شهدت بعض الأعمال الدرامية مثل «سرايا عابدين» و«صديق العمر» التى تعتمد على سرد التاريخ هذا العام، أخطاء كبيرة تؤكد أن كتاب السيناريو لم يراعوا الدقة التاريخية للعمل، وقاموا بكتابة أعمالهم دون الرجوع إلى المراجع التاريخية أو المتخصصين مثل ما كان يحدث فى الماضى. فكانت تلك الأعمال لا تظهر إلا بعد العودة إلى كبار المؤرخين منهم يونان لبيب رزق، والكاتب الصحفى جمال بدوى، وغيرهم. عن تلك الظاهرة التى شغلت الرأى العام، وكيف يتلاشى السيناريست السقوط فى الأخطاء التاريخية يقول الكاتب محفوظ عبدالرحمن: كتابة الدراما التاريخية لها أصول حتى لو اختلفت المدارس، فيجب الاستناد على كتب التاريخ التى تتناول الفترة المحددة من أكثر من جهة، أى أن لو العمل يتناول عصر أحد الملوك المصريين، فعلينا أن نقرأ عن تلك الفترة فى مصر، وفى إنجلترا وفرنسا والدول التى كان لها علاقة معنا، لتناول الموضوع من وجهات نظر كثيرة، ولا يجوز للكاتب أن يكتب باجتهاده الشخصى. ولكتابة المسلسلات التاريخية أهمية خاصة لذلك يجب أن يكون الكاتب على قدر المسئولية، ويجب أن يكون على مستوى رفيع من الكتابة حتى لا يتعكز على المعلومات التاريخية التى حصل عليها، وإذا لم يتوافر فى المؤلف أحد هذه الشروط فسوف يفشل العمل، وعلى مخرج العمل أيضاً أن يكون من دارسى التاريخ لكى يهتم بتفاصيل العمل ولا يقع فى الأخطاء الشائعة لتلك الفترة. الكاتب أبوالعلا السلامونى قال: على كاتب الدراما التاريخية استيعاب التاريخ والواقع معاً، لكى يخرج برؤية فنية جديدة، تربط بين ما هو واقعى وتاريخى، ويقرأ فى كافة المجالات لتقديم عمل متكامل، ولكن صناع الدراما الآن يريدون الأعمال السهلة يكتبون الأعمال الخفيفة، وعندما يقدمون عملاً تاريخياً مثل «سراى عابدين» يخرج بصورة مشوهة من المسلسل التركى «حريم السلطان» ولا نعرف ما الرسالة الذى يريد تقديمها هذا العمل، وما جدواه إلا تقديم صورة لعالم الحريم داخل قصر الخديو. الكاتب يسرى الجندى أكد أن التاريخ ملك للجميع ولكن على الكاتب أن يكون أميناً فى نقل الواقع كما هو، ويمكنه إضافة شخصيات من وحى خياله، ولكن دون الإضرار بالحدث الحقيقى، لأن المسلسلات التاريخية بمثابة شهادة أمام العالم لذلك لا يجوز تحريفها بأى شكل من الأشكال، لأن التحريف يعنى أننا نقدم معلومة خطأ للأجيال الجديدة التى لم تعش هذا العصر، كما أننا يجب أن نعى أن هناك بيننا من لم يقرأ كتباً ويعتمد فى المعرفة على المسلسلات، وبالتالى لا يجوز أن تعطيه معلومة محرفة وخطأ عن تاريخه أو أى تاريخ آخر.