في واحدة من أقوى الديربيات على مستوى كأس العالم وأوروبا يقص منتخبا ألمانياوفرنسا شريط الافتتاح لمباريات الدور ربع النهائي لمونديال البرازيل 2014 السادسة مساء بتوقيت القاهرة حيث يتقابل الفريقان على ملعب ماراكانا التاريخي من أجل بطاقة التأهل إلى الدور قبل النهائى وحجز أولى المقاعد بين الأربعة الكبار في المونديال. تعتبر مباراة فرنسا مع ألمانيا هي احدى المواجهات الكبرى والتاريخية في كأس العالم حيث لا ينسى الكثيرون ذكريات مباريات الفريقين في نهائيات المونديال وخاصة في حقبة الثمانينات عندما شاءت الأقدار ان تضع الفريقين في صدام في الدور نصف النهائي عام 1982 باسبانيا على ملعب أشبيلية وفي احدى المباريات التي لا تنسى نجح الالمان في الفوز بركلات الترجيح بعدما نجحوا في قلب هزيمتهم خلال الوقت الاضافي الأول بثلاثة أهداف لهدف الى تعادل ثمين حيث نجح بيير ليتبارسكي في اقتناص هدف التقدم للألمان ثم تعادل ميشيل بلاتيني لفرنسا من ركلة جزاء لينتهي الشوطان الأول والثاني بالتعادل بهدف لكل فريق ثم نجح ماريو تريزور والان جيريس في تسجيل هدفين لفرنسا التي تقدمت 3 / 1 وظن الجميع انها تأهلت إلا ان الالمان كالعادة استفاقوا سريعا ونجح كارل هانز رومينيجة في تسجيل الهدف الثاني قبل ان يقتنص كلاوس الوفس هدف التعادل قبل النهاية بدقيقتين ويفوز الالمان بركلات الترجيح وتظل مرارة الخسارة تطارد الفرنسيين حتى اليوم. تكرر المشهد عام 1986 بالمكسيك وعلى ملعب جوادا الاخارا تقابل الفريقان وسط ثقة من الفرنسيين أبطال اوربا في ذلك الوقت في التأهل للمباراة النهائية إلا ان المفاجأة ان منتخب المانيا تمكن من الفوز بسهولة بهدفين مقابل لاشىء ويصعد للمباراة النهائية. ومما لا شك أن مباراة اليوم ستكون مختلفة كل الاختلاف عن المواجهتين السابقتين، فالمنتخب الفرنسي الذي نجح في إثبات قيمته وسط كبار المونديال رغم العواصف التي مرت بسفينته خلال التصفيات والانتقادات التي وجهت للمدير الفني ديديه ديشامب وإصابة أبرز نجوم الديوك فرانك ريبيري قبل انطلاق كأس العالم إلا أن كل تلك الانتقادات تحولت الى قصائد مدح وأفراح في الصحف الفرنسية التي اشادت بمنتخبها بل وبدأ الكثيرين في الحديث عن إمكانية الذهاب بعيدا في هذا المونديال وتكرار إنجاز عام 1998 بالفوز بالكأس أو على الأقل انجاز عام 2006 بالوصول الى المباراة النهائية. المنتخب الفرنسي الذي نجح في الفوز على نيجيريا في الدور ثمن النهائي أظهر الكثير من القدرات خلال مبارياته الأربع حتى الآن خاصة وأن وجود عنصر الشباب بالفريق يساعده كثيرا خلال المباريات بالبرازيل وهذا ما حدث خلال مواجهة نيجيريا، حيث حقق الديوك الفوز في نهاية المباراة. المدير الفني لمنتخب فرنسا ديديه ديشامب رفض حالة التفاؤل الشديدة والحديث عن المنافسة على الكأس، حيث أكد أن فريقه هو فريق شاب جاء لاكتساب الكثير من الخبرات خلال المونديال وأن مطالبة الإعلام والصحافة الفرنسية بالمنافسة على اللقب ستصيب اللاعبين بحالة من القلق و الضغط النفسي خلال المباريات الحاسمة. أما منتخب ألمانيا والذي عاني لاعبوه كثيرا قبل تجاوز عقبة الجزائر في دور ال 16 وهي المباراة التي أظهرت الكثير من مواطن الضعف في منتخب ألمانيا خاصة من الناحية الدفاعية، حيث وضح تماما ان الثنائي جيروم بواتينج وبيرميرتساكر لا يجيدون التعامل مع أي كرات طولية والمهاجم السريع، وبالتالي فسيكون هناك صعوبات كبيرة أمام الدفاع الألماني خلال مباراة فرنسا لمجاراة سرعة المهاجم كريم بنزيمة والقادم من الخلف فالبوينا وكذلك بول بوجبا وبليز ماتويدي. مباراة الجزائر أيضا سحبت الكثير من رصيد ألمانيا كمرشح للقب بعدما فشل الهجوم الألماني في اختراق الحصون الدفاعية لمنتخب الجزائر وظهر النجوم أوزيل وشفايزينتيجر وتوني كروس بعيدين عن قدراتهم التهديفية المعهودة بخلاف الهداف توماس مولر الذي حاول إنقاذ منتخب بلاده وهدد الدفاع الجزائري بعض الشىء. منتخب ألمانيا أيضا يدرك أنه رغم تفوقه التاريخي على فرنسا في المونديال إلا أنه لم ينجح في تحقيق أي فوز على الديوك الفرنسية منذ عام 1987 والفوز الودي الأخير للمانشافت على الديوك بهدفين لهدف وهو ما يعني ان الفرنسيين قادرين على التعامل مع الألمان. أداء ألمانيا أمام الجزائر انعكس على تصريحات يواكيم لوف المدير الفني لمنتخب ألمانيا قبل مواجهة فرنسا حيث أعرب عن عدم رضاه عن حالة فريقه خلال مباراة الجزائر مبديا قلقه من الصعوبات الدفاعية من سرعة مهاجمي الجزائر.