تحدثت أمس أن الضوابط التي يجب علي الحكومة اتخاذها لفرض الرقابة علي الأسواق التي انفلتت بها الأسعار بشكل مخجل ومخز.. مجرد الارتفاع الجنوني في أسعار البنزين والغاز والسولار والكهرباء اشتعلت أسعار كل شىء.. وغاب الدور الحكومي في الرقابة علي الأسعار، لقد أطلقت الحكومة العنان لتجار الجملة والتجزئة وخلافهم من مقدمي الخدمات لأن يرفعوا الأسعار كيفما شاؤوا دون رقيب أو حسيب. الذي فعلته الحكومة أشعل الغضب الشعبي العارم والنقمة عليها لعدم وجود رقابة علي الأسواق، حتي إن وزارة التموين كان يجب عليها أن تتخذ الإجراءات الصارمة والتخطيط لها قبل إقدام الحكومة علي زيادة الأسعار في البنزين والسولار والغاز، لأن زيادة أسعار الوقود تعني في نظر المجتمع ارتفاعاً في أسعار كل شيء ابتداء من تعريفة الركوب وانتهاء بحزمة الفجل والجرجير.. وما حدث الآن هو فوضي عارمة أحاطت بالأسواق بسبب غياب الدور الحكومي في الرقابة ووقف جشع التجار.. والمواطن المسكين في نهاية المطاف ليس أمامه سوي الرضوخ.. في خلال يوم اشتعلت الأسعار وبات الكل يطحن في بعضه وانتشرت الخلافات بين الناس، وبات المرء يصرخ من قلة ذات اليد، والحكومة تتغني بأنها تفعل ذلك من أجل الفقراء.. يا عالم ياهو الفقراء يزدادون فقراً والوحوش الكاسرة في الغني يزدادون غني.. من حق هذا المواطن الذي قام بثورتين عظيمتين أن يشعر بثمار ونتائج ما قام به.. عندما قامت الثورتان كان الهدف الرئيسي منهما هو العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الإجتماعية، والآن لا يجد المواطن شيئاً تحقق من ذلك، بل حياته تزداد سوءاً علي سوء.. صحيح ان الدولة معذورة في رفع أسعار الوقود، لكنها غير معذورة في رفع أسعار الخضراوات والفواكه والخدمات وباقي السلع، بسبب الغياب الشديد عن الأسواق وعدم وجود رقابة.. والنتيجة أن المواطن بات يواجه بمفرده زيادة أية سلعة والكارثة أنه تندلع خناقات ومشاجرات تصل إلي الاشتباك بالأيدي في عدد من المناطق الشعبية. المواطنون داخل المحافظات لم يكتفوا بالشكوي فقط، بل تحولوا إلي قنابل موقوتة علي وشك الانفجار بين عشية وضحاها بسبب هذا الارتفاع الجنوني الذي طال كل السلع والخدمات.. وليس بغريب أن يهدد مواطنون بالعصيان ويهتفوا: أين العدالة الاجتماعية؟ والذي يصيب بالغليان فعلاً أن الأجهزة التنفيذية في كل محافظة وقفت متفرجة علي هذه القنابل الموقوتة القابلة للانفجار خاصة أن الشماتة الإخوانية باتت تغذي هذه القنابل.. المهندس إبراهيم محلب الذي ينتصر للفقراء والعمال والغلابة، لابد أن يأخذ علي الفور قرارات بالنزول إلي الشوارع والأسواق لوقف كارثة اشتعال أسعار السلع التي لم تعلن عنها الحكومة.