف عادل في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن الدولة من الممكن أن تشجع على مزيد من التبرع عن طريق زيادة حد الإعفاء للمبالغ التى يتم التبرع بما لتخصم من الوعاء الضريبى للمواطنين، مشيراً إلى أن الجهود الشعبية من الموارد التى يمكن أن تؤدى إلى تعبئة مبالغ كبيرة، إلى جانب ضرورة عمل قائمة بالمشروعات التنموية التى ترغب الدولة فى تأسيسها وفق خططها، وبالتالى تشجع رجال الأعمال على الدخول فى تأسيس تلك المشروعات عن طريق العمل الخيرى أو التبرع مباشرة وبالتالى يكون أمام المواطنين عدد من البدائل.
وقال عضو مجلس إدارة البورصة, إن حملة التبرعات لدعم الاقتصاد التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى من خلال صندوق تحيا مصر ستشهد نجاحا كبيراً لأنها تتسم بشفافية واسعة النطاق خلافا لعمليات جمع التبرعات التى كانت تتم خلال الفترة الماضية, مضيفاً أن هناك إرادة سياسية لنجاح تلك الفكرة تتبعها إرادة حقيقية من جانب المواطنين ورجال الأعمال والذين تبرعوا عن طيب خاطر لمساندة اقتصادهم الوطني.
وأوضح المحلل المالي, أن تبعية إدارة الصندوق مباشرة لرئاسة الجمهورية سيعزز من شفافية التعاملات التى ستتم على أموال هذا الصندوق، فضلا عن أن التركيز الإعلامى على تلك المبادرة التى يقودها رئيس الدولة وذهب للتبرع بنفسه سيحفز على تعزيز أموال هذا الصندوق.
وأشار الدكتور صلاح الدين فهمي - المحلل الاقتصادي ورئيس قسم الاقتصاد بكلية التجارة بجامعة القاهرة – إلى أن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي في إقامة صندوق "تحيا مصر" لدعم الاقتصاد وسد العجز الاقتصادي المصري هو نوع من التكافل بين المصريين بعضهم ببعض.
وطالب المحلل الاقتصادي في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد", بضرورة إعلان أماكن توظيف أموال المصريين في إشارة منه إلى صندوق "أرض الفيروز" الذي أسسته جريدة الأهرام العام الماضي.
وأضاف رئيس قسم الاقتصاد بكلية التجارة بجامعة القاهرة, أن إنشاء جامعات ومستشفيات أهلية بجهود ذاتيه هو خير دليل على أن المصريين يرغبون بالعطاء وإصلاح شئون البلد, بدلا من جمع التبرعات وإنفاقها بطرق غير معلومة، موضحاً أن المؤسسات التى يتم إنشاؤها بالجهود الذاتية يتم ردها إلى الدولة لإدراتها والاستفادة بأرباحها من أجل نهضة الاقتصاد ومن ثم استعادة المكانة الضائعة بين الدول.
وأوضح الدكتور إبراهيم المصري أستاذ الاقتصاد بأكاديمية السادات أن المصريين بالخارج لم ينسوا مصر الوطن ولا رغبتهم في دعمها بكل السبل الممكنة، ولكن يقف عامل الوقت والبعد المكانى كحائل بينهم وبين تنفيذ رغباتهم لذا على الدولة أن تقدم كافة التسهيلات الممكنة لصالح كل الأطراف.
وأضاف المصري في تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد"، أن الدولة خصصت العديد من المنافذ التي يستطيع المصري بالخارج إرسال تبرعاته من خلالها من إرسال المبلغ المراد التبرع به بريدياً أو تليفونياً أو بالفاكس أو أيا كانت الوسيلة لإنقاذ عجز الميزانية فضلاً عن الديون المتراكمة، مشيراً إلى دعوات الرئيس السيسي التى أرسلها منذ أيام للمصريين بالخارج بالتبرع حتى لو بعشرة دولارات من تسعة ملايين مصري بالخارج الأمر الذي سيكون له الأثر الأكبر إذا استجيب لدعواته منهم .