مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في مؤتمر القمة للاتحاد الإفريقي.. أعطت زخماً من التفاؤل بمستقبل واعد ومزدهر.. للعلاقة بين مصر وأشقائها من الدول الإفريقية.. تلك العلاقة المصيرية التي فرضتها وحدة المكان.. ووحدة التاريخ الذي لا ينفصم.. وأيضاً النضال المشترك!! فالخطاب الذي ألقاه الرئيس السيسي.. كان له أطيب الأثر سواء بين دول إفريقيا، أو بيننا، ونحن نستمع إليه، فلقد كانت كلماته من القلب صريحة.. معبرة بدقة عن شعور الشعب المصري بالألم.. فترة توقف أنشطة مصر في الاتحاد الإفريقي خلال العام الماضي.. ولكنها كانت مرحلة وانتهت.. وأظهرت أن مصر لا يمكن أن تنفصل عن واقعها.. فهي جزء من الكل.. والكل واحد غير قابل للتجزئة.. ومعاودة مصر أنشطتها في الاتحاد الإفريقي.. كانت إعلاناً عن مرحلة تستأنف فيها مصر دورها الفاعل المتضامن مع أشقائها.. في سبيل إعادة الروابط الوثيقة المخلصة.. التي طالما كان لها الفضل في الظروف الصعبة التي واجهتها القارة في تخطيها.. بفضل مآزرة الدول الإفريقية الشقيقة ورفقاء العمل المشترك والتضامن.. وتقديم كل الإمكانات المتوافرة.. والقيام بمواقف ساندة إلي أبعد مدي في المحافل الدولية.. ولن تنسي مصر مواقف الأشقاء الأفارقة في عام 1967.. وأيضاً دول إفريقية عديدة دائما تتذكر بكل عرفان ما قدمته لها منظمة «الوحدة الإفريقية» التي تأسست عام 1963.. ولعبت أدواراً هامة في تحرير العديد من البلدان الإفريقية..حيث كان الهدف الرئيسي للمنظمة هو القضاء علي الاستعمار بجميع صوره.. وتعزيز الوحدة والتضامن بين الدول الإفريقية.. والارتقاء بالقارة إلي المكانة التي تليق بها. ومصر كان لها دور أساسي في إنشائها ممثلة في الدعوة التي أطلقها قادة أفارقة كبار ذوو شأن مثل نكروما.. وجمال عبدالناصر وموديوكيتا وغيرهم، والاستمرار في بذل كل ما تسيطيع مصر تقديمه للأشقاء الأفارقة. وكذلك عل مدي السنوات الماضية.. بالرغم ما صادف مصر من صعاب في الداخل ومن الخارج.. فإنها لم تفقد ثقتها يوماً، ومتأكدة من وقوف الأشقاء الأفارقة لمساندة الحق والعدل.. وظهر هذا جلياً في البعثة الإفريقية لمتابعة الانتخابات الرئاسية والتي كانت مشكلة من الحكماء الأفارقة.. وبذلت من الجهد المخلص ما أوضح الصورة للأوضاع الحقيقية.. التي مرت بها مصر، واجتازتها بإرادة شعبية خالصة. ولقد كانت مشاركة الرئيس السيسي في قمة الاتحاد الإفريقي.. فرصة لسطوع رؤية مصر في التغلب علي المعوقات التي تقف أمام استغلال ما حبانا به الله كدول وشعوب تعيش في قارة إفريقيا.. بثروات طبيعية.. وأراضٍ خصبة.. ووفرة في المياه العذبة.. وفوق ذلك ثروة بشرية قادرة علي العمل وبذل الجهد والعطاء.. إذا اتيحت له المجالات.. وفرص اكتساب المهارات والتدريب والتعلم. خطاب الرئيس السيسي.. إنه لم يكن خطاباً بروتوكولياً.. للتحية والشكر.. والبعث بأطيب الأمنيات لمستقبل واعد.. ولكن كان خطاباً تحليلياً واقعياً لقضايا القارة.. والمعوقات والتحديات.. التي تقف حجر عثرة أمام تحقيق معدلات التنمية المطلوبة لتجاوز شبح الجوع والمرض.. وفقد خير الشباب في نزاعات سياسية، وأوضح الطريق إلي ذلك لن يكون إلا بتعزيز التعاون الاقتصادي.. ونقل التكنولوجيا.. والاهتمام ببرامج التدريب والتعاون في تنفيذ مشروعات جديدة.. وكذلك التعاون في حل المشكلات، كذلك لم يغب عن خطاب الرئيس السيسي.. التعهد بمواصلة مصر لتقديم الدعم الإفريقي.. كما كانتسباقة في إنشاء صندوق التعاون الفني في الثمانينات.. كذلك التعاون مع الأشقاء الأفارقة للعمل علي تسوية النزاعات في العديد من دول إفريقيا. الكلمة الأخيرة: إن مقابلات ومحادثات الرئيس عبدالفتاح السيسي مع القادة والزعماء الأفارقة علي هامش القمة الإفريقية في غينيا الاستوائية.. وكذلك الزيارات التي قام بها للجزائر والسودان.. كانت بالنسبة لمصر ترتيب البين من الداخل.. وتأكيداً علي اعتزاز مصر وشعبها.. بالكيان الإفريقي الذي نحن جزء منه.. واستعداداً لعلاقات تحقق التعاون والنهضة المشتركة. عظيمة يا مصر