يعد مشروع تطوير ميدان المؤسسة، أول مشروع عملاق يدخل الخدمة فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويمثل بداية انطلاقة جديدة لخدمة ملايين المسافرين على الطريق الزراعى السريع من مختلف محافظات الجمهورية، ويفك شفرة الأزمة المرورية الخانقة التى تزايدت خلال الفترة الأخيرة بشكل كبير، مما حول السفر على الزراعى لرحلة عذاب. المشروع العملاق يعد نموذجًا للإرادة المصرية، ويؤكد قيمة وقامة العقول والخبرات المصرية التى وضعت حلولاً مبتكرة ساهمت فى حل الأزمة المرورية الخانقة بمدخل القاهرة وبأقل التكاليف، فضلاً عن تجنب المعوقات التى قد تؤخر العمل لشهور طويلة، وبلغت الاستثمارات فى هذا المشروع 35 مليون جنيه، لكنها توفر مليارات الجنيهات للوطن متمثلة فى الطاقة وتعطل آلاف المسافرين يوميًا، فضلاً عن حركة النقل للبضائع؛ لأن هذا الطريق لايزال هو الشريان الحيوى لربط الدلتا بالقاهرة. المهندس محمد عبد الظاهر محافظ القليوبية نجح فى تطوير الميدان وإزالة إشغالات الباعة الجائلين الذين كانوا يسيطرون على الميدان، وتضمنت أعمال تطويره أربع مراحل: أولها تنفيذ نفق سيارات بعرض 9.75 متر وارتفاع 5 أمتار ونصف وطول 210 أمتار بسعة 3 حارات مرورية، مكون من جزء مغطى بطول 20 مترًا، والجزء الباقى مكشوف. وقال المحافظ إن المرحلة الثانية شملت إنشاء كوبرى علوى مكون من مطلع ومنزل يعلو النفق، عبارة عن حائط ساند مُنشأ بطريقة التربة المسلحة "الكيستون"، بطول 2,30 متر، وبعرض 9,75 متر بسعة 3 حارات مرورية، أما المرحلة الثالثة فهى تطوير ميدان المؤسسة بالشكل الحضارى والجمالى والإنارة، وتم وضع 6 أعمدة من الهاى ماست لرفع مستوى الإضاءة وإضفاء الشكل الجمالى والحضارى للميدان وعمل مسطحات خضراء يتم ربطها بشبكة أتوماتيكية، بالإضافة إلى وضع تمثال لمحمد على باشا بمدخل القاهرة بجوار النفق والكوبرى بوصفه بانى نهضة مصر الحديثة، وعمل مساحات خضراء حول التمثال ونافورة كبيرة فى الجزء المقابل له بمدخل القاهرة. وأضاف محافظ القليوبية، أن المرحلة الرابعة تشمل إنشاء 3 كبارى للمشاة جديدة: الأول يمر أعلى الكوبرى والنفق، وذلك بعد فك الكوبرى القديم، ليسهل حركة المواطنين من محطة مترو شبرا الخيمة إلى موقف السيارات الجديد، والكوبرى الثانى من شرق السكة الحديد حتى الفرنوانى، والكوبرى الثالث الجديد من شرق السكة الحديد حتى مستشفى النيل اتجاه شارع المقابر، بالإضافة لأعمال التطوير من كوبرى الشرقاوية بمدخل القاهرة على امتداد الطريق وعمل ملف للتقاطع للآتى من ميدان محمد على ويريد العودة على كورنيش النيل، وملف للقادم من باسوس والفرنوانى للذهاب إلى محافظات الوجه البحرى والطريق الدائرى، وأعمال إنارة كاملة بالجزيرة الوسطى والجانبين، وإعادة زراعة الحديقة التى تأثرت بأعمال التطوير بزراعة أشجار النخيل لها وتجميل الحوائط بالطوب الفرعونى. وأوضح عبد الظاهر أنه جار الانتهاء من إنشاء موقف عمومى متعدد الطوابق بمنطقة مسجد البخارى يستوعب نحو 600 سيارة ويشمل أيضاً باكيات تجارية للباعة الجائلين وذلك لتقديم جميع الخدمات للمترددين على الموقف، وجار حصر وإخلاء الباعة الجائلين لإعادة تسكينهم بالباكيات الموجودة بالموقف المجمع والتى تم إنشاؤها خصيصى للقضاء على ظاهرة الباعة الجائلين بالميدان للحفاظ على هذا الإنجاز، لافتًا إلى أنه لن يتم السماح بعودة الباعة للميدان مرة أخرى. واستطرد عبد الظاهر: "قائدو وراكبو السيارات كانوا يهتفون أثناء الافتتاح التجريبى لأعمال تطوير الميدان ب"تحيا مصر، هى دى الإنجازات، والله يعينكم"، حيث كانوا يخرجون من نافذة زجاج السيارات ويشيدون بشكل الميدان بعد تطويره. وقرر المحافظ إسناد الميدان لشركة متخصصة للنظافة لضمان الحفاظ على مظهره الحضارى ليبقى فى أزهى صوره، مع تشكيل لجنة متخصصة لإدارة الميدان بأسلوب علمى يضمن عدم وجود أى إشغالات عشوائية فى المستقبل واستمرار عملية الانسياب المرورى لتحقيق الهدف الذى أقيم من أجله المشروع. وأوضح المحافظ أنه يجرى وضع اللمسات النهائية لأعمال التطوير الأخرى حول الميدان، والتى تتضمن إنشاء نافورة عملاقة وتمثال لمحمد على باشا وجراج للسيارات يسع 700 سيارة، فضلاً عن إقامة أول مول من نوعه للباعة الجائلين بعد حصرهم، وسيتم منحهم المحلات الجديدة بأسعار رمزية للغاية تراعى محدودى الدخل وتوفر لهم حياة جديدة آمنة. وشدد المحافظ أنه لن يسمح بأى عشوائيات حول الميدان، موضحًا أن اللجنة الخاصة لإدارة الميدان ستتولى المتابعة اليومية لجميع أحواله، وقال إن المشروع أصبح جاهزًا للافتتاح الرسمى بعد نجاح عمليات التشغيل التجريبى وفقًا للمواعيد التى سيحددها رئيس الوزراء. وأشار المحافظ إلى أن قيمة مشروع تطوير ميدان المؤسسة لا تتمثل فى حجم الإنفاق المالى، إنما فى الخدمة التى يؤديها لملايين المسافرين والمترددين على القاهرة من مختلف محافظات الدلتا، فضلاً عن الإرداة الحقيقية لمواجهة التحديات والصعوبات التى واجهتنا خلال تنفيذ المشروع وتم التغلب عليها بالإنجاز فى زمن قياسى وتشغيل المحاور المرورية مع بداية شهر رمضان الكريم. وأوضح المحافظ أن المشروع يمثل نموذجًا للإرادة المصرية وقيمة وقامة العقول المصرية التى تحدت الصعاب وحلت شفرة الميدان الذى ظل أزمة خانقة للمسافرين من وإلى القاهرة ظلت تؤرقهم طوال سنوات، مشيرًا إلى أننا فى أنتظار تحديد المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء موعدًا لافتتاح أعمال التطوير بميدان المؤسسة التى لا يتبقى فيها إلا الانتهاء من أعمال التجميل التى تتم حاليًا بميدان المؤسسة بكثافة كبيرة ليكون جاهزًا للافتتاح الرسمى بدءًا من يوم السبت المقبل. وأشار المحافظ إلى أنه تم بالفعل الانتهاء من تركيب كوبرى المشاة ووضع تمثال محمد على باشا الذى نفذته كلية الفنون التطبيقية جامعة بنها بالميدان، وأنه جار العمل الآن فى التشطيبات النهائية لتجهيز نافورة شعار المحافظة وإنهاء أعمال التجميل بالميدان ليكون جاهزًا للافتتاح.